حذر رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أمس الأربعاء، من حصول «فراغ دستوري» في الجزائر، معتبراً أنه من «غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية» خارج المؤسسات، وتعهد بدعم المرحلة الانتقالية وضمان الجيش تلبية مطالب الشعب، في وقت استخدمت فيه الشرطة الغاز ضد متظاهرين يرفضون تعيين رئيس مجلس الأمة رئيساً مؤقتاً للبلاد.وقال صالح، إثر ترؤسه لقاء توجيهياً بمقر قيادة الناحية العسكرية بغرب الجزائر: «مع انطلاق هذه المرحلة الجديدة واستمرار المسيرات، سجلنا للأسف ظهور محاولات لبعض الأطراف الأجنبية انطلاقاً من خلفياتها التاريخية مع بلادنا، لدفع بعض الأشخاص إلى واجهة المشهد الحالي وفرضهم كممثلين عن الشعب تحسباً لقيادة المرحلة الانتقالية». وأضاف أن مخططات الأطراف الأجنبية تهدف «إلى ضرب استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، من خلال رفع شعارات تعجيزية ترمي إلى الدفع بالبلاد إلى الفراغ الدستوري وهدم مؤسسات الدولة». وأشار إلى أن هدف هؤلاء «كان الوصول إلى إعلان الحالة الاستثنائية (الطوارئ)، وهو ما رفضناه بشدة منذ بداية الأحداث، فمن غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية دون وجود مؤسسات تنظم وتُشرف على هذه العملية». وأكد قايد صالح أن سير المرحلة الانتقالية المخصصة لتحضير الانتخابات الرئاسية، سيتم بمرافقة الجيش في إطار الاحترام الصارم لقواعد الشفافية والنزاهة وقوانين الجمهورية.وأشار إلى أن «العدالة بعد استرجاعها لكافة صلاحياتها، ينتظر منها الشروع في إجراءات المتابعات القضائية ضد العصابة التي تورطت في قضايا فساد ونهب المال العام»، لافتاً إلى أن الأمر سيمتد أيضاً إلى ملفات فساد سابقة. وأوضح أن القضاء سيفتح من جديد ملفات فساد قديمة، منها قضية تتعلق بشركة الطاقة الوطنية «سوناطراك».وصادرت السلطات بالفعل جوازات سفر أكثر من عشرة رجال أعمال في إطار تحقيق في مزاعم فساد. وأكد صالح ضرورة التحلي بالصبر من أجل تحقيق المطالب الشعبية والخروج بالبلاد إلى بر الأمان، وإرساء موجبات دولة القانون والمؤسسات في ظل وضع إقليمي ودولي متوتر وغير مستقر.وشدد على الالتزام بدعم الشعب في هذه المرحلة المهمة، والوقوف إلى جانبه، قائلاً: «سيثبت التاريخ صدق أقوالنا ومساعينا، وأنه لا طموح لنا سوى خدمة بلادنا والسهر على أمنها واستقرارها».وتأتي تصريحات قايد صالح غداة ترسيم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الذي يرفضه المحتجون باعتباره أحد منتجات النظام رئيساً للمرحلة الانتقالية.واستخدمت قوات مكافحة الشغب، أمس، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع نقابيين وعمال وطلبة جامعيين من التظاهر في وسط العاصمة الجزائرية.وتعد هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تستخدم فيها الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين الذين يرفضون تعيين ابن صالح رئيساً للدولة بالنيابة، وإدارة المرحلة الانتقالية على اعتبار أنه من رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. واستعملت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين من الطلبة الجامعيين، الثلاثاء، موازاة مع حفل تنصيب ابن صالح رئيساً مؤقتاً لمدة 90 يوماً. وحذرت أحزاب وشخصيات معارضة من استخدام العنف ضد المتظاهرين.وتواصلت النداءات للخروج في تظاهرات حاشدة غداً الجمعة.إلى جانب ذلك، ذكرت قناة النهار ، أمس ، أن وزارة الداخلية أصدرت تراخيص لعشرة أحزاب سياسية جديدة، في أعقاب استقالة بوتفليقة.في غضون ذلك عبرت فرنسا عن أسفها ، لطرد مدير وكالة فرانس برس في الجزائر إيمريك فنسنو، من قبل السلطات التي رفضت تجديد بطاقة اعتماده لسنة 2019. (وكالات)
مشاركة :