ثنائيات عائلية في الملاعب الكروية

  • 4/11/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أثار اشتراك لوكا زيدان، حارس مرمى ريال مدريد، في مباراة الملكي أمام هويسكا في الجولة 29 من الليجا، الكثير من الجدل، باعتباره نجل المدرب الفرنسي الأسطوري، زين الدين زيدان، الذي عاد لقيادة الميرنجي بعد موسم مخيب لآمال عشاق الملكي الإسباني، وبرغم أن زيزو أجرى عدة تغييرات على تشكيل الفريق منذ عودته لتدريبه في مارس الماضي، حيث أشرك 19 لاعباً في أول مباراتين له، بينهم لوكا وأودريوزولا وسيبايوس ولورنتي ودياز، إلا أن ابنه حارس المرمى كان محور جدل. وبدا واضحاً أن صاحب إنجاز الفوز بـ 3 ألقاب أوروبية متتالية مع الملكي، يريد منح الفرصة لجميع أفراد قائمة الفريق، من أجل حسم أمور التعاقدات والتغييرات المتوقعة في الموسم المقبل، ولم يعبأ «الفرنسي» كثيراً بتلك الانتقادات، حيث قال إن لوكا يلعب بسبب قدراته، وليس لأنه ابني، الذي خاض المباراة الأولى له في الليجا، وتصدى لتسديدة واحدة بين القائمين والعارضة، من إجمالي 3 كرات، وسكن مرماه هدفان، كما نجح في التقاط 5 كرات داخل منطقة الجزاء، ومرر 29 كرة ولمسها 71 مرة، وشارك من قبل مع فريق الرديف الملكي في 23 مباراة، استقبل خلالها 30 هدفاً، ويبدو أن لوكا يسير عكس اتجاه شقيقه، إنزو، الذي لعب تحت قيادة والده أيضاً مع الريال قبل عامين، وشارك في مباراة واحدة فقط في كأس الملك خلال موسم 2016/‏ 2017، حيث أحرز هدفاً في 45 دقيقة لعب، لكنه رحل سريعاً بعدها إلى صفوف ديبورتيفو ألافيس، في صفقة انتقال حر، ثم حول وجهته إلى سويسرا، في صفوف فريق لوزان أف سي، قبل أن يعود معاراً إلى رايو ماخاداهوندا الإسباني الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية بإسبانيا. الأمثال العربية تقول إن «الولد سر أبيه»، لكن كرة القدم ترفض الاعتراف بتوارث الموهبة في بعض الأحيان، برغم أن الدراسات الطبية تؤكد أن انتقال الجينات بين الآباء والأبناء، قد يمنح الأبناء نسخاً مشابهة من مواهب الآباء، وفي ظل فشل تجارب عدة جمعت بين الآباء المدربين وأبنائهم في عالم كرة القدم، تبقى تجربة الثنائي الإيطالي الأسطوري، مالديني، هي الأفضل في تاريخ اللعبة، لأن شيزاري مالديني كان نجماً لامعاً في سماء الكرة الإيطالية، وتفوق عليه نجله باولو لاحقاً، لكن عالم الكرة جمع بينهما، مدرباً ولاعباً، في تجربتين، الأولى جاءت مع المنتخب الإيطالي، حيث تولى شيزاري الأب مهمة تدريبه بين عامي 1997 و1998، عقب نهاية حقبة الأسطوري أريجو ساكي، ولعب باولو الابن تحت قيادة أبيه فيما يقارب 20 مباراة، حمل خلالها شارة قيادة الآزوري، ونجح الثنائي مالديني في قيادة إيطاليا إلى نهائيات مونديال 1998، من دون هزيمة في التصفيات، واستطاع شيزاري أن يصل مع الطليان إلى ربع نهائي كأس العالم وقتها، قبل الخروج بصعوبة عبر ركلات الترجيح أمام البطل، فرنسا، وبعد رحيل الأب عن تدريب منتخب البلاد، تولى قيادة ميلان الفنية في عام 2001، خلفاً لألبرتو زاكيروني، كمدرب مؤقت، وكان ابنه هو حامل شارة القيادة أيضاً، ولعب الثنائي دوراً هاماً في تحقيق نتيجة تاريخية أمام إنترناسيونالي، بالفوز بستة أهداف نظيفة وقتها! يوهان كرويف، الهولندي العبقري، كانت له تجربة مع ابنه، جوردي كرويف، في صفوف برشلونة، خلال الفترة بين 1994 و1996، حيث حصدا سوياً كأس السوبر الإسبانية في عام 1994، وشارك جوردي تحت قيادة والده في المباراة النهائية كبديل، وظهر الابن بصورة طيبة خلال تلك الفترة، التي كان فيها أحد هدافي البارسا، مع ستويشكوف وكومان، لكن الفريق لم يحقق الكثير من النجاح على مستوى الليجا والبطولات الأوروبية، مقارنة بسنوات سابقة أعاد فيها العملاق يوهان فريقه المفضل إلى منصات التتويج، وشارك جوردي مع والده المدرب في 54 مباراة، سجل خلالها 11 هدفاً، قبل أن يرحل إلى صفوف مانشستر يونايتد، ثم التحق بفريق ديبورتيفو ألافيس وبعده إسبانيول، وكان إنجازه الأفضل بعد الانفصال عن والده كروياً، هو الفوز بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 1996/‏ 1997 مع الشياطين. وشهدت الملاعب الإنجليزية تجربة مشابهة، جمعت بين المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، أليكس فيرجسون، وابنه دارين، الذي لعب في صفوف ناشئي الشياطين بالطبع، قبل أن يلتحق بالفريق الأول في عام 1990، تحت إشراف والده الذي بدأ مهمته الأسطورية مع يونايتد قبلها بـ 4 سنوات، وحصل دارين على فرصة ذهبية للعب مع المان، بسبب إصابة لاعب الوسط الإنجليزي الشهير، برايان روبسون، ليخوض ابن المدرب 15 مباراة بالقميص الأحمر في البداية، إلا أن مشاركاته تقلصت بعدها، ولم يمنعه ذلك من الحصول على ميدالية التتويج بلقب البريميرليج في موسم 1992/‏ 1993، وشارك دارين إجمالاً في 27 مباراة تحت قيادة والده، قبل أن يرحل إلى صفوف وولفرهامتون، وبعدها أنهى مسيرته الكروية في هدوء، لأنه لم ينجح في تحقيق أي إنجاز بعيداً عن فيرجسون الأب !

مشاركة :