نهاية الأسبوع الماضي شهدت فصلا جديدا من فصول (ليبيا بين يدي المآساة) أو كما سميناها من قبل داحس وغبراء الشرق الأوسط.. الفصل الجديد بدايته قرار حفتراوي لا نعلم دوافعه ولا أسبابه ولماذا في هذا التوقيت قام الفريق خليفة حفتر في تسجيل صوتي ببدء زحف قوات الجيش الوطني الليبي فيما يشبه الزحف المقدس نحو العاصمة الليبية طرابلس والواقعة تحت حكم تنظيم الاخوان الدولي فعليا ومسمى حكومة الوفاق اللي مش وطني ولا أي حاجة. وإعلان حفتر الزحف نحو العاصمة طرابلس معناه حرب مفتوحة يخوضها الجيش الوطني الليبي ضد ميلشيات متنوعة الاشكال والسلاح بخلاف بعض المدن الموجودة على أطراف طرابلس او في الطريق الى مدخلها ومن هذه المدن الكثير غير الموالية لحفتر ولا غيره وهو ما سيعرض حياة المدنيين للخطر الكبير. وهنا يحضرني مثلا أن معمر القذافي والذي سبق ونعتوه بأسوء الألقاب من ديكتاتور.. وبلشفي وقاتل وسفاح.. وغيره من هذه الألقاب.. هذا الرجل في عز تكالب جميع القوى عليه والمتأمرين ضده وتحت قصف الناتو وخيانة اتباعه المتتالية.. رفض القتال داخل طرابلس خوفا على حياة المدنيين وقال لهم ساقاتلكم في سرت.. وقد كان حتى قتله الناتو وفرنسا والامريكان. ما علينا الله يرحمه القذافي صفحة وطويت من الساحة الليبية.. الامر المستفز في هذه الأجواء.. هو أنه لم يعد احد من أطراف الازمة الليبية يخاف على حياة المدنيين ولا المشردين في دول الجوار ومن هم يعيشون في الشتات سواء كان شيوخا أو أطفالا نساءا كانوا ام رجالا منذ ٨ سنوات تقؤيبا والأوضاع الليبية من سيء الى أسوء رغم توافر الموارد النفطية الضخمة وقلة عدد السكان. الا ان النهب المنظم لهذه الثروات منذ فبراير ٢٠١١ وحتى الأن أضاع على الشعب الليبي كل فرص الحل والاستقرار ومليارات الدولارات التي تتقاسمها الميلشيات ومنها ميلشيات لا يعلم أحد من وراءها ومن يمولها مثل ميلشيا يقودها هيثم التاجوري وهي الميلشيا التي انشقت عنها مجموعة مسلحة وقامت بتسليم آلياتها وأسلحتها الى الجيش الوطني الليبي في محور وادي الربيع.. المهم ياسادة ياكرام هو أن هيثم التاجوري هذا كان يعمل سائقا قبل ربيع العرب المأسوف على شبابه. التاجوري متعدد الولاءات ويؤجر ميلشياته لمن يدفع أكثر وطبعا استطاع تكوين ثروة طائلة في زمن قصير ووزعها على دول الاتحاد الأوروبي منها قصور وفيلات في فرنسا وايطالية وعدد من الدول الأوروبية الأخرى ومن الأمور المثيرة للقلق ظهور هذه الميلشيا في العاصمة طرابلس الان وهو امر جد خطير وقد يكون معناه ان السراج أو حكومة الوفاق الوطني استأجرت ميلشيا التاجوري لتحارب وتدافع عنهم ضد الجيش الوطني الليبي.. وكم دفعت له حكومة السراج من الأموال.والمعروف عن مليشيا التاجوري انها ميلشيا تحت الطلب.. ويترأسها واحد من أهم امراء الحرب في ليبيا ويبدل ولاءه كما يبدل حذاءه ويقود ميلشيا من المرتزقة ليس لها مرجعية أو ايدولوجية محددة فهو أحيانا في عملية فجر ليبيا وتارة أخرى يهاجم مقارها ويختطف وزراءها.. ظهور ميلشيا هيثم التاجوري في العاصمة طرابلس هذه الأيام أمر مثير للجدل والقلق والخوف من وقوع فوضى كبيرة يخسر فيها الجميع وهي حرب ليس فيها خاسر وليس فيها رابح أو منتصر.. الخسارة واحدة على الجميع.. وتصبح داحس والغبراء في ليبيا أمر واقع ولكن لا يراه الجميع بوضوح.. والله المستعان.
مشاركة :