جوليان أسانج: بطل استحق التكريم أم مجرد قرصان معلومات؟

  • 4/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الأسترالي جوليان أسانج لصدارة المشهد الإعلامي العالمي بعد إلقاء القبض عليه اليوم الخميس من داخل سفارة الإكوادور في العاصمة البريطانية لندن اليوم الخميس. واحتمي مؤسس موقع ويكيليكس بالسفارة منذ عام 2012 لتفادي تسليمه إلى السويد التي أرادت سلطاتها استجوابه في إطار تحقيق بتهمة الاعتداء الجنسي ويواجه أسانج (47 عاماً) الآن تهماً في عدة دول أولها السويد التي أكدت إمكانية إعادة فتح التحقيقات بالقضية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي اتهمته وزارة العدل بها بالتآمر فور احتجازه اليوم. واستطاع أسانج الولوج إلى ونشر مئات آلاف الوثائق السرية الخاصة بعدة حكومات حول العالم وعرضها على الموقع، كان أبرزها الوثائق التي أبرزت انتهاكات الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. وفي الوقت الذي طالب فيه كثيرون بمنح أسانج جائزة بوليتزر الصحفية عما قدمه من نشر حقائق للقراء حول العالم، اتهمه البعض الآخر بمحاولة الانتفاع من تلك المعلومات التي حصل عليها "بشكل غير قانوني" حسب وصفهم. بوق لحرية تداول المعلومات وبدأ ويكيليكس العمل عام 2006 وزادت شهرته بعدما استطاع أسانج الحصول على وثائق أمريكية سرية بمساعدة المحللة السابقة بالمخابرات العسكرية الأمريكية تشيلسي مانينغ في عام 2010. حينها اكتسب أسانج شعبية واسعة كأحد رواد حرية تداول المعلومات والشفافية في العالم وخاصة بعد ان كشفت معلوماته المسربة النقاب عن مخالفات دولية عديدة وقعت برعاية ساسة من دول عديدة بما فيها أعتى ديمقراطيات الكوكب.مناصرو أسانج ومحاموهرويترز وظهر أسانج كفرد طور اهتمامًا عميقًا ودائمًا بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية في العالم وهو ما زاد شعبيته في أوساط التقدميين المحاربين للفساد السياسي والاقتصادي حول العالم. مطالبات بإعدامه وظهر مؤخراً تصريح سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2010 وصف فيه نشر الوثائق السرية الأمريكية "بالمخزي" وطالب فيه أن يتم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أسانج على ما اقترفه. ويبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية عازمة على النيل من أسانج حيث لم يمر أكثر من ساعات معدودة على اعتقاله في لندن اليوم حتى أصدرت وزارة العدل الأمريكية تهماً رسمية بتآمر أسانج ضدها.تصريح ترامب عام 2010 اتهامات بالاغتصاب ثم جاء اتهامه بالاغتصاب في أواخر عام 2010 وهو ما قلل من شعبية أسانج لدى البعض ولكنه قال إن القضية تسعى إلى احتجازه بالسويد التي قد تقوم بدورها بترحيله إلى الولايات المتحدة التي أغضبها بنشره لوثائق سرية عن حروب العراق وأفغانستان. الاحتمالات المتعددة أعطت أسانج أفضلية الشك ولم تسيئ لصورته وسط مناصريه ومن اعتبروه مثلاً أعلى وخاصة بالنظر للوضع السياسي والرغبة الأمريكية في محاكمته على إفشاء أسرارها. توريطات أخرى لكن وضع أسانج كطريد يتحاشى الاحتجاز السويدي دفعه للجوء إلى سفارة الإكوادور التي منحته ملجأً وجنسية وسط اعتبارات دولية وسياسية انتهت بدعوة الإكوادور الشرطة البريطانية لاحتجازه من مقرها.أسانج من شرفة سفارة الإكوادور في لندنرويترز الوضع أدى إلى تورط أسانج في سياسات دولية وهو ما قلل من استقلاليته ومصداقيته أيضاً وخاصة بعد تقديمه لبرنامج تلفزيوني على قناة روسيا اليوم المملوكة للدولة الروسية. كما اتهمه البعض بالترويج لشخصه أكثر من المعلومات التي يقوم بتداولها وبالإقدام على قرارات أثرت على صورته ومصداقيته وخاصة بعد تقارير ربطته بقرصنة البريد الإلكتروني لمنافِسة دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون بإيعاز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما نفاه أسانج إلا أن الاتهام بقي كوصمة عار عليه. وفي وقت يُظهر أناس حزنهم إزاء إلقاء القبض عليه وإيمانهم بانه يتعرض لعقاب دولي من حكومات أزاح الستار سابقاً عن خروقاتها، يظل كثيرون غير مكترثين بقضية أسانج على اعتبار أنه تداخل في حسابات شخصية وسياسية دولية كبيرة ابتعدت عن غرضه الرئيسي في حرية تداول المعلومات بشفافية. وبينما يرى البعض أسانج كبطل، ينظر إليه آخرون باعتباره مجرماً استولى على معلومات سرية بطرق غير شرعية. إقرأ أيضاً: الحكومة البريطانية تنفي ممارسة ضغوط على الإكوادور لإلغاء لجوء أسانج باميلا أندرسون تنتقد رئيس وزراء استراليا لعدم مساعدتة مؤسس موقع "ويكليكيس" العثور على مواد تخص أحد مؤسسي موقع "ويكيلكس" المختفي منذ أسابيع في النرويج

مشاركة :