مصر: أسبوع برلماني طويل لإقرار تعديل الدستور

  • 4/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بينما التزمت السلطات المصرية الصمت حيال تقارير عن انسحابها من التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، تدخل مصر في أسبوع برلماني طويل من المقرر أن يقر البرلمان خلاله التعديلات الدستوري بشكلها النهائي، استعداداً للاستفتاء الشعبي. يقترب قطار التعديلات الدستورية من الوصول إلى محطته قبل الأخيرة، إذ تناقش لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بالبرلمان التقرير النهائي بصياغة المواد المعدلة التي تنتهي منها لجنة صياغة التعديلات الدستورية المعدلة برئاسة رئيس البرلمان علي عبدالعال، لكونه أستاذا جامعيا في القانون الدستوري، تمهيدا لطرح المواد المعدلة على نواب البرلمان، تمهيدا لإقرارها وإحالتها إلى رئيس الجمهورية لدعوة المواطنين إلى الاستفتاء عليها. أمين سر اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان، إيهاب الطماوي، كشف لـ "الجريدة" أمس، مسار التعديلات الدستورية خلال الأسبوع المقبل، قائلا: "اللجنة المشكلة برئاسة رئيس البرلمان في حالة انعقاد دائم حتى الانتهاء من كتابة تقرير المواد المعدلة، هناك بعض المواد التي تحتاج إلى إعادة صياغة ومزيد من التدقيق"، رافضا الإفصاح عن ماهية هذه المواد. وتابع الطماوي: "سيتم عرض تقرير لجنة الصياغة على اللجنة التشريعية والدستورية مساء الأحد المقبل، ثم سيتم إحالة التقرير النهائي إلى الجلسة العامة بالبرلمان لمناقشة النواب المواد المعدلة يومي 16 و17 الجاري (الثلاثاء والأربعاء المقبلين)، على أن يتم التصويت على المواد المعدلة بآلية نداء رئيس البرلمان على كل نائب بالاسم، وبأغلبية ثلثي الأعضاء، وفي حال الموافقة سيتم إرسال التعديلات إلى رئيس الجمهورية لدعوة المصريين إلى الاستفتاء عليها". وفي حكم المؤكد أن يوافق نواب البرلمان على التعديلات الدستورية التي تقدم بها 155 عضوا من ائتلاف الأغلبية "دعم مصر"، ووافق عليها مبدئيا نحو 485 نائبا في مواجهة معارضة هزيلة اقتصرت على 16 نائبا، ولا تزال أجهزة الدولة تبحث إمكان إقامة الاستفتاء خلال يوم واحد أو على مدار ثلاثة أيام، لكن الأرجح أنه سيجرى في أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من الأسبوع بعد المقبل. الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس، القضاء على خلية إرهابية بالعريش ومقتل 11 من عناصرها، في أول تحرك ميداني للقوات المصرية يعد ردا على تفجير إرهابي (يبلغ 15 عامًا)، لنفسه في سوق شعبي بلدة الشيخ زويد بشمال سيناء الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل 7 بينهم أربعة من رجال الشرطة، وإصابة 26 من المدنيين. "الداخلية" المصرية قالت، في بيان رسمي، إن المعلومات التي وردت إلى قطاع الأمن الوطني أفادت بتمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بأحد المباني بمنطقة أبو عيطة بالعريش، واستعدادهم لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية في العديد من المناطق الحيوية وتمركزات القوات المسلحة والشرطة. واشتبكت قوات الأمن مع أفراد الخلية الإرهابية، مما أدى إلى تبادل إطلاق النيران، وانتهى الأمر بمقتل 11 إرهابيا، وتم العثور بحوزتهم على بندقيتين آليتين و3 بنادق مختلفة، وبندقيتي خرطوش وعبوتين متفجرتين وحزامين ناسفين. وتواجه مصر حربا شرسا منذ عام 2013، مع عناصر إرهابية مسلحة تتمركز في وسط سيناء، وينتمي البعض منها إلى تنظيم داعش، ونجحت القاهرة في تغيير تكتيك مواجهة التكفيريين مع إطلاق العملية الشاملة في 9 فبراير 2018، التي مكنت قوات الجيش والشرطة المصرية من تحقيق نجاحات ميدانية وتوجيه ضربات قاصمة للإرهاب، مما أدى إلى تراجع زخم العمليات الإرهابية في سيناء. جولة السيسي في الأثناء، واصل الرئيس عبدالفتاح السيسي جولته التي شملت غينيا والولايات المتحدة، وصولا إلى كوت ديفوار، إذ عقد جلسة مباحثات مع نظيره الإيفواري الحسن واتارا، أمس، على أن يختتم جولته بزيارة السنغال، ويعد السيسي أول رئيس مصري يزور دولة كوت ديفوار، وتعد الدولة الإفريقية رقم 25 التي يزورها السيسي منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، كما تعد القمة الثانية له مع واتارا الذي سبق له أن زار القاهرة في 2017. ورغم اللهجة الودية التي ظهرت في تصريحات السيسي خلال قمته مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، كشفت "رويترز" عن احتفاظ القاهرة بمساحة عن المقاربات الأميركية لأزمات المنطقة، عبر الانسحاب من محاولات واشنطن لبناء تحالف عربي "ناتو عربي"، على غرار حلف شمال الأطلسي يكون موجها بالأساس إلى الطموحات الإيرانية في المنطقة. والتزمت مصر الصمت التام على تقرير "رويترز" حتى أمس، لكن الاجتماع الأخير للدول التي يفترض أن تشكل التحالف الجديد، والذي عقد في الرياض الأحد الماضي، شهد غياب الوفد المصري لأول مرة عن اجتماعات كهذه، ونسبت "رويترز" إلى مصدر عربي لم تسمّه قوله إن انسحاب مصر جاء لتشككها في جدية المبادرة، ولم تر بعد خطة أولية تحدد ملامح هذا التحالف. وسبق أن اقترحت الحكومة المصرية تشكيل قوات عربية مشتركة، الأمر الذي تبنته الجامعة العربية في قمتها التي عقدت بمصر عام 2015، لكن سرعان ما تعثرت الفكرة في ظل تفاقم الخلافات العربية العربية، لتدخل بعدها الولايات المتحدة في المشهد بفكرة "الناتو العربي" المكون من دول الخليج العربية الست ومصر والأردن. محاكمة روس في غضون ذلك، كشفت السفارة الروسية بالقاهرة، عن توجيه محكمة مصرية اتهامات رسمية بالإرهاب إلى 5 مواطنين روس، أمس الأول، تم احتجازهم في مصر منذ شهر أغسطس 2018، كما أفاد مسؤول القسم القنصلي بالسفارة يوسف أباكاروف، لوكالة "تاس" الروسية.

مشاركة :