وصف عضو في مجلس الشورى برامج وزارة الثقافة والإعلام في التنمية الثقافية بالضعف على الرغم مما تملكه الدولة من مقومات القوة الناعمة التي أصبحت تضاهي بها دول العالم المتقدم، مؤكداً أن على الوزارة إنشاء مشروع الملك سلمان للثقافة، حيث إنها في حاجة إلى إعادة هيكلة القطاع الثقافي، وذلك عبر إنشاء بنية تحتية تتكون من مراكز ثقافية وأكاديمية للفنون، إلى جانب إحياء مهرجانات ثقافية وفنية موسمية. وكشف محمد رضا نصر الله عضو لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس الشورى خلال ندوة بعنوان "الملك سلمان وصناعة الثقافة"، التي أقيمت أمس ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، تقدم المجلس برفع توصيات لمجلس الوزراء لاتخاذ قرارات لإنشاء مجلس أعلى للثقافة وهيئة للكتاب، مضيفاً أن التوصية تتم دراستها من قبل هيئة الخبراء في مجلس الوزراء، ولافتاً إلى أنها تحظى باهتمام من قبل المجلس. وقال عضو لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشورى، إن نجاح جماعات التطرف والإرهاب في أن تسرق بعض الشباب لتلقي بهم في أتون حروب عبثية، متورطين في إراقة الدماء البريئة، ويحتم على وزارة الثقافة والإعلام تبني مشروع ثقافي وطني يساند جهود قوى الأمن في مكافحة الإرهاب، ويعمل على تجفيف منابعه، وهذا لن يتحقق ما لم تحدث الوزارة نقلة نوعية في برامج التنمية الثقافية التي ما زالت في غاية الضعف والركاكة". وأضاف "أن تبني مشروع الملك سلمان للتنمية الثقافية سيعمل على ردم الفجوة الثقافية بين النمو المادي وحركة المجتمع الذي تسبب استمرارها منذ عقود في حدوث اختلالات اجتماعية ترتب عليها وجود تيارات متضاربة في المجتمع، تراوحت بين المحافظة والتغريب، وحالت دون بناء الشخصية الوسطية نتيجة الافتقار إلى مشروع وطني يستوعب حالة الاحتقان النفسي والذهني في المجتمع السعودي. من جهته، لفت حجاب الحازمي عضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية في حديثه خلال الندوة، إلى أن الملك سلمان كما تقول عنه ابنته الأميرة حصة " قارئ متميز، ومتابع دائم لما ينشر عبر التعقيب والإيضاح"، لافتاً إلى أنه يؤكد على الكلمة الطيبة الصادقة، ويدعو دائماً إلى التحري والمصداقية في توجيهه للمنتمين للصحافة، كما قال روي عنه في إحدى لقاءته قوله "أنا رئيس تحرير ناقد"، وهو ما يؤكد شغفه بالاطلاع والرأي ورصده ومتابعته للأحداث. واختتم أحمد الضبيب مقدم ندوة "الملك سلمان وصناعة الثقافة" بالتأكيد على ترقب الوسط الأدبي والثقافي في المملكة لأن ترى المشاريع الثقافية المتعددة النور في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لافتاً إلى أن جميع المنتمين إلى الوسط الثقافي ينتظرون حدثا ثقافيا ونقلة نوعية لوزارة الثقافة والإعلام بحيث يكون للثقافة نصيب الأسد من مشاريعها واهتماماتها. ويذكر أن الدكتور عبدالله الجاسر، نائب وزير الثقافة والإعلام قد أكد في وقت سابق أن الوزارة بإشراف وزيرها الدكتور عادل الطريفي ستقوم بوضع رؤية مسودة أولية "لمشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز للنهوض بالثقافة" على غرار مشروعي تطوير القضاء وتطوير التعليم، وأن مسودة هذا المشروع سيشارك في إعدادها المثقفون والمثقفات السعوديون بكل فئاتهم ومشاريعهم الثقافية وصولا إلى مشروع حضاري نهضوي ثقافي سعودي بشكل متوازن، من شأنه تأسيس أجيال محصنة ثقافيا وقادرة على التعاطي بوعي مع المتغيرات الثقافية المعاصرة.
مشاركة :