أخلت الشرطة ساحة موريس أودان قلب الحراك الشعبي وسط العاصمة الجزائرية من المتظاهرين، مستخدمة القوة والغاز المسيل للدموع. وندّدت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بـ«قمع المتظاهرين في مسيراتهم اليوم بالجزائر العاصمة، باستعمال الغاز المسيل للدموع، وخاصة في النفق الجامعي (المحاذي لساحة أودان). واستعملت الشرطة -في وقت سابق- خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، ثم استعملت الغاز المسيل للدموع والقوة لدحر المشاغبين الذين حاولوا الدخول في اشتباكات مع أفرادها. وقررت الشرطة -مع حلول الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي- استخدام القوة لإنهاء تواجد المتظاهرين وفض مسيراتهم في وسط العاصمة. وتحدثت مصادر إعلامية عن إحراق سيارة للشرطة في خضمّ أحداث العنف. وهذه هي المرة الأولى -منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي المطالب برحيل كل رموز نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة- التي تستخدم فيها الشرطة القوة بهذا الشكل ضد المتظاهرين. كانت الشرطة الجزائرية قد قالت -في بيان لها- إنها أحبطت مشاريع إجرامية واسعة النطاق، على غرار قيامها إلى جانب مصالح الجيش، باعتقال مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، والتي كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية وسط المتظاهرين، فضلًا عن اعتقال أجانب قدموا خصيصًا لإذكاء العنف والتوترات. وأحبطت الشرطة الجزائرية مشاريع «إجرامية» واسعة النطاق، باعتقال مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية وسط المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير جذري للنظام في البلاد، فضلًا عن اعتقال أجانب جاؤوا خصيصًا لإذكاء العنف والتوترات. وقالت الشرطة الجزائرية -في بيان لها اليوم الجمعة- إن هذه المجموعة عملت على استغلال الكثافة البشرية الناجمة عن التعبئة للسعي لتنفيذ مخططها. وواصلت التظاهرات الجزائرية تصاعدها، اليوم الجمعة، رافضة خطة الطريق التي أعلنها الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح (77 عامًا)، معتبرين أنه «أحد أذرع النظام السابق»، بينما شهدت المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين ما يمكن وصفه في العلوم العسكرية بـ«الخداع الاستراتيجي». وفي الوقت الذي استعدت فيه قوات الشرطة مبكرًا لمواجهة الحشود المتوقعة؛ إلا أنهم فوجئوا بالمتظاهرين يستبقون التوقيت ويتجمعون قبل الفجر، بأعداد غفيرة في الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية قبل إغلاقها من جانب قوات مكافحة الشغب، وتمركز المتظاهرون فوق سلالم الدرج العريض أمام المبنى التاريخي للبريد، بينما أخفقت الشرطة في فضهم، بعد أن تبين أن المحتجين يفوقون عناصرها عددًا ويحيطون بهم من كل اتجاه.
مشاركة :