تتسارع وتيرة الأحداث في السودان، فيما يبدو أن "المواجهة" لا تزال مفتوحة بين الشارع الثائر والعسكر. ففيما تبدو الجهات المعارضة مصممة على الاستمرار بالتظاهر من أجل تغيير كامل للنظام، وبعضها يطالب بسلطة مدنية، أصدر رئيس المجلس الانتقالي المجلس العسكري الانتقالي الجديد، عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، قرارا بإطلاق سراح جميع الضباط الذين حموْا المتظاهرين، ودعا المعارضة إلى الحوار، بحسب ما نقلته وسائل إعلام سودانية. وبعد يوم من الإطاحة بالبشير، واستلام المجلس العسكري الانتقالي في السودان زمام السلطة في البلاد، أعلن رئيسه، الفريق أوّل ركن، عوض بن عوف تنازله عن منصبه مساء أمس، الجمعة. كان ذلك التنازل بمثابة "نصر عظيم" لعدّة تجمعات وتيارات معارضة، أبرزها "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي دعا صباح اليوم السبت، مجدداً، عبر حسابه على تويتر، " إلى استمرار الثورة حتى التحقيق الكامل وغير المنقوص لمطالب شعبنا المشروعة". يوم أمس، خلال كلمة ألقاها عبر شاشة تلفزيون السودان (قناة السودان)، أشار بن عوف إلى أنه عيّن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن لتولّي رئاسة المجلس العسكري الانتقالي، مضيفاً أن الخيار وقع على الأكثر كفاءة وعلى الشخص الذي حاز على ثقته الكاملة. ولم يبقَ بن عوف في منصبه أكثر من 48 ساعة، ما يطرح تساؤلات عن سبب استقالته، إذ ليس واضحاً بعد إذا ما جاءت هذه الاستقالة تحت ضغط الشارع أو العسكر. فمن جهة، نزل السودانيون يوم أمس، بمئات الآلاف، بحسب ما قاله شاهد لوكالة رويترز للأنباء، وتجمهروا في الشوارع في الخرطوم بالقرب من مقرات المؤسسة العسكرية. ومن جهة أخرى، يبدو أن هناك عدّة أجنحة عسكرية في داخل المؤسسة نفسها، ولذا قد يكون من الصعب التنبؤ بالدافع خلف استقالة بن عوف.السودان قالها مدوية "سقطت" ويطيح برئيسين جنرالين في أقل من 48 ساعة الأخير بالمناسبة لم يعطِ المزيد من التفاصيل عن أعضاء المجلس العسكري الجديد، الأمر الذي كان من شأنه أن يساعد في توضيح الصورة أكثر، في سودان منتفض، لا يريد العدد الأكبر من المتظاهرين فيه أيّ شكل من أشكال النظام القديم أو الحكم العسكري.مقرب من دوائر السلطة الخليجية؟ كان عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي، المفتش العام للقوات المسلحة السودانية وثالث أكبر قائد عسكري في الجيش السوداني. ولا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة ولكن اسمه تداول في الفترة الأخيرة، وكان قسم من السودانيين، بمعزل عن رأيهم السياسي، يتوقع أن يستلم هو رئاسة المجلس العسكري بعد عزل البشير. ولعبد الفتاح البرهان عبد الرحمن تاريخ طويل في المؤسسة العسكرية، حيث عمل مطولاً ضمن قوات حرس الحدود، قبل أن يعين كملحق عسكري في الصين، ثم قائداً لقوات حرس الحدود ثم نائباً لرئيس أركان عمليات القوات البرية ثم مفتشاً عاماً. وما هو مؤكد أن لا توافق تاماً حول شخصية عبد الرحمن لدى الناشطين في السودان، ففيما يرى البعض أنه يمثل أحد أوجه النظام، يرى قسم آخر أنه منفتح على الحوار مع قوى المعارضة. وكان قائد القوات البرية يشرف بذلك على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن. وهو على صلة وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج بحكم مسؤوليته عن تنسيق الدور العسكري للسودان في الحرب.هل تعلّم متظاهرو السودان والجزائر "الدرس المصري"؟
مشاركة :