أجرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ والسلطات المحلية في الجليل، أمس، مناورات تحاكي حربا ثالثة مع لبنان، تم خلالها فحص كيفية معالجة زخ صاروخي كثيف على بلدات الجليل، وصولا إلى مدينة عكا الساحلية والمناطق الحيوية في خليجها. وشملت المناورة سيناريو إطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة من لبنان وسوريا، وانهيار مبان ضخمة، ووقوع مئات من المصابين والعالقين تحت الردم، وتحطم طائرات من دون طيار في داخل تجمعات سكنية. كما شملت التدريبات مواجهة تطور يعتبر في إسرائيل خطيرا، وهو تسلل مجموعات من حزب الله إلى الجليل واحتلال قرية يهودية في الشمال، والوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية داخل مدينة عكا وتنفيذ عملية تفجير كبرى فيها أو في مدينة أخرى. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن قيادة الجبهة الداخلية تواصل الاستعداد للحرب الثالثة المتوقعة مع لبنان. وقد بلغت هذه المناورات أوجها مساء أمس الأربعاء، عندما أطلقت صافرات الإنذار في جميع بلدات الشمال من المطلة وحتى مدينة الناصرة في الجليل الأسفل. فبدأت عمليات تنسيق بين الطواقم حول سيناريو سقوط عشرات الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة ضخمة وانهيار مبان سكنية ومبان عامة، ومواجهات في عدة جبهات في الوقت نفسه. ونقل عن ضابط في الجبهة الداخلية قوله إنه تم الأخذ بسيناريو الحرب في الشمال باعتبار أن الحديث عن «حرب لم نعرفها من قبل». وأضاف أنه من الواضح أنه «في الحرب المقبلة مع حزب الله لن نستطيع الوصول إلى كل الجبهات، ولذلك فإن المناورة ستتركز حول وضع سلم أولويات في الوصول إلى كل منطقة. وتتمشى هذه التصريحات مع التقديرات الحالية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي ترجح أنه في الحرب المقبلة مع لبنان ستتلقى الجبهة الداخلية ضربات شديدة، وستتحطم طائرات من دون طيار في داخل التجمعات السكنية، وأن منظومة الاعتراض الصاروخي (القبة الحديدية) لن تستطيع أن توفر الدفاع الكامل، لأنها معدة للصواريخ البعيدة المدى وليس للصواريخ والقذائف التي يقل مداها عن 30 كيلومترا». ولوحظ أن هذه التدريبات لم تقتصر على مواجهة حزب الله من لبنان، بل توقعت أيضا أن تنضم إليها صواريخ ونيران أسلحة خفيفة تنطلق من سوريا. كما توقعت أن يتسع مجال أهداف هذه الصواريخ شرقا (باتجاه طبريا وصفد)، وغربا باتجاه حيفا وعكا ونهاريا والبلدات المحيطة بها. كما تشتمل المناورات على سيناريو يحاكي مواجهة مجموعة من حزب الله تدخل مدينة عكا وتنفذ فيها عمليات، ومجموعة ثانية تسيطر على بلدة على حدود لبنان، في آن واحد. ونقل عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله إن الجديد في الأمر هو «إدراك العدو أن السلاح الأكثر استراتيجية هو نقل القتال إلى داخل إسرائيل.. وأن حركة حماس قد أدركت ذلك في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وحزب الله يدرك ذلك جيدا».
مشاركة :