ها نحن نعيش شعبان

  • 4/14/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ها نحن اليوم في التاسع من شهر شعبان الكريم، وهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، وهو شهر يصوم الرسول صلى الله عليه وسلم معظم أيامه وخاصة الاثنين والخميس، ولما سُئِل عن ذلك قال: «هذان يومان ترفع فيهما الأعمال إلى الله، وأحب أن ترفع فيه أعمالي وأنا صائم» .. كما أن صيام شعبان هو بمثابة تمرين على صيام شهر رمضان. وعندما كنا صغارًا كنا نسمع «خرخشة» في البيت العود بمجرد دخول شعبان، فكان الوالد – رحمه الله – يجهز «ماجلة» رمضان مبكرًا ويملأ مطبخ المنزل بحب الهريس وطحين اللقيمات والكباب والخنفروش، وكانت الوالدة – رحمها الله – تعد العدة لدخول رمضان الذي يدق الأبواب كأفضل ضيف قادم، فكانت تنقّي الحب في حوش البيت هي وصويحباتها من نساء الفريج من الشوائب، كما ينظفن الأرز الذي يعتبر الوجبة الرئيسية في فطور رمضان بجانب الثريد والجلي والمحلبية. ولأن أغلب النساء يضطررن للإفطار أياما في رمضان بسبب الحيض والنفاس، فإن شهر شعبان هو بمثابة إنذار لهن لقضاء ما عليهن، وإلا لو دخل عليهن رمضان وهن لم يقضين ما عليهن، فإنه يلزمهن إلى جانب القضاء فدية طعام مسكين لكل يوم لم يقضينه، كما أكد على ذلك جمهور العلماء .. وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تؤخر ما عليها من أيام حتى يدخل عليها شعبان، حينما يكثر صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يتوافق صيامها مع صيامه. وعلينا في شهر شعبان أيضًا أن نهيئ أولادنا لصيام رمضان وأن نحفزهم لصيامه وندرس لهم أحكامه، وكم يكون جميلاً لو عملنا مسابقة بين الأطفال ونعلن عن مكافأة لمن سيقرأ أجزاء من القرآن أكثر ومن سيتمكن من صيام أيام أكثر. ولا بد للزوجة أن تقعد مع زوجها في شهر شعبان لوضع خطة لقدوم رمضان، وكيف يمكن تجهيز أغلب الحاجيات للشهر الفضيل بحيث لا يكون هناك نقص أو زيادة في توفير المستلزمات الرمضانية، مع مراعاة الميزانية العامة للأسرة. والمرأة أكثر من غيرها في حاجة للترتيب لشهر رمضان مبكرًا قبل دخوله، حيث تزداد الأعباء عليها في هذا الشهر، من تجهيز الطعام للأسرة، ودعوة الأقارب والجيران للإفطار سويًا. هذا بالإضافة للأعمال المنزلية اليومية، ومن ثم فإن حسن الإعداد والتخطيط خلال شهر شعبان يوفر الكثير من الوقت والجهد خلال شهر رمضان.  ومن المهم إضفاء أجواء من البهجة والفرحة على البيت خلال شهر شعبان استعدادًا لشهر رمضان، فقد يكون من المفيد ترتيب المنزل بشكل جديد أو جميل، للتعبير عن السعادة بالقادم بعد أيام، ولإشعار الأولاد بأهمية هذا الضيف الذي سيحل عليهم؛ فتزداد مهابة وعظمة رمضان في نفوسهم ويحرصوا على حسن استقباله.

مشاركة :