كتب - نشأت أمين: دعا عدد من الخبراء وزارة التعليم والتعليم العالي إلى وضع خطة شاملة للارتقاء ببرنامج الابتعاث الحكومي بعد عودة البرنامج إليها بهدف تلافي ظاهرة تدني مستوى العديد من الجامعات التي يتم الابتعاث إليها، مشددين على ضرورة قيام الوزارة بإجراء دراسة حديثة للجامعات التي يتم ابتعاث طلابنا إليها، وأن نقوم بإجراء تلك الدراسة بأنفسنا بعيدا عن تقارير الجهات الأخرى. ولفت هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية إلى ضرورة وضع خطة ابتعاث تعتمد على الدراسة باللغة العربية من خلال الابتعاث إلى الجامعات العريقة الموجودة في بعض الدول العربية لاختصار عدد السنوات التي تستغرقها الدراسات التأسيسية من عمر الطلاب وللحفاظ على هويتنا العربية، لافتين لوجود مبالغة شديدة في التركيز على الابتعاث للجامعات الأجنبية. وأكدوا أن هناك حاجة ماسة لتطوير الإرشاد الأكاديمي في المدارس لتجنيب الطلاب المتاهات وحالات التعثر التي يقعون فيها أثناء الدراسة، موضحين أن الإرشاد يمكن أن يوفر على الدولة الكثير من الأموال التي يتم إنفاقها على طلاب يدرسون تخصصات لا تناسبهم. ودعوا إلى إعادة نظام الانتساب للجامعات الأجنبية شريطة أن تكون معتمدة رسميا في دولها لتلافي مشكلة الحصول على شهادات من جامعات وهمية أو شرائها بالمال، منبهين إلى ضرورة عدم ربط التعليم بالتوظيف وأن هناك طلابا يدرسون لتحقيق طموحاتهم الشخصية التي قد تتماشى مع طموحات الدولة أيضا. ولفتوا إلى ضرورة إنشاء وحدات متابعة بالملحقيات الثقافية بسفاراتنا بالخارج لحل المصاعب الفنية التي يواجهها الطلاب أولا بأول وتقديم الدعم اللازم لهم لتجنب تعثرهم. راشد الفضلي: الجامعات العربية توفر 30% من مجهود الطالب قال الخبير التربوي راشد العودة الفضلي: تتغير قائمة الجامعات المعتمدة من عام إلى آخر مما يربك الطلاب الذين ما زالوا يدرسون في تلك الجامعات وخصوصا عندما يتم استبعاد جامعاتهم من قائمة الجامعات المعتمدة لاسيما أن بعضهم قطع شوطا في الدراسة، كذلك هناك دول كنا نأمل أن تكون مشمولة ضمن القائمة ومنها جامعات عربية عريقة معتمدة دوليا مثلما هو الحال بالنسبة لجامعات في عمان والكويت والأردن والسودان وكذلك في دول المغرب العربي. وأضاف: في بعض الأحيان يشعر الطالب وكأنه مجبر على دراسة تخصصات معينة وهذه ثغرة ونهج غير صحيح لأنه يجب أن يلتحق الطالب بالتخصصات التي تتماشى مع مساره في الثانوية العامة سواء كانا مسارا علميا أو أدبيا أو تكنولوجيا أو غير ذلك حتى نضمن ألا يتعثر الطالب في الدراسة فيما بعد لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تنسيق وتكامل فيما يتعلق بهذا الأمر وأن يراعي القائمون على خطة الابتعاث الحكومي سواء للجامعات العربية أو الأجنبية تلك المتطلبات بحيث يتماشى التخصص مع المسار. وتابع: يجب تسهيل إجراءات الابتعاث سواء من ناحية الاعتماد أو السنوات التأسيسية كما يجب أن نعمل على وضع خطة ابتعاث تعتمد على الدراسة باللغة العربية من خلال الابتعاث إلى الجامعات العربية لأنه من الملاحظ أن أغلب الجامعات التي يتم الابتعاث إليها في الوقت الحالي هي جامعات أجنبية والهدف من الدراسة باللغة العربية هو التسهيل على الطلاب وكذلك اختصار عدد سنوات الدراسة بالنسبة لهم بحيث تكون 4 أعوام فقط بدلا من أن تمتد إلى 6 أعوام بسبب الدراسات التأسيسية كذلك من فوائد الدراسة باللغة العربية أيضا الحفاظ على هويتنا العربية وأن نثبت للعالم تمسكنا بهذه الهوية. وأكد أن هناك مبالغة في التركيز على الابتعاث للجامعات الأجنبية وعدم توازن بين عددها وعدد الجامعات العربية الموجودة في قائمة الجامعات التي يتم الابتعاث إليها كما يجب أن نعمل على أن يكون هناك توازن أيضا في التخصصات التي يلتحق بها الطلاب. سهولة التكييف وفيما يتعلق بحجم الجهد الذي ستوفره الدراسة باللغة العربية قال راشد عودة الفضلي: أعتقد أنها ستوفر نحو 30% من مجهود الطالب علاوة سهولة تكييف الطالب مع المجتمعات العربية فضلا عن قربها من قطر. د. محمد سيف الكواري: نفتقر للخبرات الوطنية في التخصصات الهندسية أوضح د. محمد سيف الكواري أن وزارة التعليم والتعليم العالي هي الأنسب للتعامل مع ملف الابتعاث أكثر من أي جهة أخرى بحكم طبيعة العمل، وقال: بعد عودة هذا الملف الهام إلى وزارة التعليم والتعليم العالي مرة أخرى نأمل أن تقوم الوزارة بوضع خطة شاملة لتطويره لاسيما فيما يتعلق بالتنسيق مع وزارة التنمية الإدارية لمعرفة التخصصات التي تحتاجها الدولة لأن هناك مجموعة كبيرة من التخصصات نفتقر إلى وجود خبرات وطنيه فيها ومن بينها على سبيل المثال التخصصات الهندسية حيث نعاني بشدة من عدم توافر خبرات قطرية بأعداد كافية في مجالات الهندسة المدنية اللازمة لخدم حركة التشييد والبناء الكبيرة المنتشرة على نطاق واسع في البلد. وأضاف: نحتاج أيضا إلى متخصصين في الحاسب الآلي كما نحتاج إلى مخططين معماريين متخصصين في إنشاء المدن الذكية لخلق جيل من الشباب يحمل هذه التخصصات النادرة، وقال إن هناك حاجة أيضا لإنشاء وحدات متابعة أكثر تركيزا لحل المصاعب الفنية التي يواجهها الطلاب ومتابعة تقدمهم وتقديم سبل الدعم اللازمة لهم وليس مجرد الاكتفاء بابتعاثهم. عبدالعزيز السيد: عــــدم ربــــط الابتعـــــاث بالتوظيــــــف قال الخبير التربوي عبدالعزيز السيد: وزارة التعليم والتعليم العالي هي الأدرى والأقدر على التعامل مع هذا الملف أكثر من غيرها لأنها تمثل جانب التعليم في الدولة وخروج البرنامج من الوزارة أعطى لعملية الابتعاث بعدا آخر يتعلق بالاهتمام بالتوظيف أكثر من الاهتمام بالجانب التعليمي وهذا خطأ لأن الإنسان يتعلم أحيانا من أجل التعلم وليس من أجل التوظيف فحسب ومن حق الشخص الذي يريد أن يدرس الفن أو أي أشياء أخرى من هذا القبيل أن تساعده الدولة في تحقيق رغبته. وأكد أن من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الدول النامية هي ربط التعليم بالتوظيف وهذا ما يتعين علينا نحن في قطر أن نتفاداه لأن الإنسان قد يتعلم لتحقيق طموحاته الشخصية ومن الممكن أن تتماشى تلك الطموحات مع طموحات الدولة أيضا. وقال: أحيانا نقتل طموحات الكثير من الشباب بدعوى عدم وجود ميزانية كافية ولذلك فإن علينا تدارك ذلك وأن نعمل على مساعدة طلابنا على تحقيق أهدافهم ماداموا قد حصلوا على الدراجات المطلوبة ولديهم طموح وموافقة من الجامعة التي يريدون الالتحاق بها، لافتاً إلى أنه ليس هناك ما يمنع من أن تقوم وزارة التعليم والتعليم العالي بالتنسيق مع وزارة التنمية الإدارية فيما يتعلق بمتطلبات سوق العمل لكن لا يمكن أن نقوم بوضع شؤون التعليم والتعليم العالي في يد إدارة كل هدفها هو توظيف المبتعث وحسب، مع العلم أن بعض الطلاب قد يدرسون تخصصات ليست مطلوبة في الوقت الحالي لكنها قد تكون مطلوبة في المستقبل. وأضاف: في كل عام تقريبا تكون هناك تعديلات على القائمة الخاصة بالجامعات المعتمدة ونحن بحاجة إلى إجراء دراسة حديثة للجامعات التي نبتعث إليها طلابنا وعلينا أن نقوم بإجراء تلك الدراسة بأنفسنا من خلال زيارات ميدانية لهذه الجامعات وألا نعتمد على تقارير جهات أو أشخاص آخرين في تقييمها لأن معايير التقييم الموجودة في الغرب قد تختلف عن معايير التقييم عندنا ويؤكد ذلك أنه على الرغم من وجود جامعات عريقة أخرى عديدة في الوطن العربي إلا أنها مع الأسف خارج القائمة في حين أنه تم وضع جامعات أوروبية دون المستوى بها. وقال: أنا مع دفع الشباب للابتعاث للخارج لأن الطالب لا يكتسب من الابتعاث التعليم فحسب بل إنه أيضا يتعلم أشياء أخرى عديدة من بينها المدنية وتطور الفكر والاعتماد على النفس ومعرفة أحدث ما توصل إليه الآخرون مع معارف وابتكارات وهو ما نلمسه بالفعل بأنفسنا من طلابنا الذين يتم ابتعاثهم للخارج وهذا لا يعني أن هناك قصورا في جامعاتنا فجامعتنا بخير وتقوم بجهود طيبة ولكن الابتعاث للخارج مطلوب إلى جانب الابتعاث الداخلية. وأوضح أنه حتى الدول المتقدمة مثل اليابان والصين وغيرها من الدول المتقدمة تقوم بابتعاث أبنائها للخارج لنقل ما توصل إليه الآخرون في الدول الأخرى من تجارب ومعارف وخبرات تفيد بلدانهم. وفيما يتعلق بالإرشاد الأكاديمي قال: هناك تطور في هذا المجال لكن نتمنى أن يبدأ من الصف الأول الثانوي وأن يتطور أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي ليتضمن تحليل شخصيات الطلاب بشكل دقيق على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول الغربية في هذا الشأن حيث تعتمد على استخدام أساليب الاستبيانات فتقوم بتوجيه عدد كبير من الأسئلة للطالب قد تصل إلى 350 سؤالا للإجابة عليها. وأضاف: من خلال إجابات الطالب يتم معرفة قدراته وميوله وما يمكن أن يناسبه من كليات وتخصصات كما يطلبون من المدرسين تقديم تقارير عن كل طالب منذ الصف الأول الثانوي وليس من خلال مجرد الجلوس مع الطالب كما هو معمول به عندنا ونسأله عن رغباته وطموحاته حيث إن معارفه وخبراته محدودة في تلك السن وقد تغيب عنه الكثير من المعلومات ولا يستطيع تحديد احتياجاته على وجه الدقة كما أنه قد يبدي رغبته في الالتحاق بكليات ربما لا تتناسب مع إمكانيته الجسمانية أو الفكرية ويكون اختياره لها مجرد نزوة عابرة أو اقتداء بأشخاص آخرين، مؤكداً أن الإرشاد الأكاديمي له فائدة كبيرة بالنسبة للدولة حيث إنه يوفر عليها ما قد تنفقه من أموال على طلاب يدرسون تخصصات لا تناسبهم وقد يتعثرون فيها. إبراهيم الرميحي: تطوير الإرشاد الأكاديمي يجنب الطلاب التعثر في الدراسة الجامعية قال المهندس إبراهيم الرميحي: لقد ذهبت في رحلة ابتعاث للخارج في عام 1997 من خلال شركة قطر للبترول حيث التحقت بالشركة كمتدرب ثم قامت الشركة بعد ذلك بابتعاثي للدراسة في إحدة الجامعات بالمملكة المتحدة. وأضاف: في الحقيقة كانت تجربة الابتعاث بالنسبة لي ناجحة للغاية وكانت الشركة حريصة على تذليل كل الصعاب بالنسبة لنا كما كانت هناك متابعة مستمرة لأحوالنا و للعملية الدراسية بشكل عام ولم تدخر الشركة وسعا في منحنا المبالغ المالية الكافية التي تكفل لنا مواصلة الدراسة بأريحية تامة نظرا لأننا كنا موظفين ونتقاضى رواتب. وأوضح أن وزارة التعليم والتعليم العالي يمكن أن يكون لها دور وبصمة في الارتقاء ببرنامج الابتعاث الحكومي خلافا لما كان عليه الحال عندما كان البرنامج تابعا لوزارة التنمية الإدارية، وأكد أن هناك حاجة لتطوير الإرشاد الأكاديمي بالمدارس لتوفير الكثير من الجهد على الطلاب بدلا من تعثرهم أثناء الدراسة في الجامعة. موزة السليطي: مواطنون لا يرغبون بابتعاث بناتهم للخارج أوضحت موزة سيف السليطي مدير مدرسة أم أيمن الثانوية سابقا أن الطالبات في هذه الأيام يقبلون على الدراسة سواء في الداخل أو الخارج لكن هناك شريحة كبيرة من أفراد المجتمع لا يفضلون ابتعاث بناتهم للدراسة بالخارج وهذا لا ينفي أن هناك طالبات متفوقات سافرن للدراسة بالخارج و عقب عودتهن تبوأن مناصب رفيعة وقدمن خدمات عظيمة للوطن في مجال عملهن. وقالت : من وجهة نظري فأنا أشجع الفتيات على الدراسة سواء في الداخل أو الخارج مع العلم أن الدراسة في الخارج تتيح لهن فرصا أكبر من خلال دراسة إمكانية الالتحاق بتخصصات غير متاحة في قطر. ولفتت إلى أن الإرشاد الأكاديمي الذي يجري في المدارس حاليا يبدأ في الصف الأول الثانوي وهذه السن مناسبة للغاية لتعريف الطالب بالجامعة أو التخصص الذي يلائمه أما أن نفكر في بدء عملية الإرشاد في سن مبكر عن ذلك فإنه بالقطع سيكون أمراً غير مجد لأن الطالب لا تكتمل مداركه قبل هذه السن، مؤكدة أن هذا لا يمنع من أن نبدأ عمليات التوجيه والإرشاد مع الطالب في المرحلة الإعدادية ولكن بشكل مبسط يتناسب مع عمره. وقالت إن وزارة التعليم والتعليم العالي حريصة على تنمية قدرات المرشدين الأكاديميين في المدارس بصفة مستمرة من خلال الدورات والورش المختلفة كما أن هناك متابعة لهن من الوزارة. د. صالح الإبراهيم: ضرورة إيجاد نظام موحد للابتعاث أكد د. صالح الإبراهيم مدير مدرسة الدوحة الثانوية أن هناك حاجة لمراجعة قائمة الجامعات الموجودة، وفتح المجال أمام الدراسة بالجامعات المفتوحة، لافتاً إلى أن هناك جامعات لها سمعة كبيرة في الدول العربية ومع ذلك فإنها غير مدرجة ضمن القائمة المعتمدة عندنا كما أن هناك جامعات مفتوحة معترفا بها في الغالبية العظمى من الدول العربية ورغم ذلك فإنه غير معترف بها عندنا ومنها على سبيل المثال الجامعة العربية المفتوحة التي تتيح للطلاب التعليم عن بعد. وأضاف: نحن بحاجة أيضا إلى ضرورة العمل من أجل إيجاد نظام موحد للابتعاث لأنه أحيانا تكون هناك جامعات معترف بها من جانب جهة ما في الدولة ومع ذلك قد لا يكون معترفا بها من جانب وزارة التعليم والتعليم العالي مثلما هو الحال بالنسبة لبعض الكليات العسكرية في الدول الأخرى، موضحاً أنه لابد من تطوير أدواتنا في البحث عن الجامعات المعتمدة وأنه ما دامت الجامعة معتمدة في موطنها فإنه يتعين علينا اعتمادها في قطر.
مشاركة :