لا يسلم الشرف من القرف

  • 4/15/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

كاذب من يقول إن أمتنا فقدت الإحساس بالعار والعيب فتجاهلنا لمصائر إخوتنا هنا وهناك ليس نقصا في المروءة، بل لأننا قوم نعرف الأصول ولا نتدخل في سلوك «الآخرين»، وإليكم الحكاية التالية التي تؤكد أننا لا نستخف بأمور الشرف، وأحلف بالطلاق إنني أنقلها من صحيفة عربية في بلد عربي شقيق وشقي: قتل رجل في الخامسة والسبعين زوجته بعد ان شاهد أحد أصدقائه في وضع شائن معها. لحظة من فضلك يا من تضحك ساخرا من ان زوجة كهذه لا بد ان تكون فوق الستين وفوق الشبهات، ولكنني أؤكد ان الزوجة القتيلة شابة حسناء فصاحبنا السبعيني فنان في اختيار النساء، وكلما صادف واحدة جميلة وعندها خلو طرف أغراها بالزواج وتزوجها، والزوجة الخائنة القتيلة هي السادسة في سلسلة حريم الرجل، وما يؤكد انه رجل مستقيم ولا يتهاون في أمور العرض والشرف هي انه ذهب بنفسه الى مخفر الشرطة وأبلغهم أنه قتل زوجته، فسألوه لماذا وكيف قتلتها قال لهم إنه قفشها وهي في حضن صديقه الخائن. سألوه وأين كان الجرم المشهود الذي رأيته بعينيك؟ قال: تخيل ان الحقيرة التافهة استضافته في سرير الزوجية. فسألوه: وهل اعتديت على الصديق الذي طعن في شرفك؟ قال: لحسن حظه قفز عبر النافذة. أخذ رجال الشرطة الأمر بجدية ولإكمال التحقيق والتحريات: ذهبوا الى بيت الصديق الخائن ثم وقعوا في حيص بيص لأن أهل البيت والجيران قالوا إنه على سفر منذ أشهر عديدة، وزادت حيرة الشرطة عندما تفقدوا موقع الجريمة، واكتشفوا ان شقة الرجل في الطابق السادس من عمارة شاهقة، ما يعني انه لو قفز الصديق الخائن عبر النافذة هربا من سكين الزوج لمات على الفور ولم يبلغ أحد عن سقوط جثمان من البناية، فعادوا يسألون القاتل عن ملابسات الجريمة وكيف ان الصديق المتهم بالخيانة على سفر طويل، فقال صاحبنا نعم انه يعرف ان الصديق الخائن مسافر منذ أشهر، ولكنه «المهم» أنه رآه في حضن زوجته، ولما رأى الحيرة في عيون رجال الشرطة قال لهم يا جماعة أنا رأيتهم في ذلك الوضع الشائن في المنام، ثم جاء الدليل القاطع على ان الرجل شريف ودمه حامي وسامي عندما قال ان المنام الذي رأى فيه خيانة زوجته كان قبل نحو خمس سنوات وان صبره على تلك الخيانة نفد أخيرا فقتلها بسبع رصاصات. في اليمن الديمقراطي الاشتراكي سابقا والجنوبي حاليا حيث تعرض نائب مدير مدرسة ابتدائية لضرب ألحق به عاهات مستديمة والسبب في ذلك ان معلمة تأخرت في التوجه الى الصف الدراسي فتوجه الرجل الى غرفة المعلمات لينبه تلك المعلمة الى ان موعد حصتها قد حان، ولكن ولسوء حظه كانت المعلمة وقتها حاسرة الكفين بعد ان خلعت القفازين اللذين ترتديهما عادة في كفيها، فغادرت المعلمة المدرسة باكية وأبلغت شقيقها ان نائب المدير قد رأى كفيها فاقتحم الأخ المدرسة وأدى واجب التربية البدنية مع المعلم (ولم يستطع صاحبنا الإجابة لاحقا على سؤال الشرطة: ولماذا تقبل أختك أصلا بالعمل في مدرسة أسرة التدريس فيها مختلطة؟). واستعيد هنا حكاية الطالب الجامعي العربي الذي كانت تربطه بزميلة دراسة علاقة حب فقررا رفع حرارة العلاقة باللقاء في بيتها وقضت الخطة ان يرتدي العاشق المستهام ثيابا نسائية ثم يزيد العيار بأن يكون منقبا، واستقل الشاب سيارة تاكسي والتي ما ان وقفت امام بيت الحبيبة حتى أمسك به السائق من رقبته وطلب منه ان يكشف عن وجهه فقال/ قالت: عيب، فقال السائق إنه من العيب ان ترتدي امرأة حذاء من فصيلة البوت، وكلمة من هنا وأخرى من هناك انكشف امر الشاب ونال ضربات ترجيحية وانفضح امره في الجامعة فهجر التعليم وسنين التعليم.

مشاركة :