أفادت مصادر في حزب نداء تونس للغد، الأحد، بأن الرئيس قايد السبسي سيقترح قائمة جديدة لقيادات الحركة، وذلك إثر الانقسام بين أعضاء الحركة. ويأتي ذلك بعدما انتخب أعضاء الحركة، السبت، زعيمين للحزب في مؤتمرين موازيين في خطوة تعمق الانقسامات التي تعصف بالحزب في السنوات القليلة الماضية. وتأتي الأزمة الجديدة، التي يواجهها نداء تونس قبل أشهر من انتخابات برلمانية متوقعة في أكتوبر/ تشرين الأول ورئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام، ما قد يجعل مهمته صعبة أمام منافسه حزب النهضة الإسلامي.زعيمان في آن واحد وكان أعضاء من نداء تونس قد انتخبوا سفيان طوبال رئيسا للجنة المركزية للحزب في اجتماع بمدينة الحمامات، وفي المقابل اختار اجتماع آخر لحزب نداء تونس في مدينة المنستير حافظ السبسي رئيسا للجنة المركزية. وعقدت الهيئة السياسية لنداء تونس اجتماعا، الأحد، في مدينة الحمامات، بعد انتخاب طوبال رئيسا للجنة المركزية للحركة. وكان طوبال قد حصل على 115 صوتا في مدينة الحمامات، مقابل صوت واحد فقط لمنافسه حافظ السبسي، في المقابل اختار اجتماع الحزب في مدينة المنستير حافظ السبسي رئيسا للجنة المركزية بحصوله على 83 صوتا.علاقة السبسي بالشاهد من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور منذر ثابت، إن حل أزمة نداء تونس مرهونة بعلاقة الرئيس الباجي قايد السبسي برئيس الحكومة يوسف الشاهد. وأضاف ثابت، أن مؤتمر الحزب شابه إخلالات بالجملة، من انتخاب النواب بالفروع الجهوية وصولا إلى الإجراءات التنظيمية الخاصة بالنظام الداخلي وابتداع شكل تنظيمي غريب جدا.النداء والنهضة.. من العداء إلى التحالف أما الكاتب والمحلل السياسي، خالد عبيد، فيرى أن الصراعات في نداء تونس ستؤدي إلى إعلان نهايته. وأضاف عبيد، أن حزب نداء تونس فاز في انتخابات 2014، لكن بعد ذلك، وخاصة في 2015 شهد تصدعا كبيرا وانشقاقات كبرى يتحملها بشكل كبير نجل الرئيس حافظ السبسي. وأشار إلى أن نجاح حزب نداء تونس في 2014 كان بسبب معاداة ومناهضة حزب النهضة الإسلامي، لكن ما حدث هو العكس تماما بالتحالف مع حركة النهضة، وكان عراب هذا التحالف حافظ قايد السبسي، وأشار إلى أن هذه الأسباب أدت إلى خروج القيادات المؤسسة لنداء تونس.بداية الانقسامات وتضرب الانقسامات الحزب بالفعل منذ 2015، إذ واجه حافظ السبسي انتقادات واسعة بأنه يسعى للسيطرة على الحزب وإدارته بشكل منفرد مما دفع عددا من قادته للاستقالة. ودخل أيضا رئيس الوزراء يوسف الشاهد في خلاف مع نجل الرئيس واتهمه بتصدير مشاكل الحزب للدولة، وبعد ذلك جمد الحزب عضوية الشاهد قبل أن يعدل عن ذلك هذا الاسبوع بطلب من الرئيس الباجي قائد السبسي. ومن المتوقع أن تجري تونس انتخابات برلمانية في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول ورئاسية في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، ولم تعلن شخصيات بارزة حتى الآن الترشح لسباق الرئاسة. وكان الرئيس التونسي قال، الأسبوع الماضي، إنه لا يرغب في الترشح لولاية ثانية، رغم دعوات حزبه له بذلك.احتجاجات الجزائر وتلقي الاحتجاجات الحاشدة، التي أطاحت بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بظلالها على المشهد في تونس، حيث بدأت بعض الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض ترشح السبسي (93 عاما) لولاية ثانية. والدستور التونسي الجديد، الذي أقره البرلمان في 2014، يعطي الحق لأي رئيس في الترشح لولايتين فقط. وكان السبسي قد فاز في انتخابات 2014 على منافسه المنصف المرزوقي ليصبح أول رئيس لتونس ينتخبه الشعب انتخابا حرا ومباشرا.الخلافات تعرقل صنع القرار ويدير تونس حاليا ائتلاف حاكم، لكن الخلافات داخله تعرقل عملية صنع القرار وتبطئ وتيرة الإصلاحات الاقتصادية، التي يطالب بها المانحون الأجانب. ويُنتظر أن تشهد الانتخابات البرلمانية منافسة شرسة بين حزبي النهضة الإسلامي ونداء تونس إضافة الى حزب تحيا تونس، الذي يقوده رئيس الوزراء. والانتخابات المقبلة ستكون ثالث اقتراع حر بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي. ونالت تونس إشادة واسعة النطاق لما شهدته من انتقال ديمقراطي، لكن حكوماتها التسع المتعاقبة منذ 2011 لم تفلح في حل المشكلات الاقتصادية التي تشمل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
مشاركة :