الدكتور حازم السعيدي هنالك علاقة وطيدة بين البيئة الفنية والاخلاقية لما يتمتع بهما الفنان (الدعمي )اذ ترتبط باواصر التعبير واعلاء شأن الفن وديمومة العلاقة بينهما, وكثيرا ما يطور الفنان من الياته وتقنياته واشتغالاته وفقا لاحكام اخلاقية تختلط بالقيمة التراثية والدينية ويأتي ذلك التطور بتطور البيئة الحضارية واستعداده لاعلان التصور والتعليل لما يتناوله من رسم ونقل محاكاة للموجودات من الجمادات والحيوات بوصفها موضوعات لممارسة الفن الحياتي , من هنا يدرك المتلقي عمق البنية الفنية وضرورة الاشارة اليها والمستندة الى محيطها معلنا بذلك سلوكا اخلاقيا يقوم على اسس منها الاعتقاد بخصوصية الظواهر الانسانية والطبيعية وادراك احاسيس البشر الوجدانية وبذلك تقوم العلاقة بالاتحاد وعدم فصل الشىء عن جذوره, وهذا ماتوصل اليه (الدعمي ) في نسج القيمة الاخلاقية المزينة بالروح الجمالية والمتمثلة بقوة التشكيل والتخطيط والتلوين لعديد مواضيعه المستوحاة من التاريخ القديم والمعاصر ويلاحظ من خلالها حاجة الفنان الى نمط الاسلوب الدلالي للتعبير الاخلاقي عن حقيقة الوجود بحكم صيرورته, فالعالم يبقى حاضرا بالصورة والشكل في تلك الصيرورة التي استدعت منه اقامة العلامات والاشارات والرموز في اشكاله الواقعية ذات المعنى والجوهر , اي بمعنى دلالي يتخذ من الفن وسيلة وجدانية للتعبير عن الحواس وادراكاته العقلية في فلسفة لا تخلو من ان الاشياء تتغير , وبذلك اعتمدت دلالات القيم الفنية في رسوم (الدعمي ) ضروبا من القيم الاخلاقية , الا ان مانعنيه هنا هو وصوله الى نحو من القياس والنسبة الثابتة فيما ابداه من نصوص شكلية ترتبط قطعا بين مظهرية الشكل ذاته وعدده الحسابي "حسب فيثاغورس" في حين يجد المتلقي ايضا "حسب افلاطون " ان الرسم محاكاة للمظاهر لا الحقائق "بحيث تصبح المظاهر خداعة وخداعها هو الذي يؤكد الحاجة الى الدلالة والدلالة هي القيمة , بمعنى اكثر دقة ان الاشياء المرسومة هي اشياء جميلة واسلوب رسمها تعد رؤية جمالية تتخطى مجالاتها نحو متغيراتها لتنتهي بالبصيرة والبصيرة مثال المثال وحقيقة الذات, حتى ليرتفع ذلك الدال الى ابصار الحقيقة الاخلاقية في المجسمات المحتوية على الهندسيات الشكلية .عليه ان القيم الاخلاقية لدى (الدعمي) حلت منتجة في نمذجة الايروس كغريزة ورغبة تهدف الى امتلاك المشكل في اللوحة مهما كانت موضوعته وتلك بالطبع غاية يلتزمها الفنان بتغاير مستمر كما اسلفنا نستطيع ان نشير ونحلل ونفسر ما يقوم به اي فنان , داعمين بذلك مستوى الرغبة في التصوير الذي يصل حدا من الموضوعية ناهيك عما يتمحور عن ذلك الايروس من تبعات تنزح الى ما يتلقاه المشاهد في تلقي اللوحة المرسومة في الحياد والرفض او القبول, التي تصل حدا من الاشباع ففي علم النفس قد يطفىء درجة الوجدان وهو مايذهب اليه امثال "الدعمي" في التجديد والتغاير وهذا ما اردنا الافصاح عنه في التبدل للموضوعات المرسومة وباستمرار راصدا بذلك معنى القيمة الاخلاقية في المعاناة والالم حتى تغدو الصورة هي دلالة ذلك التأثير وقيمته الوجدانية .مما تقدم نستقرىء ان القيم الفنية مرآة وانعكاس للمبادىء الاخلاقية والعادات والاعراف السائدة في سلوكيات (الدعمي ) الفنية وتحدد بمقتضاها بنية الفعل الفني في لوحة "شرطي مرور يحمل مصابا , او رجل اشيب يمسح عينه , او حصان يلفه العنفوان , امرأة ازيدية .....) حيث كانت توصيفاته نقل الاحداث من واقعها الى اعلامها وتمثلها الى العيان ومن ابرز ما حققه ان وصف بلوحته امرأة ايزيدية تصرخ وامامها سلاح السيف ومن خلفها علم داعش مقلوب ..تلك هي بلا شك مرآة القيم التي وظفها الفنان من خلال منظومتة الاخلاقية كاشفا مستورها وتبرير لذة ظاهريتها , ونعتقد ان اهمية الجمال الاخلاقي ما كانت لتظهر لولا اهمية التصوير في القواعد على اساس المشتركات فضلا عن اهمية التوثيق التاريخي المتضمن كشف النص في مجال ارتباطه بالاخلاق . نبذة عن الفنان التشكيلي. مصطفى جاسم جواد الدعمي. الاسم الفني. مصطفى الدعمي تولد العراق كربلاء. وحاصل على البكالوريوس في البايولوجي العام. من جامعة كربلاء انضم الى نقابة الفنانين عام 2013. وبعدها الى جمعية كهرمانة الدوليه وجمعية الاصدقاء للتراث والفنون ومشارك مع رابطة ارت سيكرتس ومشارك في الكثير من المعارض المحليه والبازارات الخيريه. وحاصل على الكثير من الشهادات التقديريه والدروع اضافه الى اهتماماته الاخرى برياضة الكراتيه كيوكوشنكاي و حصل على درجة الحزام الاسود وعمل حكم محلي تابع للاتحاد العراقي لهذه اللعبه وكذلك يعمل مدرب في الصحة والسلامه المهنية
مشاركة :