ان انخفاض نسب المشاركة في الانتخابات البرلمانية والبلدي.. منذ عام 2009 الى تاريخ 16 ــ 3 ــ 2019، وهو اليوم الذي جرت فيه انتخابات جزئية (تكميلية الثانية والثالثة) مقارنة مع المشاركات قبل عشر سنوات، يقف المراقبون والمحللون في مواجهة مع الواقع وتحدياته، لمعرفة اسباب العزوف، وبالتالي وصف الحلول لرفع نسب المشاركة، حتى لا توصف نتائج اي انتخابات «بالمعيبة»، وبالتالي يمكن ابطالها! فعند زيارتنا للدواوين ومتابعة الناشطين والمغردين نقرأ ونسمع عبارات التذمر والشكوى المتزايدة من اداء معظم الأعضاء، وهناك اسف من انحراف مفاهيم الديموقراطية وهبوط الحوار أحيانا، حتى وصلت قناعة عدد غير قليل منهم الى أن «الانتخابات مضيعة للوقت».. فما هي الاسباب يا ترى؟! هناك عدة اسباب، ربما كانت اساسا مشتركا، والتي اوصلت هذه القناعة للناس، وخصوصا النساء، وهن الكتلة التي راهن عليها بعض السياسيين والمشرعين في انها ستغير من معالم الخريطة السياسية في المجتمع، وتقلب الموازين في حال مشاركتها الايجابية، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وعلى ما يبدو لن يحدث ما لم يتم تشريع قانون انتخاب تنموي ومحفز! من أهم أسباب العزوف عن الانتخابات: 1. انخفاض منسوب التطلعات والآمال لدى معظم المواطنين، وتعزيز ثقافة النائب المندوب او الخدماتي فرضت على الناخب تقييم أداء اي عضو بمقدار تلبيته للاحتياجات الفردية للناس. 2. كثرة عدد مرات الحل الدستوري والابطال القضائي جعل الملل يضرب ارادة الناخبين والناخبات في المشاركة. 3. كشف استدعاء النيابة لمجموعة نواب، ممن اتهموا باستلام أموال بما عرف عنهم بـ«القبيضة»، هزت الثقة الى حد كبير بالمؤسسة التشريعية واهدافها! 4. توزيع الدوائر وتقسيمها غير العادل برأيي ــ جغرافيا وعدديا، جعل «وزن» الصوت في التأثير المباشر ضعيفا جدا، وربما غير مجد بالمشاركة من اساسها، مقارنة بالمشاركة في الاندية الرياضية وجمعيات النفع العام والتعاونيات، إذ نلاحظ الحضور اقوى واكثر لأن الصوت له تأثير واضح ومنجز ومؤثر! 5. عدم تكافؤ الفرص بين المرشحين والتمايز بالإمكانات المادية والتسهيلات الممنوحة لبعضهم من دون الآخرين ولد إحباطاً بعدم الرضا وترسيخ التمايز! 6. التدخل من بعض القوى السياسية منع التنافس الإيجابي، فمعظم الناخبين والناخبات باتوا يعرفون النتيجة مسبقا! لأن قواعد اللعبة الاستقطابية والاستثنائية تحكم المشهد من عشر سنوات تقريبا! 7 . لا زال مرسوم الصوت الواحد لم يأخذ فرصته الكافية لتقييم اثره الإيجابي او السلبي مقارنة مع الصوتين والاربعة اصوات، ولكنه بالتأكيد افضل من اربعة اصوات. لذا فلم يتأكد لنا تبادل بلوكات اصوات مع مرشح من دائرة سين مع مرشح من دائرة صاد، وذلك لتفكك معظم الكتل الانتخابية، او بسبب نقل الاصوات او بسبب المقاطعة التي تمت قبل دورتين. لذلك اتوقع ان كل ذلك سيؤثر في الانتخابات القادمة، حيث المتوقع مشاركة شخصيات كانت مقاطعة سابقاً. عبد الخالق ملا جمعة الخطيب
مشاركة :