خلّد الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو اسمه في ذاكرة الأدب العالمي في خانة متعددي المواهب، فقد كان شاعرًا ومسرحيًا وروائيًا وكاتبًا للمقال، وكذلك كان ناشطًا اجتماعيًا بارزًا في عصره، واعتبره الكثيرون من ملاحقيه واحدًا من أعمدة الحركة الرومانسية في فرنسا؛ وحفر اسمه في عالم الأدب عبر روايتي "البؤساء" و"أحدب نوتردام" اللتين ترجمتا إلى كثير من اللغات. ولم يظن هوجو يومًا أن كاتدرائية نوتردام الشهيرة التي تُمثّل جزءًا من تاريخ فرنسا، قد تنتهي بحريق مروع.في السادس والعشرين من فبراير عام 1802، اندلعت أولى صرخات فيكتور ماري هوجو في إقليم دوبس الواقع شرق فرنسا، كان الرضيع هو الابن الثالث لجوزيف هوجو، الذي عمل ضابطًا في جيش نابليون، وصوفيا تريبوشيه التي كانت ابنة لضابط في البحرية، وكانت الحياة الزوجية لوالديه تواجه بعض المشكلات التي استمرت حتى بلغ سن السادسة عشرة، وعندها انفصلا رسميًا، لكنه في الثانية أخذته والدته للعيش معها في باريس، في حين كان والده يؤدي الخدمة العسكرية، وقد أحب الفتى العاصمة الفرنسية وأطلق عليها "المكان الذي ولدت فيه روحي".درس هوجو الحقوق، وقبلها تلقى تعليمًا جيدًا في الأدب اللاتيني، ومع حلول عام 1816 كان قد ملأ دفاتره بالقصائد الشعرية والمسرحيات، وفي عام 1822 نشر أول ديوان شعري بعنوان "أناشيد وقصائد متنوعة" والذي لقي ترحيبًا ومكافأة من الملك لويس الثامن عشر، وفي العام نفسه تزوج من صديقة طفولته أديل فوشيه؛ واستمر بعدها في كتابات متنوعة بين النثر، والشعر، والدراما، والمقالات السياسية، واشتهر ضمن من أطلقوا على أنفسهم "الكتّاب الرومانسيين"؛ وفي مارس عام 1831 نشر روايته الأشهر "أحدب نوتردام"، التي وضحت موقفه ومفهومه المناهض لعقوبة الإعدام، وقد لاقت الرواية نجاحًا عالميًا، ومنحت هوجو مكانة مهمة في تاريخ الأدب الفرنسي. في ديسمبر عام 1851، وبعد أن استولى لويس نابليون على السلطة في فرنسا ونصّب نفسه إمبراطورًا عليها، نظّم هوجو حركة مقاومة، ولكنها باءت بالفشل، فترك فرنسا مع عائلته وعاش في المنفى حتى عام 1870؛ وأثناء إقامته في المنفى نشر أعمالًا أدبية كثيرة كان أشهرها "البؤساء"، والتي تتناول جوانب إنسانية بحتة تحدث فيها عن الحب، والحرب، والطفولة المفقودة، ليعود بعدها إلى فرنسا كرجل دولة وأديب البلاد الأول.وانتخب نائبًا عن باريس في فبراير من عام 1871، لكنه استقال في مارس بعد وفاة ابنه شارل، وأسس "جمعية الأدباء والفنانين العالمية" وأصبح رئيسًا فخريًا لها في عام 1878، وفي الثاني والعشرين من مايو عام 1885 رحل "هوجو" عن عالمنا إثر مرض عضال أصاب رئتيه، ودفن تحت قوس النصر في مدفن العظماء، وتمّ تكريمُ ذكراه بعدّة طُرق، حيث وُضِعت صورته على الفرنك الفرنسي.
مشاركة :