جرني يوم الخميس الماضي لنبش ذكريات ثلاث سنوات ونيف مضت، وتحديدًا في جمهورية مصر عندما كنت مرافقًا لفريقين بحرينيين مشاركين في البطولة العربية لتنس الطاولة، حيث رافقت فريقي البحرين وسار في هذه البطولية كإعلامي لتغطية المشاركة، والتي تأهل فيها فريق سار للدور نصف النهائي على الرغم من كونه أقل المشاركين من ناحية الإمكانيات، حيث إن جميع الفرق كانت تشارك بمدرب متخصص وممرن للاعبين، بالإضافة لتدعيم الصفوف بلاعب محترف من الطراز العالي، عدا فرق البحرين التي تتمرن دون ممرن متخصص وبمدرب محلي فقط. فكان لي مع الوفدين أحاديث طويلة في شرم الشيخ تتعلق بمعاناتهم ومآسي معظم الأندية في البحرين، فتكونت لدي فكرة كبيرة عن المعاناة، لكن النسيان أبعدني عن فكرة الكتابة عن هذين الناديين، وتحديدًا نادي سار الذي كنت الأقرب له بحكم سكني معهم في هذه البطولة وسفري معهم ذهابًا وإيابًا. لكن الصدفة أعادتني للعام 2014 عندما زرت نادي سار يوم الخميس الماضي في زيارة مفاجأة ودون سابق إنذار، عندما قادتني الصدفة لدخول نادي سار الثقافي والرياضي لإيصال ابنتي للحاق بتدريب الجمباز، وشاهدت عملا جميلا في هذه المنشأة الصغيرة محدودة المرافق، حيث كان هذا النادي أقرب لخلية النحل بهذا العدد الكبير من الأعضاء العاملين من صغار وكبار، سواء كانوا أعضاء مجلس الإدارة أو الأعضاء في عمومية النادي، وحتى الأطفال الذين عادة ما يلعبون في الساحة التي من المفترض أن تكون متعددة الألعاب، استعدادا للأسبوع الصحي الثالث عشر الذي ينظمه النادي سنويا. وللأمانة لم تكن هذه هي الزيارة الأولى لهذه المنشأة، فقد زرتها عدة مرات سابقة، لكنها كانت زيارات خاطفة عدا الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث قمت باستغلال وقت انتظاري لابنتي لحين الانتهاء من التدريب في رياضة المشي في الساحة داخل النادي بدلا من الذهاب لاحتساء القهوة كما هو الحال سابقا، فتمثلت المأساة أمام عيني ورجع بي شريط الذكريات للخلف، وتذكرت معاناة النادي فتكونت لدي فكرة حديثة بعد أن شاهدت الأرضية المنهارة في هذه الساحة التي ان استغليتها فعليك الحذر من الإصابة، وإن تركت أبناءك يستغلونها فعليك متابعتهم والحذر من أن يتعرض أحدهم لصعق كهربائي، كون التوصيلات في أعمدة إنارة هذه الساحة من وجهة نظري تعتبر غير آمنة، حيث إن نادي سار الحاصل على المركز الثالث في جائزة امتياز في عام 2018 خلف نادي المحرق والمنامة وفي العام 2016 أيضا يعتبر من أقل الأندية من حيث وجود المرافق بمبنى الإدارة صغير ومن خلفه «صندقة خشبية»، مقارنة بالأنشطة والعمل الجبار الذي يقوم به وبما يمتلكه من طاقات شبابية وخبرات يحتاج لمزيد من الاهتمام والرعاية، فأحببت أن أوصل رسالة لوزارة شؤون الشباب والرياضة بضرورة الالتفات لمثل هذه الأندية التي تنجز رغم شح الإمكانيات، وتحتاج الدعم المادي والمعنوي وتحتاج لتطوير منشآتها وزيادة المرافق فيها كي يزداد تطورها ومخرجاتها، فمسمى نادي سار الثقافي والرياضي الذي ينافس المحرق والمنامة يتبادر مباشرة إلى ذهنك بمجرد سماع الاسم ذاك النادي النموذجي متكامل المرافق والملاعب، لكن بمجرد المرور أمام بوابته والنظر لسوره المتهالك والقيام بالبحث عن مرافق النادي غير الموجودة ستدرك مرارة واقعهم وصعوبة عملهم.
مشاركة :