الرئيس التنفيذي لمجمع البحوث والتكنولوجيا والابتكار لـ«الاتحاد»: تأسيس منظومة متكاملة للصناعات الذكية في الشارقة

  • 4/16/2019
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

قال حسين المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، إن المجمع يعمل على وضع منظومة عمل متكاملة للصناعات الذكية في الشارقة، بالتعاون مع جهات عالمية، والعمل على تطوير مصانع تعتمد على التقنيات الحديثة لتحاكي الثورة الصناعية الرابعة في المناطق الصناعية بالإمارة التي باتت عاصمة للصناعة في الإمارات. وأضاف في حوار لـ«الاتحاد» أن الاستثمار الذكي والمعرفي جانب من جوانب الاقتصاد المستقبلي لدوره كمحفز اقتصادي لريادة الأعمال، منوهاً بأن المركز يدعم توجه دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، من خلال المساهمة في رسم ملامح القطاعات المستقبلية، وعلى رأسها الروبوتات والطائرات من دون طيار والطباعة ثلاثية الأبعاد والمواصلات ذاتية القيادة، فضلاً عن دفع مسار البحث العلمي والتطبيقي والتكنولوجي في «إنترنت الأشياء» والبيانات الضخمة. المعايير العالمية وأوضح المحمودي أن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار تأسس كهيئة منطقة حرة بأمر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تتولى شركة الأعمال التجارية للجامعة الأميركية في الشارقة إدارته، وصمم هذا المشروع وفق أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية المتبعة في بناء مجمعات التكنولوجيا. وأضاف أن هذا المشروع يركز على محاور عدة، من بينها تكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المواصلات وتكنولوجيا المعلومات والتصميم الصناعي والعمارة، كما يعمل على دعم الصناعات الوطنية التي تندرج تحت هذه المحاور. ونوه ببدء الأعمال الإنشائية للمجمع، إذ تم إنجاز البنية التحتية من طرق وكهرباء ومياه مساحات خضراء وغيرها، مضيفاً أنه يجري العمل حالياً في المقر الرئيسي للمجمع الذي يضم مكاتب الإدارة ومقار الشركات الاستثمارية، بالإضافة إلى المختبرات العلمية والابتكارية المتخصصة كمرحلة أولى للمشروع الذي يقام على مساحة مليون وسبعمئة ألف قدم مربعة. وذكر أن تكلفة المرحلة الأولى للمشروع تجاوزت 500 مليون درهم، متوقعاً الانتهاء منها خلال الربع الأول عام 2020، كما يتضمن المجمع مركزاً عالمياً للمؤتمرات والمعارض، وفندقاً والعديد من المرافق والمباني العلمية والخدمية الأخرى، بالإضافة إلى الحدائق والمساحات الخضراء. وأشار إلى أن ما يميز المشروع هو وجوده في مدينة جامعية متكاملة وشاملة، حيث تحتوي هذه المدينة على جامعات عدة تضم نحو 47 ألف طالب وطالبة، ونحو 2000 أكاديمي من حملة درجة الدكتوراه. التطوير والابتكار وقال المحمودي: إن دور المجمع يكمن في الربط بين جهود مؤسسات القطاع الخاص والهيئات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية، لدعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، ودعم توجهات الدولة نحو اقتصاد المعرفة، وتنمية واحتضان المواهب والقوى البشرية العاملة في المجالات المتعلقة بالمجالات الحيوية التي من شأنها تحسين جودة الحياة وتشجيع القطاعات على التطوير والابتكار. وذكر أن المجمع يهدف لتوفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار عن طريق توفير بنية تحتية وخدمات ودعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار للارتقاء بمكانة الدولة كوجهة عالمية في مجالات البحوث والتكنولوجيا، وتشجيع الاستثمار التكنولوجي والتقني في الشرق الأوسط، من خلال تقديم خدمات لوجستية ذات جودة عالية وبتكاليف معقولة، ودعم وتطوير المحتوى التكنولوجي والبحثي من خلال تفعيل الابتكار المحلي وتشجيع المبتكرين ومساندتهم في إنشاء شركاتهم الخاصة، ودعم وتعزيز الابتكار وتشجيع الأفكار البحثية القابلة للتحويل إلى منتجات ملموسة يتم الاستفادة منها والتسويق لها عالمياً. وقال: تتمثل أبرز الملامح المميزة للمجمع، كونه أحد الدعائم المتينة لتوظيف التقدم التكنولوجي في خدمة التنمية المجتمعية، لاسيما أنه يولي اهتماماً بالغاً بإيجاد حلول فاعلة لتحديات المياه والطاقة المتجددة والبيئة والرقمنة والهندسة المعمارية والنقل والخدمات اللوجستية، والتي تمثل بمجملها ركائز أساسية لتحقيق رفاهية المجتمع وبناء مستقبل أكثر أمناً واستدامة. فرص للشباب وأوضح المحمودي أن المجمع يضطلع بدور اجتماعي محوري، عبر تحفيز الابتكار والإبداع ونشر المعرفة والتكنولوجيا مجتمعياً، متيحاً للشباب الموهوب فرصاً استثنائية لخوض غمار البحث والتطوير والابتكار. وعن أهم الإنجازات التي حققها المجمع، قال المحمودي: إن العمل بدأ منذ اللحظة الأولى من إطلاقه ولم ننتظر حتى اكتمال المباني لنبدأ بالعمل. لقد بدأنا على أرض الواقع وبدأت الشركات الاستثمارية العالمية المتخصصة في البحث والتكنولوجيا أعمالها على أرض المجمع، حيث يقام مختبر زراعي يعمل بمياه البحر المعالجة بالطاقة الشمسية، وبيوت خضراء مبنية من البلاستيك المعاد تدويره تم تطويرها لتدوم عشرات السنين وتم تزويدها بالطاقة النظيفة، كما سيكون هناك قطارات هوائية معلقة تعبر عن المفهوم الحديث للتنقل الحضري تنفذه كبريات الشركات العالمية العاملة في المجمع. الشركات العالمية وأضاف: نجحنا بالفعل في جذب عدد من الشركات العالمية، بالإضافة لشركاء من المنظمات غير الحكومية مثل الأمم المتحدة التي تعمل على إنشاء مختبرات تكنولوجية. ولفت المحمودي إلى أن المجمع ومن خلال أبحاثه، يسعى إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية من الطاقة الشمسية والمياه المالحة ودرجات الحرارة العالية والرطوبة الجوية في توفير مصدر لري الزراعة وإنجاح مشروعات نموذجية، من خلال التركيز على أهمية طرق الزراعة المبتكرة وفوائدها العديدة، مقارنة بالطرق التقليدية للري ومدى مساهمتها في تنقية البيئة وتوفير المنتجات الزراعية لسكان المدن في العالم، إلى جانب دورها في الاستفادة من مياه البحار التي تغطي مساحات شاسعة تصل إلى 70% من الكرة الأرضية، حيث يقدم موقع الأبحاث المتخصص بتطوير تقنيات الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية حلولاً تقنية مبتكرة للزراعة، عبر استخدام البنية التحتية في الأماكن الحضرية القائمة كالشرفات والمنازل والمدرجات، ومن هذه التقنيات مزرعة البرج (نظام زراعي هوائي عمودي) وتقنية المزرعة الأفقية. شراكات استراتيجية محلياً وعالمياً حول الاستثمارات العلمية المبتكرة قال حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار إن المجمع يتبنى استراتيجية الاعتماد على البحث العلمي والابتكار لتحقيق الاستدامة في المصادر الطبيعية الداعمة لمشاريع التنمية الشاملة من خلال العديد من المبادرات على أرض الواقع، كتأسيس شراكات استراتيجية مع مراكز البحث العلمي محليا وعالميا لتحقيق أهداف المجمع الرامية نحو ترسيخ ثقافة البحث العلمي كوسيلة للتطوير والاستدامة. وقال إن الإقبال على المجمع من قبل مثل هذا النوع من الشركات البحثية العالمية يعكس ثقة المستثمرين والشركات الدولية والإقليمية باتخاذ المجمع مقراً لأعمالها سواء أفرادا أم شركات عبر حزمة من المحفزات الاستثمارية وتقديم التسهيلات عبر خطط وسياسات استقطاب وضعت لجذب هذا النوع من الاستثمارات العالمية المباشرة إذ يعمل المجمع على توفير مرافق متكاملة لخلق بيئة تدعم البحث والتجارب العملية كما يوفر حوافز كبيرة للمستثمرين لتمكينهم من التكيف والمنافسة والقدرة على اختراق الأسواق العالمية تشمل الإعفاءات الضريبية والجمارك والملكية الكاملة للمشروع وغيرها من المحفزات.

مشاركة :