بالتزامن مع الدورة الـ 29 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي كتاب: "كوكب الحشرات: نشوء الحشرات وصعودها" من تأليف: سكوت ريتشارد شو، وقد نقلته إلى العربية الدكتورة ابتسام بن خضرا، وراجع الترجمة الدكتور أحمد خريس.يُعد كتاب "كوكب الحشرات" مقدمةً في تاريخ نشوء الكائنات الحية التي تسود كوكبنا، ولاسيما الحشرات، فهو يعرض نشوءها عبر مراحل تاريخ الأرض، بأسلوب بسيطٍ، ممتعٍ، موجهٍ إلى عامة القراء، مشفوعًا بالصور والرسوم التوضيحية. ففي زمن ما، أواخر العصر السيلوري، أو أوائل العصر الديفوني، قبل نحو 419 مليون سنة نشأت الحشرات، واستوطنت الأماكن قرب قواعد الأشجار القديمة الأولى، وكانت أرجلها الست معينة لها في الدبيب على الأرض، لكننا سننتظر حتى العصر الكربوني حتى نعثر على الحشرات الطائرة، أي قبل نحو 354 مليون سنة. وحين ظهرت الأجنحة للحشرات، لم تكن ثمة حيوانات أخرى تطير، فلا طيور، أو خفافيش، أو ديناصورات مجنحة؛ فتحكمت هي بالأجواء -بصورة كاملة- أكثر من 150 مليون سنة، قبل أن تنشأ الحيوانات الأخرى القادرة على الطيران. ولا شك أن ميزة الطيران كانت أحد العوامل الرئيسة التي أسهمت في التكاثر السريع والهائل لأنواع الحشرات على هذا الكوكب.ويحاول الكتاب استكشاف سر تنوع الحشرات وكثرتها، جاذبًا القارئ إلى دراستها، سواء أكان يحبها أو يكرهها. فيتطرق المؤلف في البداية إلى تنوع الكائنات الحية وأسس تصنيفها، ثم يمضي إلى دراسة أصل المفصليات وتنوعها، وهي المجموعة التصنيفية الأكبر بين الأحياء، التي تضم فيما تضم الحشرات.يدرس الكاتب في كل فصل فترة زمنية جيولوجية مختلفة، فيصف الظروف الفيزيائية والتغيرات التي حدثت على الأرض، مع عرض المجموعات الرئيسة من الحشرات، التي ظهرت أول مرة في سجل أحافير تلك الفترة. ويشير إلى أن فهمنا لنشوء الحشرات محدود بسجل الأحافير المضطرب، الذي يقارنه بألبوم صور العائلة: يذكرنا ببعض الأشياء، ويغفل عن أشياء أخرى كثيرة. ولا يدخر المؤلف جهدًا في استكشاف خصائص نشوء الحشرات، مثل حجم الجسم الصغير، وأصناف الأجنحة، والانسلاخ والتحول، والسلوكات الطفيلية؛ تلك الخصائص التي مكنت الحشرات من الانتشار على نطاق واسع، والإقامة في أضيق الأماكن، والنجاة من الكوارث التي عمت الأرض، حتى هيمنت على كوكبنا. ويسرد عجائب من حياة الحشرات وتأقلمها مع بيئاتها، ثم يخلص إلى أهمية هذه الكائنات الصغيرة في الحياة على كوكبنا وبقاء الإنسان فيه، فلو زالت الحشرات عن الأرض، مثلما يقول ناقلًا عن إدوارد ويلسون؛ عالم الحشرات الشهير في جامعة هارفارد: "ستتهاوى بيئة الأرض لتصبح فوضى عارمة".ولا شك أن الأرض كوكب تملؤه الحشرات بكثرة، فحتى اليوم اكتشف من أصنافها نحو مليون نوع مستقل، وإذا ما أردنا ذكر أسمائها فقط، فإننا سنحتاج لذلك -مثلما يشير المؤلف- إلى عشرين كتابًا بحجم كتابه. ويختم المؤلف بذكر فرضية بوجود حشرات ربما تعيش على كواكب أخرى في الكون الفسيح، لكنه يعود فيقول: إنّ لدينا الكثير لنتعلمه عن الحشرات الموجودة هنا على الأرض.مؤلف الكتاب سكوت ريتشارد شو، ولد سنة 1955، في ديترويت - ولاية ميتشغان، وبدأ بجمع الحشرات منذ عمر الرابعة. قصد جامعة ولاية ميتشغان في السنوات 1973 – 1978، ليدرس فيها فيزياء الفلك وعلم الحشرات، ثم قصد جامعة مريلاند في السنوات 1979 – 1984، ليحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم الحشرات. عمل في جامعة هارفارد في متحف علم الحيوان المقارن، بدءًا من سنة 1984 حتى سنة 1989، ويعمل الآن أستاذًا في علم الحشرات في جامعة ويومينغ، وقيِّمًا على متحف الحشرات هناك.أمّا مترجمة الكتاب ابتسام بن خضرا، فهي مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، ولدت وتعلمت في سوريا، وحصلت على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق في عام 1983. أوفدتها شركة شل سوريا إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة عامَ 1996 للتخصص بالترجمة، فحصلت على شهادة دكتوراه في عام 2000.
مشاركة :