أحمد بن ركاض العامري: «الشارقة القرائي للطفل» دعوة للتسامح

  • 4/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: أمل سرور «إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يمتلك رؤية فكرية وثقافية عميقة تنتهج سبيلها للتوافق مع كل الاحتياجات، ونجح منذ انطلاقته في أن يكون نافذة تطلّ بالأجيال الجديدة على معارف وخبرات ثقافية جديدة تسهم في صقل مهاراتهم وتغرس في نفوسهم حب المعرفة والقراءة، ترجمة لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتحت رعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، اللذين أكدا أن الاستثمار بالطفل وبناء ثقافته على أسس من القيم والمعارف الأصيلة، هو أساس بناء إنسان قادر على إثراء المسيرة التنموية لمجتمعه ووطنه». بتلك العبارات بدأ أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، حديثه ل «الخليج» بمناسبة الدورة الجديدة من المهرجان التي تنطلق اليوم وتستمر إلى 27 الجاري. وأكد العامري أن النسخة ال 11 من المهرجان تتميز بطابع متفرد، فهي تتزامن مع تتويج الشارقة بلقب العاصمة العالمية للكتاب، ما يضفي عليها تميزاً. * هل يضم المهرجان هذه الدورة جناحاً خاصاً يتماشى مع «عام التسامح»؟ - المهرجان في حد ذاته دعوة نبيلة وأصيلة للتسامح، فهو يحتضن أشخاصاً من مختلف الجنسيات والأعراق يأتون إلى «إكسبو الشارقة» للمشاركة تحت سقف واحد في فعاليات تثقيفية ترفيهية يرسمون من خلالها ملامح مستقبل قادم لن يخلو من تحقيق آمالهم وطموحاتهم، تلك الآمال التي تدفعنا دوماً ليس للنجاح فحسب إنما لأن نحجز لنا مقعداً متميزاً في سباق العالمية. * ما ملامح وتفاصيل التميز الذي تشهده النسخة الحادية عشرة من المهرجان؟ - المهرجان هذا العالم يحمل شعار «استكشف المعرفة»، ليوجه رسالة إلى الأجيال الجديدة يدعوهم فيها إلى البحث والتعلم والقراءة، إذ إن اكتشاف المعرفة هو أساس التعرف إلى طاقاتهم وأساس الاستثمار في مهاراتهم ومواهبهم، وهو الطريق أمامهم ليكونوا مساهمين وشركاء في صناعة المستقبل. وبعد أعوام من الحكايات والمعارف والأفكار المملوءة بالعبر والفوائد، استطاع المهرجان أن يثبّت حضوره كمنصة حاضنة لأحلام ومواهب الأطفال، وفي هذه النسخة يستضيف نخبة من الفنانين العرب والعالميين، على رأسهم الفنان المصري عبد الرحمن أبو زهرة، الذي يمتلك في رصيده تاريخاً كبيراً من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تربى عليها الجيل الجديد، إلى جانب الفنانة الأردنية الكبيرة قمر الصفدي، والفنانة البحرينية هيفاء حسين، والمصرية شيماء سيف، والمسرحي العراقي فلاح هاشم أحمد، إلى جانب رسامة كتب الأطفال الفلسطينية أماني البابا، ويعقوب الشاروني، وحافظ بن ضيف الله، وغيرهم من الأسماء الفنية اللامعة والقديرة، إلى جانب مشاركة الإماراتيات الروائية نورة النومان، والكاتبة دبي بلهول، والفنانة مريم الزرعوني. * وماذا عن معرضي «طريق الحرير»، و«رحلة إلى الأعماق» ؟ - إنهما جديد المهرجان هذا العام وأتوقع لهما نجاحاً باهراً، الأول يضيف معارف جديدة ومبتكرة تعرّف زوّار المهرجان الصغار على واحد من أكثر الطرق التجارية شهرة عبر التاريخ، وهو طريق الحرير التاريخي الذي امتد من أقاصي الصين، مروراً بمدن وإمبراطوريات منطقتي آسيا الوسطى والشرق الأوسط، ويقدم 16 فعالية متنوعة ثرية بالمعلومات والمعارف، بالإضافة إلى أنه يروي حكاية العصر الذهبي الاستثنائي لطريق الحرير، والأثر الذي أحدثه بالعالم على مدى القرون الماضية. ويسلط معرض «رحلة إلى الأعماق»، الضوء على عوالم مغامرات الكابتن نيمو في أعماق البحار وسر غواصته الشهيرة «نوتيلوس»، والعالم الأسطوري الذي كان يعيش فيه، وهي مغامرات بحرية مستوحاة من الرواية الكلاسيكية «عشرون ألف فرسخ تحت الماء» للمؤلف الفرنسي جول فيرن. * هل هناك جديد آخر؟ - لأول مرة يتيح المهرجان لزائريه فرصة الاستمتاع ب 19 عرضاً لأجمل الأفلام الكرتونية الموجهة للأطفال من خلال منصة العرض التي تحتوي على شاشة عملاقة تتيح للصغار وعوائلهم الاستمتاع بمشاهدة هذه الأفلام. وتقدم المنصة يوميّاً عروضاً خاصة لأفلام كلاسيكية شهيرة ومحببة للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية. * دائماً ما يتميز المهرجان بمسابقاته التي تضفي مناخاً من المنافسة بين الأطفال، ماذا عنها هذا العام؟ - هذا العام ننظم عدداً من المسابقات الثقافية والتعليمية للأطفال واليافعين من طلبة المدارس الحكومية والخاصة. مثلاً جائزة القصة القصيرة «أنا الراوي» تهدف إلى تشجيع ودعم الأطفال الطلاب الموهوبين في مجال كتابة القصة باللغة العربية أوالأجنبية، وتمنح «جائزة ذكرياتي مع المهرجان» الزوار فرصة حقيقية لتوثيق وتسجيل لحظاتهم من خلال تصوير فيلم وثائقي قصير يدور حول رحلتهم، إلى جانب «مسابقة طلاب المدارس». والجائزة اليومية تُقدم لأفضل تقرير مكتوب يتناول واحدة من ندوات المهرجان، الذي يطرح أيضاً «مسابقة فارس الشعر»، وهدفها الارتقاء بذائقة الأطفال واليافعين عبر عيون الشعر العربي. * وماذا عن معرض رسوم كتب الأطفال؟ - هو الوحيد في المنطقة العربية والثالث على مستوى العالم، والحقيقة أنه يثبت جدارته ونجاحه وتفرده كل عام، إذ يشارك في مسابقته 320 رساماً من 55 دولة، ويستضيف جناحه منصة صناع كتاب الطفل «أفق» وهي توفر بيئة مثالية تجمع كلاً من الناشرين، والرسامين لعقد شراكات حقيقية وفاعلة للارتقاء بواقع صناعة كتب الأطفال. 19 فيلماً من «والت ديزني» خصص المهرجان منصة سينمائية تعرض طوال أيامه نخبة من أبرز الأفلام الكلاسيكية التي أنتجتها الشركة العالمية «والت ديزني». وتتولى المنصة تقديم أجمل القصص السينمائية التي ترجمها مؤلفون وكتّاب ومبدعون عالميون وأنتجتها الشركة، ليكون جمهور المهرجان من الأطفال أمام مشهد سينمائيّ متميّز يسهم في لفت انتباههم إلى مقدرات الفنّ، ويثري معارفهم ومخزونهم الثقافي بالكثير من المشاهد والأفكار الجميلة والنبيلة، وتقدم المنصة 19 عرضاً لأفلام شهيرة ومحببة للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية. ومن أبرز هذه الأعمال «الجميلة والوحش»، و«بينوكو»، و«حكاية لعبة1»، و«أليس في بلاد العجائب»، و«بامبي»، و«الحورية الصغيرة»، و«أحدب نوتردام»، و«بيتربان»، و«حياة حشرة»، و«كتاب الأدغال»، و«مئة مرقش ومرقش». "لغتي" تكشف نتائج دراسة حول التعلم الذكي تكشف «لغتي» نتائج الدراسة التي أعدتها جامعة الشارقة، لمعرفة أثر تطبيق المبادرة على اكتساب مفاهيم و مهارات اللغة العربية لمستخدميها من الأطفال والمعلمين، وذلك خلال مشاركتها في المهرجان. و«لغتي» مبادرة تعليمية رامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لأطفال وطلاب مدارس الشارقة. ويشكل المهرجان بالنسبة إلى «لغتي» التي حازت مؤخراً جائزة الشيخ محمد بن راشد للغة العربية، عن «أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية وتعلمها في التعليم المبكر»، منصة مثالية للتواصل مع أكبر شريحة من الأسر والخبراء والتربويين، وتعريفهم بالجهود التي تبذلها في تعليم اللغة العربية للأجيال الصاعدة، وتشجيعهم على استكشاف جمالياتها، وإتقان مهاراتها، والإلمام بقواعدها في الكتابة والقراءة والنطق. وتنظم المبادرة، خلال مشاركتها في المهرجان، سلسلة من الورش والجلسات الحوارية، بالتعاون مع عدد من المبادرات والمؤسسات العاملة في مجال رعاية وتمكين الأطفال، على المستويين المحلي والاتحادي. وتقام الورش والجلسات التي يحتضنها جناح المبادرة بالمهرجان بين 18 و 25 الجاري، وتسلط الضوء على جملة من المواضيع، من بينها: التكنولوجيا، ودور المعلم في توظيفها لمواكبة التطور، والتأثير الإيجابي للتعلم الذكي في الطالب والمنهج الدراسي، والتعلم الذكي ودوره في تعزيز الكفاءة التعليمية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ودور التعلم الذكي في إعداد استراتيجيات لمعالجة صعوبات التعلم، فضلاً عن التعريف بالأدوار التي تقوم بها «لغتي» في العملية التعليمية بمدارس الإمارة، وما تطرحه من أنشطة تعزز اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة. وقالت بدرية آل علي، مدير مبادرة «لغتي»: «يتنامى الاهتمام بالتعلم الذكي على مستوى العالم، وثمة العديد من التجارب والدراسات التي تثبت دور هذا النوع الجديد في تشجيع الطلاب على اكتساب المعرفة؛ وذلك لكونه يستند ويعتمد على مصادر رقمية هي أقرب إلى ذهنية ونمط تفكير الأجيال الجديدة».

مشاركة :