المتظاهرون السودانيون يصعّدون تحركهم في سبيل الانتقال لحكم مدني

  • 4/17/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - الوكالات: أظهر المتظاهرون في السودان امس تصميمهم على الانتقال نحو سلطة مدنية، إذ توافدوا بأعداد متزايدة أمام مقر قيادة القوات المسلحة غداة المطالبة بحل المجلس العسكري الانتقالي. وخلال مشاركته امس في الاعتصام قال المتظاهر أحمد نجدي لوكالة فرانس برس إن «الجيش سيحاول مجددا تفريق المحتجين لأنه تحت الضغط، لكننا لا ننوي المغادرة، قد تكون معركة طويلة، لكن علينا أن نناضل من أجل حقوقنا». ونفذ مئات الأساتذة والموظفين في جامعة الخرطوم مسيرة من حرم المؤسسة في اتجاه موقع الاعتصام حاملين لافتات يطالبون فيها بحكومة مدنية انتقالية. والإثنين، طالب تجمّع المهنيين السودانيين الذي ينظّم الحركة الاحتجاجية منذ أشهر، ولأول مرة، بحل المجلس العسكري الانتقالي واستبداله بمجلس مدني يضم ممثلين للجيش. وقد ربط التجمع مشاركته في أي حكومة انتقالية مقبلة بتحقيق هذا المطلب. وصعد التجمّع موقفه الإثنين بعد أن ندد بمحاولة لفض الاعتصام المستمر منذ 6 أبريل، من دون تحديد الجهة التي تريد تفريق المتظاهرين. وهي دعت إلى الدفاع عن «الثورة». وتوافد امس آلاف المتظاهرين إلى محيط مقر القيادة العامة العسكرية، مؤكدين أن خلع الجيش للرئيس البشير ووعود المجلس العسكري بتشكيل حكومة مدنية من دون تحديد اي جدول زمني لذلك، غير كاف. ومع ذلك، عمت أجواء من الفرح صفوف المتظاهرين إذ رقص بعضهم على وقع أناشيد ثورية ووزعوا اللحم «احتفالا بسقوط البشير». إلى ذلك، أصدر المجلس العسكري الانتقالي امس قرارا أقال بموجبه النائب العام تجاوبا مع مطالب قادة الاحتجاجات الاثنين، بحسب بيان رسمي. وأقال المجلس النائب العام عمر أحمد محمد عبدالسلام ومساعده الأول، وكلف الوليد سيد أحمد محمود بتسيير مهام النائب العام. وأنهى القرار أيضا خدمة رئيس النيابة العامة عامر إبراهيم ماجد وكلف الوليد سيد أحمد محمود بتسيير مهامه. وذكر شهود عيان أن مركبات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» بقيادة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي»، انتشرت على طول الجسر الذي يربط المقر العام للقوات المسلحة بشمال العاصمة. وعلى تويتر كتب السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صدّيق إثر لقائه دقلو أن بريطانيا تدعو إلى «عدم استخدام العنف وعدم محاولة فض الاعتصام بالقوة». وقتل 65 شخصا على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات، وفق حصيلة رسمية. وهدد الاتحاد الإفريقي الذي يضم 55 عضوا الاثنين بتعليق عضوية السودان في حال لم يسلم المجلس العسكري السلطة للمدنيين في غضون 15 يوما، مؤكدا أن «قيادة الجيش للمرحلة الانتقالية تتناقض تماما مع تطلعات الشعب السوداني». من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني امس إن الاتحاد الاوربي يأمل في أن تسفر عملية الانتقال في السودان بعد إقالة البشير عن «تشكيل حكومة مدنية». وأضافت خلال نقاش مع نواب البرلمان الأوروبي المجتمعين في آخر جلسة عامة قبل الانتخابات الأوروبية في مايو، «كما هي الحال في جميع التحولات، هناك فرص ولكن هناك ايضا مخاطر». وتابعت أن «هذا التغيير في السلطة يندرج ضمن الاضطرابات في إفريقيا. فرياح التغيير بدأت تهب»، مشيرة إلى «التقارب بين إثيوبيا وإريتريا». وبعد أن حصل تقارب في الأيام الأخيرة بين الجيش والمتظاهرين الذين دعوا العسكر إلى الانحياز للثورة من أجل الإطاحة بالبشير، عادت العلاقات بين الجانبين لتشهد توترا. ورفعت لافتة على جدران مقر القيادة العامة للقوات المسلحة تدعو المتظاهرين إلى «عدم الاقتراب».

مشاركة :