كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن فتح الولايات المتحدة لقناة اتصال سرية مع كوريا الشمالية يعود تاريخها إلى العام 2009، وذلك على خلاف ما اعتقده البعض أن الاتصالات بين واشنطن وبيونج يانج بدأت في عام 2018 بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها مدير المخابرات المركزية الأمريكي /سي آي أيه/ آنذاك ووزير الخارجية الحالي مايك بومبيو إلى بيونج يانج في العام الماضي، ولقائه مع المسئولين الكوريين الشماليين، وهو ما شكل مفاجأة للرأي العام الأمريكي والعالمي في حينه.وقالت "وول ستريت جورنال" إن كل ما فعله وزير الخارجية الأمريكي هو إعادة تنشيط قناة الاتصال مع كوريا الشمالية التي بدأت في عام 2009 بموجب تعليمات صادرة عن البيت الأبيض.وبدأت الاتصالات الاستخباراتية الأمريكية الكورية الشمالية برغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، وعدم وجود سفارة لأي منهما في عاصمة الأخرى، غير أن بعثة تمثيل كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في نيويورك قد تم استخدامها في إيصال رسائل من البيت الأبيض إلى وزارة الخارجية الكورية الشمالية، وبحسب الصحيفة الأمريكية فقد تكون تلك القناة هي الوحيدة المعروفة حتى الآن في مسار علاقات البلدين، حيث اتسمت الاتصالات على مستوى أجهزة المخابرات الكورية الشمالية والأمريكية طوال العقد الماضي بالنشاط حينا وبالخفوت أحيانا.وفي إطار تلك الزيارات السرية قام مسئول الاستخبارات الأمريكية جوزيف دي تراني قبل وبعد زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لكوريا الشمالية بإجراء لقاءات مع مسئولين في الاستخبارات الكورية الشمالية، كذلك قام مايكل موريل نائب مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية في العام العام 2012 و 2013 بزيارة بيونج يانج وكذلك فعل سلفه إفريل هانز الشئ ذاته، لكن برغم ذلك ظلت قناة الاتصال الأمريكية الكورية الشمالية خاملة في نهايات ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.واستطردت الصحيفة الأمريكية "بعدما أسند الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب منصب مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية لمايك بومبيو، قام بالإطلاع على ملف الاتصالات السرية بين بلاده و كوريا الشمالية وقرر إعادة تنشيطها، وبالفعل حصل على موافقة الرئيس الأمريكي على القيام بذلك".وبموجب تلك الموافقة زار بومبيو العاصمة الكورية الشمالية يرافقه أندرو جيم مدير ملف كوريا الشمالية في الاستخبارات المركزية الأمريكية، وهو ما مهد للقاء القمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي كيم يونج أون في يونيو 2018 في سنغافورة، و برغم ذلك قالت ال"وول ستريت جورنال" إنها حاولت التواصل مع مسؤولي ال"سي آي أيه" والبيت الأبيض حول ما ورد في تقريرها قبل نشره للتحقق إلا أنها لم تتلق أية ردود، كما حاولت الصحيفة الحصول على تعليق في هذا الشأن من بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك إلا أن مسئوليها رفضوا التعليق على الأمر.والتقى ترامب وكيم مرتين، في هانوي في فبراير من هذا العام وفي سنغافورة في يونيو من العام الماضي، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق لرفع العقوبات مقابل تخلي كوريا الشمالية عن برامجها النووية والصاروخية، وأصدر ترامب بعد ذلك بيانا على "تويتر" يؤكد على قوة العلاقة الشخصية التي تربطه بكيم وتشير إلى ما وصفه بإمكانيات النجاح الاقتصادي الهائلة التي يمكن تحقيقها بمجرد حل قضية برامج الأسلحة في كوريا الشمالية.لكن الرئيس الكوري الشمالي قال إن علاقته الشخصية مع ترامب لا تزال جيدة لكنه غير مهتم بعقد قمة ثالثة إذا كانت تكرارا لاجتماع هانوي، وحث واشنطن على تبنى سياسات "أكثر مرونة" في مفاوضاتها بشأن برنامج التسلح النووي الكوري الشمالي، وفي الحادي عشر من أبريل 2019 وفي اجتماع مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه، أعرب ترامب عن استعداده لعقد قمة ثالثة مع كيم، لكنه قال إن واشنطن ستترك العقوبات سارية على بيونج يانج. وفي عام 2014 قام جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية في حينه بإجراء عدة مقابلات معلنة في بيونج يانج مع المسئولين الكوريين الشماليين من نظرائه، كما سبق للرئيس الأمريكي بيل كلينتون في العام 2009 زيارة بيونج يانج، وبرغم ذلك بقيت الاتصالات بين واشنطن وبيونج يانج ذات طابع سري في معظمها.
مشاركة :