تشكل ظاهرة الألغام في مناطق شرقي الفرات مشكلة كبيرة للمدنيين الذين يرغبون بالعودة إلى منازلهم ومغادرة المخيمات التي لم تعد صالحة للحياة في نهاية فصل الشتاء، ولعل وجود الآلاف من المدنيين خارج منازلهم سبب قلقاً أمنياً خصوصاً في ظل هجمات خلايا داعش المتتالية. وعلى الرغم من انتهاء الحرب على التنظيم إلا أن مهمة نزع الألغام لم تبدأ بعد، الأمر الذي جعل الحياة تتوقف في تلك المناطق، على أمل أن تبدأ قوات سوريا الديموقراطية بعمليات نزع الألغام، إلا أن قلة الخبرات والاحتياجات المادية تقف في طريق عملية نزع الألغام التي وصفها مصدر لـ«البيان» أنها في كل بيت وشارع وتبلغ آلاف الألغام. وأشار المصدر المطلع إلى أن تنظيم داعش زرع كل أنواع الألغام قبل أن يغادر ومن هذه الأنواع (اللغم الأرضي – واللغم الليزري- والألغام المضادة للمدرعات وهي ألغام لها قدرة تدميرية هائلة، من شأنها أن تدمر بيتاً كاملاً. الأهالي في قرية الشعفة وبعض القرى الأخرى لم ينتظروا قوات سوريا الديموقراطية، وبدأوا بإزالة الألغام بطريقة بدائية من أجل العودة إلى منازلهم، وكان هذا العمل أحد أسباب مقتل المئات من الأشخاص. عامان وعلمت «البيان» من مصدر مطلع أن الاهتمام الأمريكي بمشكلة الألغام ليس على قدر مخاوف الأهالي، مؤكداً الدعم المالي الأمريكي لم يصل بعد لمناطق شرقي الفرات وربما يحتاج الأمر إلى عامين. وأضاف أن المخاوف بدأت تتصاعد من عودة خلايا داعش في ظل غياب الأهالي عن مناطقهم، مشيراً إلى أن داعش قد يستغل الأوضاع ويعيد تنشيط خلاياه في تلك القرى المهجورة بسبب الألغام. هاجس من جهته، قال أحد الوجهاء في شرقي الفرات (جاسم الدوش) لـ«البيان» إن خطر الألغام يشكل هاجساً لأبناء حوض الفرات بعد انتهاء المعارك فقد خلفت هذه المعارك قرى خاوية على عروشها وموبوءة بألغام ومخلفات القنابل والمقذوفات الغير منفجرة وجميع أهالي هذه المناطق نازحون في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وأضاف الدوش هناك العديد من القرى التي يتطلع أهاليها للعودة إليها، إلا أن المخاوف تتنامى بسبب فتك الألغام بالمدنيين، مضيفاً أن قرى هجين والبوحسن والسوسة والمراشدة والشعفة، لاتزال ترزح تحت خطر الألغام القاتلة، مؤكداً أن عدد القتلى بالألغام بلغ المئات. أما محمد العلي وهو شقيق أحد الذين قتلوا بالألغام، تحدث للبيان كيف قتل شقيقه بلغم أرضي في بيته، معتبراً أن المسؤولية اليوم تقع على كاهل قوات سوريا الديموقراطية، إذ يجب أن تبذل جهوداً مضاعفة من أجل حماية المدنيين كما فعلوا في بقية المناطق التي تم تحريرها من قبل.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :