تراجعت الليرة التركية بنسبة وصلت إلى 2 في المائة أمس متخلية عن مكاسب حققتها في اليوم السابق، مع تجدد المخاوف بشأن احتياطيات البنك المركزي بما أثار تساؤلات بخصوص قدرة البلاد على تحمل موجة بيع أخرى في السوق. وبحسب "رويترز"، هبطت العملة التركية إلى 5.8504 ليرة للدولار، وهو أدنى مستوى لها منذ تشرين الأول (أكتوبر) باستبعاد انهيار مفاجئ وجيز في كانون الثاني (يناير)، وسجلت الليرة 5.8240 أمام الدولار. وفقدت الليرة نحو 30 في المائة من قيمتها في 2018 عندما دفعت أزمة العملة الاقتصاد التركي إلى الركود، كما انخفضت قيمة العملة التركية بنسبة 10 في المائة أخرى هذا العام بسبب مخاوف من التحول المتزايد للأتراك نحو العملات الأجنبية واستعداد الحكومة لتطبيق إصلاحات شاملة وتدهور العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أول أمس أن المركزي التركي عزز احتياطياته من النقد الأجنبي بمليارات الدولارات عبر الاقتراض القصير الأجل، ما أثار مخاوف المستثمرين من أن البلاد تبالغ في قدرتها على حماية نفسها في حال وقوع أزمة جديدة لليرة. وأظهرت بيانات نشرت أمس أن صافي احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي التركي بلغ 162.43 مليار ليرة (28.44 مليار دولار) في 12 نيسان (أبريل)، ارتفاعا من 157.3 مليار ليرة قبل أسبوع. وتصدر الأرقام أسبوعيا على ميزانية البنك المركزي وسعر التحويل إلى الدولار المستخدم هو سعر الصرف الرسمي للبنك المركزي من اليوم السابق. ويقول محللون إن الأتراك يحولون مدخراتهم إلى العملات الأجنبية بما ينبئ بتراجع الثقة بالليرة، لكن حجم العملة الصعبة الذي في حوزة الأتراك تراجع الأسبوع الماضي من مستوى قياسي مرتفع بلغ 181.13 مليار دولار. وكان القطاع المصرفي من أشد القطاعات تأثرا بأزمة العملة العام الماضي، عندما فقدت الليرة 30 في المائة من قيمتها أمام الدولار. وارتفع عجز ميزان المعاملات الجارية في البلاد إلى 718 مليون دولار في شباط (فبراير)، ويقل هذا المستوى عن التوقعات في استطلاع أشار إلى عجز قدره 0.85 مليار دولار، وكان عجز ميزان المعاملات الجارية قد بلغ 589 مليون دولار في كانون الثاني (يناير)، وفي عام 2018، وصل عجز المعاملات الجارية في تركيا إلى 27.633 مليار دولار