قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن الله سبحانه وتعالى لم يجعل البيت الحرام أول قبلة يتوجه إليها المسلمون الأوائل، وجعل بيت المقدس أول قبلة، لثلاثة أسباب.وأوضح «مختار» خلال خطبة الجمعة اليوم، بعنوان: « دروس وعبر من تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام»، أن أولها : كانت العرب في الجاهلية تتعصب لبيت الله الحرام وتراه المكان المقدس الذي لا تحيد عنه، فأراد رب العزة سبحانه وتعالى أن يكسر في نفوسهم العصبية في المكان والزمان . وتابع : وثانيها أنه تعالى وجههم تجاه بيت المقدس ، ليعلمهم أنه ليس الفضل في توجيه الوجه قبل المشرق والمغرب وإنما الفضل في أن يكونوا حيث أمرهم جل وعلا، فإن أمرهم بالتوجه لبيت المقدس، توجهوا قائلين: سمعنا وأطعنا، وإن حولهم إلى بيت الله الحرام، توجهوا، فإننا لا نعبد بيت المقدس ولا البيت الحرام وإنما نعبد رب الحرمين ، وعلى الإنسان أن يدرك أنه عندما يذهب إلى البيت الحرام، فهو لا يعبد البيت الحرام، ولكنه يعبد رب البيت الحرام.وأضاف أن الذين وجههم الله تعالى إلى بيت المقدس آنذاك لو صلوا تجاه البيت الحرام في ذلك الوقت لما صحت صلاتهم ولا قُبلت وكذلك صلاة المسلمين باتجاه بيت المقدس بعد تحويل القبلة، ليست صحيحة ولا مقبولة، فاستقبال القبلة التي حددها الله تعالى وقت أن حددها هي الفيصل أنك تعبد رب المساجد لا المساجد نفسها. واستطرد: والأمر الآخر الربط برباط وثيق بين المسجدين المسجد الحرام أو المسجد الأقصى، سواء في قضية تحويل القبلة أو رحلة الإسراء والمعراج ، لندرك أن الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى ومعراج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيظل وقفًا إسلاميًا إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، فقال الله تعالى : «لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ » الآية 177 من سورة البقرةحضر الصلاة لفيف من علماء الأزهر والأوقاف، والقيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة القاهرة، في الجمعة الثالثة من شهر شعبان، بمسجد «اتحاد الإذاعة والتليفزيون» بماسبيرو، كورنيش النيل، بمدينة القاهرة.
مشاركة :