أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما خرج من مكة خاطبها قائلا: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب بلاد الله إلى الله، ولولا أنني أخرجت منك ما خرجت".وأضاف "جمعة"، خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الـ٢٩ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صباح اليوم، السبت، أن الثابت والراسخ لا يحتاج إلى دليل في المناخ الصحي والفكري، لكن اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له، جعل ما في حكم المسلمات يحتاج إلى التأصيل، مشددا على أن مشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدال أو التشكيك.ونوه وزير الأوقاف بأن المواطنة تعني الحفاظ على الدولة الوطنية وأمنها واستقرارها، والالتزام بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن الواحد دون تفرقة على أساس اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة.وأكد أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مصالح الأديان، والعمل على تقوية شوكتها واجب شرعي، وكل من يعمل على تقويض بناء الدولة وتعطيل مسيرتها أو ترويع الآمنين هو مجرم في حق دينه ووطنه.وأوضح أن مصلحة المواطنة أعم وأشمل من مصطلح الأقلية، وأن العلاقة بين الدين والدولة ليست عداء ولن تكون، والتدين الشديد يسهم في بناء دولة عصرية ديمقراطية حديثة.وشدد على ضرورة احترام دستور الدولة وقوانينها وإعلاء دولة القانون، وألا تنشأ في الدول سلطات موازية لسلطلة الدولة، أيا كان مصدر هذه السلطات، لأنه لواء تنضوي تحته وفي ظله كل الألوية الأخرى، أما أن تحمل كل مؤسسة أو جماعة أو جهة لواء موازيا للدولة، فهو خطر داهم لا يستقيم معه أمر الدين أو الدولة. كما شدد على أن الوطنية الحقيقية ليست مجرد شعارات ترفع أو عبارات تردد، وإنما هي إيمان وسلوك وعطاء، والوطني الحق لا يكذب ولا يخون أو يتآمر ولا يخدع أهله ولا يبيع قضاياهم بأي ثمن، مشيرًا إلى أن الوطني الحق كالمثقف الحق لا يباع ولا يشترى بالدنيا وما فيها.
مشاركة :