صدرت رواية صيف مع العدو عام 2018 عن منشورات الجمل، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019، تحكي عن العالم والتاريخ والثقافة والمعرفة من منظار النساء. تروي الكاتبة شهلا العجيلي في هذه الرواية حكاية لميس، التي تصل إلى مدينة كولونيا الألمانية للقاء نيكولاس أستاذ في جامعة ميونيخ، الذي سيستقبلها ويؤمن لها دراستها في ألمانيا، بعد هروبها من الحرب الأهلية السورية، ومن الرقة المدينة السورية، وعبر لميس ووالدتها نجوى والجدة كرمة، نقرأ حكاية أجيال ثلاثة من النساء، يُروى من خلالها تاريخ المنطقة العربية وما حولها في مئة عام، فالجدة التي كانت راقصة في صباها مع فرقة استعراضية ما بين القرم وبيت لحم ومصر وبيروت، تتعرف على الأغا إبراهيم، وتنتقل معه للعيش في الرقة السورية، وهناك تنجب ابنها نجيب على اسم نجيب الريحاني، ونجوى، نجيب يعتقل بذريعة انتمائه إلى الحزب الشيوعي، ليعود بعدها إلى أهله جثة هامدة، أما نجوى أم لميس فقد أحبت شقيق زوجها، لكنه هجرها، فقررت الزواج من شقيقه الذي هو والد لميس. في بداية الرواية، تروي لنا لميس عن طفولتها وحكايتها مع صديقها عبود، وهجران والدها لوالدتها، الذي مات فيما بعد في اليونان، وظهور الألماني نيكولاس الباحث المهتم بعلم الفلك في الرقة لتتبع آثار العالم الفلكي المسلم محمد البتاني، لتتفرغ والدة لميس لمساعدته، ما يولد تقارباً كبيراً بينهما، الأمر الذي يثير غضب الطفلة لميس، لتبتعد عنهما شاغلة نفسها في التقرب من الخيل والتدرب على ركوبها، وبعد سيطرة "داعش" على الرقة، والحروب الدامية بين مقاتلي "داعش" و"قسد"، ووفاة أمها نجوى، تحصل لميس على دعوة من نيكولاس للهجرة إلى ألمانيا والإقامة مع شقيقته كارمن، التي تروي حكاية أسرتها من خلال العودة إلى الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى عثورها هناك على صديق طفولتها عبود، التي قالت عنه لميس: "كلما سافر يأتي لي بالسردين المخلّل، فتلف السمكة الصغيرة بخبزة، ونضع معها كبيس الفلفل، ونجلس على رصيف من الأرصفة لنستمتع بمذاقها الحارق الذي يخرج من الأنف) لتضحك كارمن وتقول: قد تنسى المرأة رجلاً أطعمها العسل، لكنها ستتذكر دائماً ذلك الذي علمها أكل السردين المخلّل.
مشاركة :