واشنطن - دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره البريطاني جيريمي هانت، "الليبيين لوقف القتال والعودة إلى العملية السياسية". وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نشرته السبت أن "الجانبان ناقشا الجمعة في اتصال هاتفي الأولويات العالمية الرئيسية، بما في ذلك حل النزاعين في ليبيا واليمن وضمان أمن البنية التحتية الحيوية". وأوضح البيان، "فيما يتعلق بليبيا، أكد وزير الخارجية الأميركي ووزير الخارجية البريطاني التزامهما بمواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق تجميد الوضع الحالي على الأرض والعودة إلى العملية السياسية". ويكشف الإعلان المتأخر للبيت الأبيض الجمعة عن اتصال الرئيس دونالد ترامب شخصيا مع المشير خليفة حفتر الذي تشن قواته هجوما للسيطرة على طرابلس، الخطوط العريضة للعبة الدولية التي تبدو فيها واشنطن وموسكو في صف واحد. وبينما كانت بريطانيا تقدم مشروع قرار لوقف لإطلاق النار ينتقد الهجوم على العاصمة، تحدث الرئيس ترامب في اليوم نفسه إلى المشير حفتر عن "رؤية مشتركة" لمستقبل ديموقراطي لليبيا، كما قال البيت الأبيض. وهذا الدعم الواضح لقائد الجيش الليبي على حساب رئيس الحكومة المعترف بها دوليا فايز السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا، أرفق بإشادة "بالدور المهم للمشير حفتر في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا" حسب بيان الرئاسة الأميركية. ويرى خبراء أن إشادة ترامب بالمشير حفتر دليل على دعم أميركي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على طرابلس. وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته إن الدعم الأميركي يسمح بفهم سبب اندفاع "حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية" بشكل أفضل. وأشار دبلوماسيون آخرون إلى أنه رغم الصعوبات العسكرية وانزلاق الجبهة يواصل حفتر التأكيد أن "بإمكانه الانتصار" بعد مرور 15 يوما على بدء حملته. وقال دبلوماسي آخر إن الدعم الذي عبرت عنه واشنطن الجمعة "يوضح الأمور" في الأمم المتحدة أيضا حيث حاولت بريطانيا لخمسة أيام من دون جدوى التوصل إلى قرار يدعو لوقف لإطلاق النار ودخول غير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال. ووقفت روسيا والولايات المتحدة في صف واحد للمطالبة "ببعض الوقت" أو التأكيد أنهما "ليستا مستعدين لقرار بدون توضيح سبب ذلك لشركائهما". وفي الوقت نفسه على الأرض، كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة يطلق تحذيرات من اتساع رقعة النزاع ويطالب برد عاجل. انتكاسة لجهود الأمم المتحدة وأضافت الدول الإفريقية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (جنوب إفريقيا وساحل العاج وغينيا الاستوائية) الأربعاء أصواتها إلى التحفظات الأميركية والروسية عبر عرقلة عملية التفاوض. وتتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي حاليا الذي يفرض وجهات نظره على الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن في معظم الأحيان. وفي توازن القوى بين حفتر والسراج يتمتع المشير بدعم مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا والولايات المتحدة علنا منذ الجمعة. أما رئيس حكومة الوفاق الذي لا يتمتع بهامش حركة كبير حيال المسلحين الذين يسيطرون على طرابلس كما يرى الغربيون الذين لا تثير قدراته القيادية إعجابهم، فمدعوم من قطر وتركيا. وفي الأمم المتحدة وضعت بريطانيا مشروع قرارها جانبا وإن كانت دول مثل ألمانيا التي عبرت عن "خيبة أملها" تأمل في أن يتم تبنيه الأسبوع المقبل. وأيا كان مستقبل هذا النص تبدو كفة المناورات الدبلوماسية حول ليبيا لن ترجح لمصلحة الأمم المتحدة. وكان هجوم حفتر تزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا للدفع نحو مؤتمر للمصالحة الوطنية، وشكل "انتكاسة" حقيقية له. واضطر سلامة لإلغاء هذا المؤتمر. و كشفت وزارة الخارجية التونسية الجمعة عن أن العمل جارٍ لعقد اجتماع لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، في تونس العاصمة، لتنسيق جهود الدول الثلاث بهدف إنهاء حالة التوتر في ليبيا واستئناف المباحثات السياسية.
مشاركة :