الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا: يقوم حضرة صاحب السّموّ الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدّى، اليوم الأحد بزيارة دولة إلى كل من جمهورية رواندا، وجمهورية نيجيريا الاتحاديّة. وسيجري سموّ أمير البلاد المُفدّى، مع قادة البلدَين، وكبار المسؤولين فيهما، مُباحثات حول العلاقات الثنائيّة وسُبل تطويرها وتعزيزها في شتّى المجالات، إضافة إلى بحث عددٍ من القضايا ذات الاهتمام المُشترك. كما ستشهد الزيارتان التوقيعَ على عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم في عددٍ من مجالات التعاون. يرافق سموّ الأمير وفد رسميّ. وتفتح زيارة حضرة صاحب السمو آفاقًا واعدة لتعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية الصديقة واستثمار الطاقات والإمكانيات الكامنة لكافة الأطراف بما يصب في صالح تقدم ورفاه شعوبها، حيث تجسد زيارة البلدين الأهمية البالغة التي توليها قطر لعلاقاتها مع مختلف دول القارة الأفريقية والحرص على دعمها وتطويرها في كافة القطاعات، خدمة للقضايا والمصالح والطموحات المشتركة. وتكتسب زيارة صاحب السمو إلى روندا أهمية استثنائية في ظل حرص قيادتي البلدين على اللقاء والتشاور الدائم حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، إذ يتجسد اهتمام قيادتي البلدين بالتشاور الدائم في عدد من اللقاءات التي جمعت صاحب السمو وفخامة الرئيس بول كاغامي في الآونة الأخيرة .. ففي نوفمبر ٢٠١٨ استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى فخامة الرئيس الرواندي في زيارة رسمية للبلاد. كما استقبله سموه في نيويورك في سبتمبر من نفس العام بمقر إقامة سموه على هامش انعقاد الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث جرى استعراض سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الاقتصاد والاستثمار والسياحة. كما استعرض الزعيمان أبرز القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى جهود دولة قطر في دعم الأمن والاستقرار في دول الاتحاد الإفريقي، فضلاً عن تطوير علاقات الصداقة والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية والثقافية. استثمارات قطرية واعدة في القارة الإفريقية تمهد زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى طريقا واعدًا لتنويع مصادر الدخل وفتح آفاق جديدة أمام الاستثمارات ورأس المال القطري، لإطلاق مشروعات استثمارية واعدة في مختلف أركان القارة الإفريقية.. ففي فبراير ٢٠١٩ صادق نواب البرلمان الرواندي على اتفاقية الاستثمار الثنائي بين قطر ورواندا، في إطار تسريع اتفاقية التعاون الاقتصادي بين البلدين التي وقعتها قطر العام الماضي مع رواندا. ونجحت رواندا في تشجيع الاستثمارات الخارجية، باتباعها نظام «النافذة الواحدة» الذي يمكِّن المستثمر من إنهاء جميع الإجراءات في مكان واحد وخلال بضع ساعات، وتعد العاصمة كيجالي بؤرة استثمار عالمية، بعد إلغاء التأشيرة لجميع الأجانب، ما جعلها أكثر العواصم الإفريقية استقبالاً للمستثمرين، كما باتت إحدى أفضل المدن في العالم، فهي آمنة ونظيفة وخضراء وجاذبة، وتحتضن كثيرًا من الملتقيات الاقتصادية وقمم الاتحاد الإفريقي وهذا يدل على أنها مدينة متطورة. وفي مايو 2015 وقعت قطر ورواندا خطاب نوايا بشأن التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك على هامش فعاليات ملتقى قطر الدولي لمكافحة المخدرات الذي عقد بالدوحة. وفي مارس 2012 دشنت الخطوط القطرية رحلاتها للعاصمة الرواندية كيغالي، بمعدل رحلة يومياً، في مؤشر على أهمية رواندا على خريطة السفر العالمية، حيث تستقبل رواندا ما يزيد على مليون سائح سنويًا. قطاع الطاقة الفرصة الأكبر للمستثمرين نمو سريع للقطاع الصناعي والخدمي في نيجيريا يوصف الاقتصاد النيجيري بأنه أكبر الاقتصادات في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وأعلاها كثافة سكانية، وظل الاقتصاد النيجيري ينمو بسرعة عالية منذ عام 2010 بفضل التوسع المستمر في القطاع الصناعي والخدمي .. ووفقا لتقارير اقتصادية، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد إلى 6.54 % في الربع الأول من عام 2014، مقارنة بنسبة 6.21% للربع السنوي السابق .. ويتوقع مستقبلاً استمرار نمو الاقتصاد النيجيري بنسب تتراوح من 6 % إلى 7%، وهو ما يجعل منه أحد أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة. وعلى الرغم من أن الزراعة والنفط يعدان من أكبر قطاعات الاقتصاد في نيجيريا، إلا أن النمو كان مدفوعاً بقطاعات الخدمات في الفترة بين 2010-2013، والتي توسعت بنسبة تفوق 7% باستثناء قطاع الخدمات الحكومية. ويوفر قطاع الطاقة الفرصة الأكبر للمستثمرين الدوليين، حيث أطلقت الحكومة برنامجًا طموحًا لخصخصة قطاع الطاقة يهدف إلى استثمار 8 مليارات دولار أمريكي (بشكل منفصل عن الخطة الوطنية الرئيسية المتكاملة للبنية التحتية) لزيادة توليد وتوزيع الكهرباء وكذلك رفع الإنتاج من الغاز. في العام الماضي، حلّت الخطوط الجوية القطرية ضمن قائمة الشركات العشر الأولى الناشطة في سوق السفر النيجيري من خلال نقل أكثر من 170 ألف مسافر من نيجيريا عبر أسطولها .. ويعتبر سوق النقل الجوي في نيجيريا من بين أكبر أسواق السفر في القارة الإفريقية جنوب الصحراء. الاقتصاد الرواندي أحد أسرع اقتصادات أفريقيا نمواً يعد الاقتصاد الرواندي واحدًا من أسرع الاقتصادات نموًا في جميع أنحاء أفريقيا، وتشمل القطاعات الرئيسية لتعزيز النشاط الاقتصادي، المنسوجات والملابس وصناعة الجلود والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وصناعة الأخشاب والمعادن والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتيسير التجارة والاستثمار. وحقق الاقتصاد الرواندي طفرة هائلة وصفت بـ «المعجزة» حيث حقق خلال الفترة بين عامي 2000 و2015، نموًا في ناتجه المحلي بمعدل 9% سنويًا، فيما تراجع معدل الفقر من 60% إلى 39%، ونسبة الأمية من 50% إلى 25%، وارتفع متوسط حياة الفرد من 48 عامًا إلى 64 عامًا. وبحسب تقرير حديث لمنظمة دول تجمُّع السوق الإفريقية المشتركة (الكوميسا)، فإن رواندا واحدة من الدول الإفريقية الرائدة في مجال النمو الاقتصادي، وقد شهدت التطور الاقتصادي الأكبر على مستوى العالم منذ 2005، كما ارتفعت قيمة الناتج الإجمالي المحلي للبلاد إلى نحو 8.48 مليار دولار أمريكي في 2016، صعودًا من 2.58 مليار عام 2005، و1.74 مليار عام 2000، و1.29 مليار دولار فقط في سنة 1995 لتحتل المركز التاسع بقائمة أكثر الدول استقطابًا للمستثمرين في القارة الإفريقية. تعاون اقتصادي وتجاري واستثماري وأمني بين البلدين تعزيز فرص التقارب بين الشعبين القطري والنيجيري ترسخ زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى نيجيريا العلاقات القوية القائمة بين البلدين الصديقين، كما تعزز من فرص التقارب على المستويين الرسمي والشعبي بين البلدين، في ظل تبادل الزيارات على مستوى القادة وما تشهده من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز التعاون في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في قطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمجالات الأمنية وغيرها من مجالات التعاون الحيوية. على المستوى الاقتصادي، تمثل زيارة صاحب السمو جسرًا مهمًا للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة في نيجيريا، وإعطائها مزيدًا من الزخم والفاعلية، خاصة في قطاعات التعدين والزراعة والطاقة والبنى التحتية والنقل والاتصالات. كما تشكل دفعة قوية لمجتمع الأعمال القطري على استكشاف فرص الاستثمار في أفريقيا عامة، وفي نيجيريا لما تتمتع به من ثروات طبيعية ومناخ استثماري مشجع. وتصب الزيارة السامية في صالح تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة أن هناك العديد من المؤسسات والشركات القطرية التي تعمل الآن في السوق النيجيرية، كما تزيد من فرص زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
مشاركة :