أصدر الدكتور هشام الليثى، رئيس الإدارة المركزية لتسجيل الآثار المصرية بوزارة الآثار، كتابًا جديدا بعنوان "خطابات إلى الموتى فى مصر القديمة- دراسة بين الماضي والحاضر"، وذلك من خلال مركز دراسات الخطوط التابع لمكتبة الإسكندرية.وأوضح الدكتور الليثي، أن فكرة الكتاب هي دراسة تقدم بها لنيل درجة الماجستير في الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة قسم الآثار المصرية القديمة، تحت إشراف الدكتورة فايزة هيكل أستاذ اللغة بالجامعة الأمريكية والدكتورة علا العجيزي أستاذ اللغة بكلية الآثار جامعة القاهرة، مشيرا إلى أن الكتاب يتتبع ظاهرة إرسال الخطابات إلى الموتى، والتي نشأت منذ عهد الدولة القديمة، مرورًا بالعصور المتأخرة بعد ظهور الديانات السماوية وحتى عصرنا الحالى، حيث يُظهر مدى التشابه بين الفكر المصرى قديمًا وحديثًا.وأوضح أن الكتاب يتطرق إلى تتبع الظاهرة قديمًا وحتى النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد؛ حيث قام الأحياء بإرسال خطابات الى أقاربهم الأموات مثل 15 خطابًا مكتوبًا بالخط الهيراطيقي، وأرسلت الخطابات لبعض الشخصيات المصرية الشهيرة مثل "حقا إيب" – المنتمي لعهد الدولة القديمة. هذا بالإضافة إلى العديد من الخطابات التى تم إرسالها إلى الآلهة والتى كُتبت بالخط الديموطيقى.واستمرت هذه الظاهرة حتى بعد ظهور المسيحية، فقام الأحياء بإرسال خطابات الى القديسين لفترة من الزمن، وإلى الموتى والآلهة فيما بعد.أما فى العصر الحديث وحتى بعد انتشار الإسلام، لم يكن من الطبيعى بصفة عامة أن يقوم الأحياء بالاتصال بأقاربهم من الموتى. ولكن بسبب وجود رواسب لتلك الظاهرة فى الموروث الشعبى للمجتمع المصرى، فقد أدى ذلك إلى استمرارها وطلب المساعدة والعون، ولكنها كانت هذه المرة موجهة لأولياء الله الصالحين من خلال أضرحتهم، مثل الإمام الشافعى.
مشاركة :