حصل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض على جائزة التميُّز الذهبية في برنامج مضخة القلب والرئة الاصطناعية عبر نظام وتقنية الأوكسجين الغشائي خارج الجسم (إيكموECMO ) من منظمة دعم الحياة بتقنيات خارج الجسم المعروفة اختصارًا (ELSO). جاء ذلك في مؤتمر عُقد مؤخرًا في مدينة برشلونة الإسبانية، وذلك إثر النتائج المتميزة التي حققها المستشفى في إنقاذ حالات مرضية، كانت على مشارف الوفاة، وذلك عبر تطبيق هذه التقنيات بجودة وكفاءة للفئات العمرية كافة من الأطفال الرضع حتى كبار السن. وعبَّر المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور ماجد الفياض، عن اعتزازه بحصول المستشفى على هذه الجائزة من منظمة مرجعية عالمية متخصصة؛ الأمر الذي يعكس المستوى المتميز لبرنامج مضخة القلب والرئة الاصطناعية، وما يمتلكه المستشفى من بنية تحتية متطورة، تدعم نجاح وفاعلية البرنامج. وأضاف الدكتور الفياض بأن البرنامج ذو أهمية بالغة في الرعاية الطبية التخصصية؛ كونه يمكِّن الفرق الطبية من إنقاذ حالات مرضية دقيقة، والمباشرة في الخيارات العلاجية المختلفة، سواء تلك الحالات التي تحتاج إلى زراعة الأعضاء، أو الحالات التي تتطلب تدخلات جراحية مختلفة. مؤكدًا أنه تم إنقاذ حالات مرضية حتى استقر وضعها الصحي دون مزيد من أي تدخُّل طبي. مرجعًا ذلك لكفاءة الفرق الطبية، وتدخُّلها في الوقت المناسب. من جهتها، أوضحت الرئيس المشارك لبرنامج مضخة القلب والرئة الاصطناعية واستشارية العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتورة علياء محسن الحازمي، أن البرنامج تأسس في العام 2014م إثر الانضمام للمنظمة العالمية لدعم الحياة بتقنيات خارج الجسم (ELSO) ، وأصبح المستشفى يزودها سنويًّا بالنتائج الطبية للحالات المرضية التي يتم تركيب المضخات لها وفقًا لمعايير ومتطلبات دقيقة. لافتة إلى أن المنظمة تراجع وثائق ومستندات عديدة، تتضمن تفاصيل الحالات كافة، وطريقة معالجتها، واللوائح والإجراءات المطبَّقة، ومن أهمها الجودة وسلامة المرضى. وبيَّنت الدكتورة الحازمي أن نظام الأوكسجين الغشائي خارج الجسم (إيكمو) هو العلاج الذي يستخدم مضخة خارج جسم الإنسان، تُعرف مجازًا بالرئة الاصطناعية لتدوير الدم مرة أخرى إلى مجرى الدم لشخص مريض جدًّا بسبب نقص معدل الأوكسجين المزود للأعضاء الحيوية، وذلك عبر قدرتها على توفير الدعم اللازم من خارج الجسم للقلب والرئة. وأضافت بأن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض طبَّق هذه التقنية على حالات مرضية متعددة خطيرة، وبمختلف الأعمار. مشيرة إلى أن أعداد الحالات التي تم تركيب هذه التقنيات لها خلال الأعوام الثلاثة الأخير من 2016م حتى نهاية 2018م كانت 157 حالة، من بينها 94 حالة للكبار، و52 للأطفال، و11 للرضَّع، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم الأيام. فيما كان نصيب 2018م من بين مجمل تلك الحالات 59 حالة، منها 41 للكبار، و 16 للأطفال، وحالتان لرضيعَيْن. إلى ذلك، أوضح رئيس برنامج مضخة القلب والرئة الاصطناعية نائب مدير مركز القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، الدكتور ممدوح الأحمدي، أن تطبيق التقنية بكفاءة وفاعلية يتطلب توافر بنية تحتية متطورة، سواء على مستوى البرنامج، أو المؤسسة الطبية. وهي تقوم بوظائف القلب والرئتين في حال حدوث قصور شديد لأحدهما أو كليهما؛ وهو ما يمنح الفريق الطبي المعالِج فرصة لمحاولة إعادة الأعضاء المتضررة، وتحسين وظائفها، وإنقاذ الحالات المرضية من وفاة محققة. مشيرًا إلى أنها تستخدم للعديد من الحالات المرضية المتدهورة صحيًّا، ومن بينها حالات الفشل الرئوي والقلبي، وكذلك حالات الفشل القلبي دون الرئوي، أو حالات الفشل الرئوي دون القلبي، وما يصاحب تلك الحالات المرضية من الصدمة القلبية، والاحتشاء الحاد لعضلة القلب، وحالات توقف القلب، وحالات متلازمة الفشل التنفسي الحاد. وأكد الدكتور الأحمدي أن نتائج المستشفى مشجعة جدًّا، وتتجاوز متوسط نتائج إحصاءات المنظمة الدولية التي ترصدها بناء على المستشفيات المنضوية تحت عضويتها. مبينًا أن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد تركيب المضخات لمرضى القلب من فئة حديثي الولادة في المستشفى تبلغ 71 %، فيما تبلغ معدلات المنظمة الدولية 46 %، ووصلت معدلات البقاء على قيد الحياة بالنسبة لمرضى الرئة (فئة الكبار) في المستشفى 93 %، فيما وصلت نسبة معدلات المنظمة الدولية 56 %.
مشاركة :