محمود الجاف في الحَويجة الواقعَة في مُحافظة كركوك . ارتُكبت بتاريخ 23 أبريل 2013 الجَريمة التي كشفَت عن الوجه الحَقيقي للديمقراطية . المأساة التي أسفَرت عَن قتل أكثر من 54 شخصاً وإصابة العشرات بجُروح إثر اقتحام ساحة اعتصام المُتظاهرين المَدنيين السِلميين . حيث عَلَت الأصوات في الكثير من المُحافظات العراقية نتيجة لسياسات الحكومة وظُلمها . أُطلقَ على بعضهُم النار وهُم مُكبلين وقُتل آخرين طعنا بسكاكين القُوة المُهاجمة وتَبين مُشاركة عناصر غير عراقية في الهُجوم . بعد أن فُرض عليهم الحصار ثلاثة ايام ومُنع دخول وَخُروج الأشخاص والماء والغذاء لإرهاقهم تمهيداً لتصفيتهم . وإليهم أقول : كيف أنسى عُيونكُم المُكتظة بالحُزن وابتسامتكُم التي اختفَت خلف تَجاعيد الأيام . في حياة أصبحت لا تُطاق ودُنيا صارت سجنًا لأنفاسكُم وساعات لا تكفي إلا مَزيدًا من الحُزن والألم . فحين خوى نجم الخَير وكسَدت سوق البِر وبارت بضائِعُ أهله وصارت البطولة عارًا على أصحابها والفضل نقصًا والجاه الذي هو زكاة الشَرف يُباع بيعَ الأخلاق . آضت المُروءات وجهل قدر المَعروف وماتَت الخَواطر وسقطَت همَم النفوس لمن قام لله مَقامه وصبر على الجهاد صبره ونوى فيه بنية أن يُلبسه الله لباس الضمير . قولوا للدموع أفيضي وأبدليها ياعيون بالدماء فكيف ننسى تلك الوجوه التي تفيض بالبراءة والنقاء رغم كُل ما فيها من أوجاع . بدمائكُم رسمتُم لوحة على تُرابها ليذكروكُم ... وستحمل الطيور رصاصهُم الذي اغتال براءتكُم فاحتضنوا عروقكُم وجراحكُم حتى يأذن الله بنصره أو يهلك الرجال دونه . لن أنسى قسمكُم أنكُم لن تَخرجوا منها إلا بالنصر وإنقاذ المُعتقلات أو الشهادة على تلك الأرض التي شعرتُ بطُهرها حين لامستها أقدامي ولكني لم أفهم حينها أنها ستُصبحُ روضة للشهداء ومأوى الرجال وقبورهُم وقبلة البطولة ... وفيتُم وكفيتُم وقد دفعتُم ثمن طُهرها وعفافها .يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ .. صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً ..... وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ ظَمِئَتْ جراحُك للعُلا فسَقَيْتَها ..... نبلاً ومَجْدا بالشَّهادَةِ يُتْرَعُ وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها ... بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُأعلمُ أن كُل شيء مكتوبًا في لوح القدر ولن أهربَ من نَفسي في الظلام . ورغم أنا خسرناكُم لكننا ربحنا أشياء . فهل على الدُنيا أقبحُ من أن تنام وينامون ودماءكُم مازالت تئنُ وجُرحكُم مازال يتوجع . لكُم تحيات أشنونا وبطولات بابل ونصر ذي قار والقادسية وسعد والقعقاع والمُثنى . لكُم تحيات كُل الشُهداء الذين سالت دماءهُم على هذه الأرض حتى جرى فيها رافدًا ثالثًا هو ( نهر الشهداء ) والأيام حُبلى وسيولد مُعتصمٌ جديد والرجال مواقف وأخطأ من ظنكُم أموات . فالمَوت من أجل ما نُؤمنُ به ليس موت بل خلودٌ في المَوت .
مشاركة :