أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، أمس الأحد، أن المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى المدنيين؛ تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين، فيما يستعد قادة الاحتجاجات في السودان لكشف تشكيلة هيئة مدنية. كما تعهد البرهان بتلبية مطالب المحتجين خلال أسبوع. من ناحيتها، عرضت السعودية والإمارات مساعدات مالية بقيمة 3 مليارات دولار للبلد الذي يعاني أزمة نقدية. ويعد السودان واحدًا من أفقر دول العالم ويواجه نقصا حادًا في العملات الأجنبية، ما أسهم في إشعال الاحتجاجات ضد نظام الرئيس عمر البشير في أنحاء البلاد. وفي 11 أبريل تم عزل البشير بعد ثلاثة عقود من الحكم بقبضة حديد، عندما أطاح به الجيش عقب أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة التي بدأت في منتصف ديسمبر. وتولى السلطة بعد ذلك المجلس العسكري لمدة انتقالية من عامين، إلا أنه رغم المحادثات بين المجلس والمحتجين لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بشأن شكل القيادة المدنية التي يطالب بها المحتجون.وقال البرهان: «المجلس ملتزم بنقل السلطة الى الشعب»، موضحًا أيضًا أن وفدًا سيتوجه إلى واشنطن قريبًا لبحث رفع السودان عن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. الى ذلك، أفاد أنه عُثر في منزل الرئيس السابق عمر البشير على مبلغ نقدي بثلاث عملات، تصل قيمته إلى أكثر من 113 مليون دولار. وأكد تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الحملة الاحتجاجية، أنه سيكشف تشكيل هيئة مدنية في وقت لاحق (الأحد)، فيما تجمع الآلاف أمام مقر الجيش في الخرطوم؛ انتظارًا للإعلان المقرر الساعة (17:00 ت غ).وجلس عشرات المتظاهرين يطلقون الصفارات ويلوحون بالأعلام السودانية على جسر في موقع التجمع، ودقوا على أوانٍ معدنية بالحجارة. وقال متظاهر اسمه البراء يوسف: «سنبقى في الموقع حتى تتم تلبية جميع مطالبنا». والسبت أجرى قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري محادثات حول تسليم السلطة واتفقوا على مواصلة المحادثات. وقال صدّيق يوسف القيادي في «تحالف الحرية والتغيير» المنظّم للاحتجاجات «اتفقنا على تواصل اللقاءات للوصول إلى حلّ يجد رضا الطرفين، وذلك حتى يتمّ نقل السلطة وفق ترتيبات سلمية». وأضاف «أوضحنا مطلبنا الرئيس وهو نقل السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية، وهو مطلب الحراك الجماهيري الذي استمر لأربعة أشهر ومطلب الاعتصام القائم الآن أمام القيادة العامة» للقوات المسلحة في الخرطوم.من ناحية أخرى، أعلنت السعودية والإمارات أمس تقديم دعم مالي قيمته 3 مليارات دولار للسودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية. وقال بيان نشرته الوكالة إن البلدين سيقومان بـ«تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان، يصل إجمالي مبالغها إلى 3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار مقدمة من البلدين وديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف». وأضاف البيان «كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق، تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية».
مشاركة :