أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن عبدالفتاح البرهان أمس الأحد، أن المجلس ملتزم بنقل السلطة إلى المدنيين تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين، موضحاً أن الرئيس المعزول عمر البشير تم نقله الى زنزانة في سجن كوبر المركزي وأن حزبه السياسي مستبعد عن ترتيبات الفترة الانتقالية، فيما أعلن تجمع المهنيين تعليق التعاون مع اللجنة السياسية للمجلس بسبب سيطرة أعوان النظام السابق عليها. وأكد البرهان في لقاء مع التلفزيون الرسمي السوداني اعتقال الرئيس المخلوع عمر البشير وإيداعه الحبس، بجانب رموز من حزب المؤتمر الوطني، بينهم نائبه في الحزب احمد هارون والقياديان علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع. كما اكد أن السلطات وجدت في مقر إقامة البشير عند تفتيشه مبلغ سبعة ملايين يورو و (350 ألف دولار) بجانب خمسة مليارات جنيه سوداني وتم تحويلها الى البنك المركزي الأمر الذي قال انه أسهم في هبوط الدولار مقابل الجنيه السوداني خلال الأيام الفائتة، حيث تراجع سعر الدولار من 71 جنيها في السوق الموازية الى 47 جنيها. وجدد البرهان في اللقاء تأكيده على استعداد الجيش تسليم السلطة فورا وعودته الى ثكناته حال اتفاق القوى السياسية على الفترة الانتقالية، كاشفا عن تسلم المجلس ما يزيد على المئة رؤية من قبل الأحزاب السودانية مشيرا إلى انه سيتم الرد عليها بنهاية الأسبوع. وأكد البرهان رغبة المجلس في إدارة الفترة الانتقالية عبر حكومة كفاءات (تكنوقراط) لتهيئة البلاد للتحول الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع، لكنه رجع ولفت الى أن الخطوة متروكة لتوافق القوى السياسية. وأكد البرهان خلو المعتقلات من السياسيين بعد الإفراج عنهم جميعا.وفيما يتصل باعتقال رموز النظام السابق، قال برهان إن المجلس العسكري وزع قائمة بأسماء رموز النظام السابق في المطارات والمعابر البرية والبحرية، وأشار لاعتقال عدد كبير من رموز النظام، وأن المجلس وضع يده على حسابات تلك الرموز الداخلية وما يمتلكونه. وقال رئيس المجلس العسكري ان تشكيل مجلس عسكري مدني، وهو أحد مطالب النشطاء، «مطروح للنقاش». وأكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في اللقاء التلفزيوني، أنه إذا قدمت القوى السياسية مقترحا لتشكيل حكومة انتقالية متفق عليها غدا فسيسلمها المجلس العسكري السلطة.وعلى الجانب الاقتصادي، قال البرهان إن هناك اجراءات لفك الحظر عن القروض والمنح الدولية والاقليمية التي كانت معطلة خلال الفترة السابقة. وشدد على حرص المجلس على الابتعاد عن سياسية المحاور وقال انهم لن يقبلوا الاملاء والشروط وان سياستهم الخارجية ستبنى على مصالح الشعب. وبشأن قضايا السلام اكد البرهان تلقى المجلس اتصالات من حركات مسلحة أبدت رغبتها في إحلال السلام مشيرا إلى وجود اتصالات للوصول الى اتفاق سلام. على صعيد متصل، تفادت قوى الحرية والتغيير السودانية (وهي تحالف يضم تجمع المهنيين السودانيين مع خمس قوى معارضة) الخلافات التي نشبت بداخلها واتفقت على تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) دون أية مشاركة حزبية.وقال قيادي بارز بتحالف الحرية والتغيير انها نجحت في تجاوز الخلافات بشأن بإعلان أسماء المجلس السيادي والحكومة الانتقالية بشكل أحادي، بعيدا عن بقية القوى المكونة للتحالف.وأشار القيادي بتحالف الحرية والتغيير إلى أن الأطراف اتفقت على أن تكون الحكومة الانتقالية من تكنوقراط وطنيين وأصحاب كفاءات، دون أي تمثيل حزبي للحد من أية خلافات. وكانت قيادة التحالف أعلنت تعليق التعاون مع اللجنة السياسية للمجلس العسكري، ووضعت ثلاثة مطالب فورية لاستنئناف التفاوض من جديد هي الاعتراف بقوى الحرية والتغيير كممثل للحراك الثوري، وتسليمها السلطة لتشكيل مجلس رئاسي فوري.وإبعاد ثلاثة من عضوية المجلس العسكري قالت إنهم يتبعون للنظام المخلوع، وهم رئيس اللجنة السياسية في المجلس العسكري عمر زين العابدين ومدير الأمن جلال الدين الشيخ، فضلا عضو المجلس الطيب بابكر. ودعت قوى المعارضة المحتجين للإستمرار في الاعتصام لحين تحقيق كافة المطالب. (وكالات)
مشاركة :