تبريد المناطق.. الخيار الذكي للمدن المستدامة

  • 4/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نسابق الزمن في عالم متغيّر ومتطور يقتضي منا التفكير خارج الصندوق وتبني الأفكار المبتكرة والتكنولوجيا الذكية التي أضحت أحد أهم مقومات مدن المستقبل، تلك المدن ذات المواصفات الذكية في معالمها، المستدامة في مقوماتها وتفاصيل بنيتها التحتية والمعمارية وكافة منشآتها الصناعية والترفيهية وغيرها من المنشآت الاقتصادية التي تصب في خدمة الإنسان وتحسين نوعية الحياة، ونتساءل عن مدى ديمومة هذه المدن من حيث أنظمة تبريد المرافق والمنشآت وعن حجم الطاقة والجهد الكهربائي الذي يستنفد من أجل تحقيق رؤية المدن المستدامة بأسلوب بيئي عصري ومستدام. لطالما بحثت الدول الساعية لتطوير مجتمعاتها عن الحلول التي تضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة. حيث ظهر مفهوم المدن المستدامة فعلياً في ثمانينيات القرن الماضي، وظهرت مؤشرات تشكيل هذا المصطلح في عام 1992 خلال مؤتمر الأرض في ريو، الذي دعا إلى تسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الأبعاد البيئية والاجتماعية على الأنشطة الاقتصادية والحاجة إلى خلق مستقبل أفضل للعالم، ومع ظهور التغيّرات المناخية التي تهدد صحة الأرض، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بحلول عام 2100 من 2 إلى 4 درجات مئوية نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان؛ خاصة وأن 54٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق حضرية. وتشير التوقعات إلى أن هذا التوجه أخذ في الزيادة حتى عام 2050 على أقل تقدير، في المقابل توصلت دراسة أجريت في مدينة فينيكس بولاية أريزونا أن الهواء الساخن الذي تضخه المكيفات في الخارج يؤدي إلى زيادة درجة حرارة المدينة ليلاً درجتين مئويتين، وأن الكهرباء التي تستخدم في تشغيل أجهزة التكييف تأتي عادة من حرق الغاز أو الفحم، وهو ما يؤدي إلى زيادة الغازات الدفيئة في الجو، من هنا بدت الحاجة ملحة إلى استخدام أنظمة تبريد آمنة صديقة للبيئة، تقلل من استهلاك الكهرباء وبالتالي تضمن استدامة المباني والمنشآت ومنها استدامة المدن. لذا عملت الشركات والمؤسسات في دولة الإمارات جاهدةً على استحداث وابتكار مشاريع وبرامج استثنائية بهدف مكافحة ظاهرة التلوث البيئي والتغيّر المناخي، ونشر وتغطية المناطق بأنظمة تبريد متقدمة، بهدف دعم استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة التي أطلقتها إمارة دبي. وتهدف إلى خفض الطلب على الطاقة والمياه في دبي بنسبة 30% بحلول عام 2030، وتركز على مواصفات وأنظمة البناء الأخضر، وإعادة تأهيل المباني القائمة، والتبريد المركزي للمناطق، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي. إن التبريد الذكي للمناطق لا يعتمد فقط على التكنولوجيات المبتكرة الصديقة للبيئة، ولكن يشكل التخطيط العمراني المدروس والتصميم التكاملي، واستخدام التكنولوجيا، دوراً مهماً في تأسيس مفهوم المدن المستدامة أو المدن الصديقة للبيئة أو المدن الذكية، ونفتخر بالبنية التحتية التي تحظى بها دولة الإمارات، وحصولها مؤخراً على المركز الأول عالمياً على صعيد جودة البنية التحتية في مؤشر أجيليتي اللوجيستي للأسواق الناشئة 2018. إن البنية التحتية السليمة التي تتميز بها الدولة وتفردها بشبكتها المتميّزة عالمياً، جعل من طاقة تبريد المناطق الحل المثالي للمشاريع العقارية الجديدة، ومشاريع التطوير العقاري التي تستخدم التقنيات الحديثة، لما تقدمه هذه الخدمة من منافع بيئية واقتصادية كبرى. إن موضوع «الطاقة الفعّالة للمدن الذكية»، الذي كان شعار «المؤتمر الدولي لتبريد المناطق 2018»، الذي انعقدت فعالياته شهر ديسمبر الماضي في دبي، وأسفر عن تتويج هذه المدينة الرائدة في صناعة تبريد المناطق بلقب «المدينة الحاضنة»، يعد حجر الزاوية بالنسبة للمدن الحديثة والذكية، حيث إن حلول الطاقة المبتكرة والصديقة للبيئة، إلى جانب البنية التحتية القوية لتبريد المناطق باتت من بين أهم الأسس التي تقوم عليها هذه المدن. وقد ناقش هذا المؤتمر العالمي بشيء من التفصيل دور تبريد المناطق في الوصول إلى مدن مستدامة، حيث تناول الجوانب التشغيلية القائمة على رفع الكفاءة التشغيلية من خلال إدخال نظام التشغيل الآلي في صناعة تبريد المناطق، بالإضافة إلى توفير مصادر التمويل على المديين القصير والبعيد، إلى جانب دور البنوك في تمويل هذه الصناعة المتنامية. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :