مجزرة إرهابية في سريلانكا تحصد أرواح 207 أبرياء

  • 4/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختار الإرهاب أمس، مناسبة دينية مسيحية مهمة ليُعمل قتلاً في الأبرياء عندما استهدف بسلسلة من ثمانية تفجيرات كنائس وفنادق في العاصمة السيريلانكية كولومبو، فأسقط 207 قتلى وأوقع أكثر من 450 جريحاً إصابة الكثير منهم خطيرة ما يرشح حصيلة القتلى للارتفاع في إي وقت. وكانت الكنائس الثلاث المنكوبة تقيم قداس عيد القيامة عندما ضربها الإرهاب.وقال الناطق باسم الشرطة «لا يمكن أن نؤكد أنها هجمات انتحارية». وأوقف ثمانية أشخاص على صلة بالاعتداءات وفق رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينجي الذي قال عبر التلفزيون «حتى الآن، الأسماء التي لدينا محلية»، لكن المحققين يسعون الى معرفة ما إذا كانت لديهم «علاقات مع الخارج» دون تفاصيل إضافية. كما أقر بوجود «معلومات» سابقة عن هجمات محتملة. وأضاف «يجب أن نحقق كذلك في سبب عدم اتخاذ احتياطات كافية». إلا أنه اكد أن أولوية الحكومة الأولى ستكون «اعتقال الإرهابيين». ودان رئيس الوزراء «الهجمات الجبانة» ودعا البلاد إلى الوحدة. فيما دعا اسقف كولومبو مالكولم رانجيت من جهته، إلى معاقبة المسؤولين عن الهجمات «بلا شفقة». وقال «أريد أن أطلب من الحكومة أن تجري تحقيقا متينا وموضوعيا لتحديد من هو المسؤول عن هذا العمل ومعاقبتهم بلا شفقة لأن الحيوانات فقط يمكن أن تتصرف بهذا الشكل». وكان قائد الشرطة الوطنية بوجوث جاياسوندارا حذر قبل عشرة أيام من أن (حركة إسلامية) تدعى «جماعة التوحيد الوطني» تخطط «لهجمات انتحارية على كنائس مهمة وعلى المفوضية العليا الهندية». وكانت هذه الجماعة عرفت العام الماضي بسبب أعمال تخريب طالت تماثيل بوذية. وكتبت كنيسة سان سيباستيان في نيجومبو على صفحتها على فيسبوك «اعتداء على كنيستنا نرجوكم أن تساعدونا. ندعوكم إلى المجيء لمساعدتنا إذا كان أفراد من عائلتكم هنا». وفي فندق «سينمامون جراند» الفخم فجر انتحاري نفسه بين نزلاء كانوا مصطفين لدخول مطعم في المبنى في عيد الفصح. وقال موظف إن الانتحاري «ذهب إلى أول الصف وفجر نفسه». وأضاف أن «بين الذين قتلوا على الفور مديرا (في الفندق) كان يستقبل الزبائن». ووصف الوضع بأنه «فوضى كاملة»، بينما ذكر مسؤولون آخرون في الفندق أن الانتحاري سيريلانكي استأجر غرفة منذ السبت. وإزاء هول الجريمة، أمرت حكومة سريلانكا بتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي كإجراء مؤقت لمنع انتشار الأخبار الكاذبة المرتبطة بالاعتداءات. كما أعلنت منعا للتجول اعتبارا من الساعة 18,00 (12,30 ت ج) وحتى الساعة السادسة صباحا (00,30 ت ج). وبعد ساعات من الهجمات التي قال مسؤولون إن بعضها نفذه انتحاريون داهمت قوات الأمن منزلا في العاصمة واعتقلت عدة أشخاص في حين سقط ثلاثة من أفرادها قتلى عندما فجر انتحاري نفسه أثناء محاولة اعتقاله. ولم يرد إعلان عن المسؤولية في دولة شهدت حربا استمرت عقودا مع الانفصاليين التاميل حتى عام 2009 كانت تفجيرات القنابل خلالها أمرا شائعا في العاصمة. وتقول جماعات مسيحية إنها تعرضت لترهيب متزايد من بعض الرهبان البوذيين المتطرفين في السنوات الأخيرة. وفي العام الماضي وقعت اشتباكات بين الأغلبية البوذية السنهالية والأقلية المسلمة، واتهمت بعض الجماعات البوذية المسلمين بإرغام الناس على اعتناق الإسلام. وقُتل العشرات في أحد التفجيرات في كنيسة سانت سيباستيان في كاتوابيتيا شمالي كولومبو. وقال جوناسيكيرا إن الشرطة تشتبه في وقوع هجوم انتحاري هناك. وأوضحت صور من الموقع جثثا على الأرض ودماء على المقاعد الخشبية وسقفا مدمرا. وذكرت تقارير إعلامية أن 25 شخصا قُتلوا أيضا في هجوم على كنيسة إنجيلية في باتيكالوا بالإقليم الشرقي. والفنادق التي استهدفت في كولومبو هي شانجراي-لا وكينجسبري وسينامون جراند وتروبيكال إن قرب حديقة الحيوان العامة. ولم يتضح بعد إن كانت الهجمات على الفنادق قد أسقطت قتلى وجرحى لكن شاهدا قال لتلفزيون محلي إنه رأى بعض الأشلاء ومنها رأس مقطوعة على الأرض بجانب فندق تروبيكال إن. وذكرت التقارير أن التفجيرات الستة الأولى وقعت خلال فترة قصيرة في الصباح لدى بدء القداسات في الكنائس. ووقع أحد التفجيرات في كنيسة سانت أنتوني الكاثوليكية في كوتشيكادي بالعاصمة كولومبو وهي مزار سياحي. وقال الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا إنه أمر قوة المهام الخاصة بالشرطة والجيش بالتحقيق لمعرفة المسؤولين عن الهجمات ومخططاتهم. وذكر متحدث عسكري أن الجيش انتشر وأن الإجراءات الأمنية جرى تعزيزها في مطار كولومبو الدولي. وأعلن وزير التعليم أكيلا فيراج كارياواسام أن جميع المدارس ستغلق اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء. ومن إجمالي سكان سريلانكا البالغ عددهم نحو 22 مليونا، 70 بالمئة من البوذيين و12.6 بالمئة من الهندوس و9.7 بالمئة من المسلمين و7.6 بالمئة من المسيحيين وفقا للتعداد السكاني الذي أجري في البلاد عام 2012. وفي تقريرها لعام 2018 بشأن حقوق الإنسان في سريلانكا أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن بعض الجماعات المسيحية والكنائس أبلغت عن تعرضها لضغوط لإنهاء تجمعات للعبادة بعد أن صنفتها السلطات بأنها «تجمعات غير مرخص لها». وقال التقرير أيضا إن الرهبان البوذيين حاولوا مرارا إغلاق أماكن العبادة للمسيحيين والمسلمين استنادا إلى ما ذكرته مصادر لم يتم الكشف عنها. 32 أجنبياً بين الضحايا أعلن مسؤول بهيئة السياحة في سريلانكا أمس أن هناك 32 أجنبياً بين الـ207 قتلى في سلسلة التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق في البلاد في عيد الفصح أمس. ومع أنه لم يعط قائمة بجنسيات الضحايا إلا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال في وقت لاحق إن «عدة مواطنين أميركيين كانوا من بين القتلى. وأدان البيت الأبيض الهجمات في بيان قائلا إن الولايات المتحدة «تقف مع حكومة وشعب سريلانكا لإحالة مرتكبي هذه الأفعال الخسيسة والحمقاء للعدالة». وفي كوبنهاجن قالت وزارة الخارجية الدنمركية إن ثلاثة مواطنين دنماركيين بين القتلى. فيما ذكرت وكالة برس أسوسييشن للأنباء نقلا عن وزارة الخارجية السريلانكية أن ثلاثة بريطانيين وشخصين يحملان الجنسيتين الأميركية والبريطانية ضمن الضحايا.

مشاركة :