أدباء خليجيون: الاغتراب أبرز ظاهرة في الأدب العربي

  • 4/22/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدباء خليجيون: الاغتراب أبرز ظاهرة في الأدب العربيالفجيرة- قالت سلمى الحفيتي، مديرة مقهى الفجيرة الثقافي، التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، إن الروائي ناصر الظفيري، الذي هاجر إلى كندا للحصول على جنسيتها، كرّس قضية “البدون” التي يحملها على عاتقه في العديد من أعماله، أبرزها “ثلاثية الجهراء”، وساهمت تجربته الذاتية في تعميق مفهوم الاغتراب، الذي يعدّ من أبرز الظواهر حضورا في الأدب العربي.وأوضحت الحفيتي، خلال إدارتها أمسية ثقافية بعنوان “الاغتراب في النص الروائي”، نظمها مقهى الفجيرة الثقافي، أن الاغتراب تجربة نفسية شعورية يعيشها الفرد وتتسم بالتمرّد على الأوضاع السائدة، واتجاهاتها وقيمها وأسسها، ويولِّد نتائج سلوكية فعلية مثل الانسحاب من المجتمع، أو الرضوخ له ظاهريا والنفور منه ضمنيا، أو التمرّد والثورة عليه.ومن جانبه أوضح الكاتب السعودي عبدالله زايد أن الغربة مفردة معقدة تحمل تفرعات كبيرة، وأنها فعل بشريّ توجه له الإنسان منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر، وليست حكرا أو حصراً بمجتمع دون سواه.الروائي الكويتي الكندي ناصر الظفيري، لم يجد في غربته ملاذا لأحزانه وأضاف “عالمنا العربي يتميز بأنه واحد من أهمّ المجتمعات البشرية التي هاجر أبناؤها، إذ تقدر بعض الإحصائيات بأن العقول العربية المهاجرة وصلت لنسبة 12 بالمئة، أي ما يقدر بنحو 35 مليون إنسان، وهذه الموجة البشرية من المهاجرين والمغتربين دون أدنى شك لها أسبابها التي يطول شرحها، وكان من بينهم الشعراء والروائيون والقصاصون والفنانون وغيرهم كثير، وهؤلاء أبدعوا وقدّموا منجزات أدبية فيها نفحات ولفحات من هذا المهجر وألم الغربة القاسي”.عن مفهوم مفردة “النص”، قال زايد “هو هاجس كل مؤلف وكاتب، دونه لا يوجد عمل، لا يوجد منجز، هو روح الأدب وقلبه النابض، وفي النص يحدث التباين والاختلاف، وفيه نجد الإبداع والفكرة والابتكار”.وتابع “لقد كان النص وسيظل المعركة التي يخوضها المؤلف دائماً ولا يملك منه فكاكا، بل الاستسلام ومحاولة تشكيله وكتابته بالشكل الأمثل والأجمل”.أما عن مفردة “الراوية”، فيشير إلى أنها وعاء لكل ما عرفه الإنسان من حكايا وأقاصيص، وأنها جسد تطور، حتى وصلت لما هي عليه اليوم، وشهدت كل هذاالحضور العالمي في عالمنا العربي والخليجي تحديداً.وأشار زايد إلى أن الغربة تمثّلت لدى ناصر الظفيري بمختلف جوانبها، سواء الغربة داخل الوطن، أو الغربة خارجه، فهو نموذج مناسب لمن يريد أن يقدّم دراسة أو بحثا معرفيّا علميّا عن الغربة والاغتراب والتصاقها بالجسد الأدبي. بينما أوضحت الروائية الدكتورة وفاء أحمد أن الغربة بالمعنى العام هي البعد عن الوطن، بالتالي يختبئ في ثناياها الحنين والألم وحرقة الاشتياق.وقالت “الروائي الكويتي الكندي ناصر الظفيري، لم يجد في غربته ملاذا لأحزانه وآلامه، وهذا التأثير العميق للاغتراب في نصوصه الروائية ومدى تقمّص الكاتب لشخصيات روايته يخلص نوعا من المفارقة، فالبعض يرى بالاغتراب ثنائية الحزن والوطن التي تستطيع سبر أغوار أي عمل”.وشددت على الحاجة إلى إمكانيات الكاتب وأدواته ومعجمه اللغوي العميق، وخياله اللامتناهي وأسلوبه الفذ في جعل القارئ يستشعر الغربة والحزن العميق بين ثنايا النص الأدبي.

مشاركة :