تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" غدا الثلاثاء، باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف تحت شعار "افتح كتابًا..تفتح أذهانًا".ويهدف الاحتفال هذا العام لدراسة واستعراض الطرق المناسبة لنشر ثقافة الكلمات المطبوعة والسماح للجميع بالوصول إليها، وذلك من خلال برامج محو الأمية وموارد تعليمية مفتوحة ودعم التوظيف فى مجال النشر، وسيتم إعلان مدينة الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 لتكون أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي، بعد كل من بيروت والإسكندرية، والـ19 على مستوى العالم.وقد وقع الاختيار على الشارقة تقديرا لبرنامجها " اقرأ- أنت في الشارقة"، الذي يقترح الوصول إلى السكان المهمشين، ولمقترحاتها الإبداعية وإشراك السكان المهاجرين في الأنشطة لكي يكونوا بمثابة محرك للإدماج الاجتماعي والإبداع والاحترام لدورها البارز في دعم الكتاب، وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، واعترافًا بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة.وتؤكد الإحصائيات الرسمية أن الإمارات تنشر اليوم نحو 500 عنوان جديد في العام مقارنة مع 6 كتب فقط تم إصدارها في العام 1970 وتتجاوز صادراتها من الكتب نحو 40 مليون دولار أمريكي سنويا.وتسعى الشارقة من خلال محاور الاحتفال إلى تعزيز ثقافة القراءة، وغرس قيم الانتماء للمعرفة والكتاب، وجعل المطالعة أسلوب حياة لجميع فئات المجتمع، لاسيما الأطفال والكبار، إضافة إلى دعم النشر والناشرين بحزمة من الخيارات الواعدة، إلى جانب التأكيد على الاهتمام بإحياء التراث، باعتباره خزانة المعرفة، والثروة الحقيقة للشعوب التي من خلالها سيتم نقل الروايات العربية والإماراتية، والتعرف على جمالياتها السردية والمعرفية للأجيال الجديدة، من خلال الفعاليات التي تنظمها على مدار العام. واختيرت مدينة الشارقة من قبل لجنة مؤلفة من ممثلين عن رابطة الناشرين الدوليّة والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات واليونسكو.واليوم العالمى للكتاب هو احتفال يقام في 23 أبريل من كل عام، ويصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء المرموقين في عام 1616، مثل وليم شكسبير وميغيل دي سرفانتس والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا، وخصصت اليونسكو يوم 23 أبريل لإبراز مكانة المؤلفين وأهمية الكتب على الصعيد العالمي، ولتشجيع الناس عمومًا، والشباب على وجه الخصوص، على اكتشاف متعة القراءة واحترام الإسهامات الفريدة التي قدمها أدباء دفعوا بالتقدم الاجتماعي والثقافي للبشرية إلى الأمام.وقالت أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، في رسالتها بهذه المناسبة، إن الكتاب سبيل للوقوف على مكنونات النفس البشرية، وسبيل للاحترام المتبادل والتفاهم بين الشعوب..ففي هذه الأوقات العصيبة، تجسد الكتب بمختلف أشكالها، تنوع صور الإبداع البشري وثراء التجارب الإنسانية.وأضافت أزولاي إن الكتب تساعد على إقامة لحمة تربط بين بني البشر وكأنهم أفراد أسرة واحدة يتيح لها ماضيها المشترك، وكذلك تاريخها وتراثها، صنع مصير مشترك يتاح فيه لكل الأصوات أن تسمع في جوقة إنشاد عظيمة تصدح بتطلعات البشر..فالكتب حلفاؤنا في نشر التربية والعلوم والثقافة والمعلومات في كل أنحاء العالم.وتابعت" في هذا العام نسلط الضوء على هذا البعد المهم إذ يحتفل في العام ٢٠١٩ بالسنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، التي تتولى اليونسكو ريادتها، من أجل تأكيد التزام المجتمع الدولي مجددًا بمساعدة الشعوب الأصلية على صون ثقافاتها ومعارفها وحقوقها".وكشف تقرير نشره موقع (جلوبال إنجليش إديتينغ) (تم من خلاله تجميع معلومات ضخمة حول عادات القراءة في 2018)، ترتيب الدول من حيث مستويات القراءة، حيث أشار إلى أن الهند جاءت في المرتبة الأولى في ساعات القراءة أسبوعيًا بمعدل 10.42، تليها تايلاند بمعدل 9.24، فالصين بمعدل 8.00، ثم الفلبين بمعدل 7.36، ثم مصر بمعدل 7.3، ثم التشيك بمعدل 7.2 فالسويد بمعدل 7.06 وفرنسا بمعدل 6.54، ثم هنغاريا بمعدل 6.48، وكذلك السعودية بمعدل 6.48. والمشجع في التقرير هو تصدر مصر والسعودية، لمرتبتين متقدمتين عالميًا، إذ احتلت مصر المرتبة الخامسة فيما احتلت السعودية المرتبة العاشرة، متقدمتين على عدد من دول غربية صناعية كالولايات المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا وبريطانيا واسبانيا وإيطاليا واليابان، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية حلّت في المرتبة الـ22 بمعدل 5.42 ساعات قراءة في الأسبوع.وركز التقرير على العادات القرائية لعام 2018 على مستوى القارة الإفريقية، حيث قضى مستخدمو الهواتف المحمولة في أفريقيا ما معدله أكثر من 4 ملايين ساعة في قراءة الكتب على هواتفهم المحمولة في عام 2018 بنسبة زيادة مقدارها 32%، مقارنة مع عام 2017. وتعد نيجيريا وجنوب أفريقيا وساحل العاج هي البلدان التي لديها أعلى عدد من القراء على الإنترنت عبر الهواتف المحمولة في عام 2018، وأن 65% من قراء المحمول في القارة الأفريقية هم من الرجال بينما 35% منهم من النساء.
مشاركة :