أعلن تحالف قوى «14 آذار» اللبناني أمس إنشاء «المجلس الوطني» لقواه من الأحزاب والمستقلين، وشكّل هيئة تحضيرية أعطيت لها مهلة شهرين من أجل وضع نظامه الداخلي وانتخاب أعضاء المجلس وأمينه العام بهدف «إطلاق دينامية جديدة تحد من العنف وتمهد لانتفاضة سلام وإعادة الاعتبار للنموذج اللبناني في العيش المشترك»، معتبرة أنه «يكتسب أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون». وأطلق التحالف هذه النقلة الجديدة في حركته السياسية في مؤتمر عقد أمس في الذكرى العاشرة لانطلاقة «انتفاضة الاستقلال» عام 2005، والتي أدت الى انسحاب الجيش السوري من لبنان وقيام المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وحضر المؤتمر زهاء 400 شخصية من الحزبيين والمستقلين وممثلي المجتمع المدني ناقشوا وثيقة سياسية أعدتها الأمانة العامة لـ «14 آذار»، عصر أمس على مدى 3 ساعات. (للمزيد). وإذ تقدم الشخصيات القيادية التي حضرت مؤتمر الأمس رئيس حزب «الكتائب» رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والنواب الأعضاء في الكتل المنضوية في تحالف «14 آذار»، فإن الوثيقة السياسية التي تلاها السنيورة بعد إدخال تعديلات عليها، دعت الى «التواصل مع كل قوى الاعتدال في العالم العربي، في سبيل قيام مَشرق عربي مستنير هو مشرق العيش معاً، وقادر على إعادة التواصل مع تراث النهضة العربية». وأقرت الوثيقة بأن قوى «14 آذار» أنجزت في مجالات «وأخطأنا في غيرها»، لكنها أشارت إلى «أننا صمدنا وحافظنا على تيار عابر للطوائف...». وأكدت الوثيقة «أننا نحن أبناء 14 آذار لا نريد هزيمة أحد ولن نسمح لأحد أن يهزمنا». كما تناولت الإرهاب الذي عانى منه لبنان، معتبرة أنه بات يهدد العالم العربي والعالم بأسره، متهمة النظام السوري بأنه «يقف في أصل هذا الإرهاب». وهاجمت الوثيقة «دور إيران وأذرعها الإقليمية على مساحة العالم العربي، وفي مقدمها «حزب الله»، الذي يفتعل حروباً هنا وهناك ويورّط لبنان واللبنانيين ويعمد الى إطالة أمد الشغور الرئاسي لتحويله ورقة ضغط ومساومة مع ما يستجلبه ذلك من تداعيات خطيرة على انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان». ورأت الوثيقة أن «المشروع الفارسي يسعى الى إدخال المنطقة في حرب موصوفة، وفي الصدام بين السنّة والشيعة، ووضعها على طاولة مفاوضات دولية، كأن الشعوب العربية وقود لمصالحه وأطماعه». كما اعتبرت أن تدخل «حزب الله» وتورطه في سورية «وضعا الجيش اللبناني أمام تحدٍّ قدّم في وجهه شهداء، فوحّد اللبنانيين في تضحياته». وأكدت أن «جرائم» النظام السوري أطلقت موجة واسعة من التوترات الطائفية والمذهبية والعرقية، وفتحت الطريق أمام تطرّف عنفي مقابل...». وشددت الوثيقة على «فرادة التجربة اللبنانية في العالم، وفي العالم الإسلامي خصوصاً، انطلاقاً من الميثاق الوطني واتفاق الطائف والدستور وإعلان بعبدا والتزام القرارات الدولية بالكامل». وأعقب تلاوة الوثيقة مساء، إعلان منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، عن إنشاء «المجلس الوطني»، مؤكداً أن كل مشارك في المؤتمر هو عضو في هيئته العامة حكماً. وتلا أسماء أعضاء الهيئة التحضيرية (عددهم 37)، الذين سيتولون وضع تصور لإطلاق المجلس في مهلة شهرين في مؤتمر جديد، إضافة الى وضع الآليات العملية لذلك. وتتولى الهيئة التحضيرية اقتراح برنامج عمل وصوغ النظام الداخلي للمجلس الوطني. ويتولى المؤتمر اللاحق انتخاب منسق عام وتحديد اللجان ورؤسائها في المجلس.
مشاركة :