في الوقت الذي أظهرت فيه مؤشرات صادرة عن وزارة السياحة التركية تراجع عدد السياح بنسبة 8.12% جاءت تقارير صحفية اليوم، لترصد ما يعانيه المعتقلون في السجون التركية من فقدان بالوزن ونزيف معوي وحالات مرضية أخرى؛ بسبب قلة الطعام المقدم لهم ورداءته، ورغم عدم وجود رابط مباشر بين هروب السياح ومآسي المعتقلين إلا أن الواقعتين شكلتا واقعاً أليماً يشرح بدقة المشهد التركي الحالي، إضافة لانهيار الليرة وغيرها من التحديات التي تواجه حكومة "أردوغان". هروب السياح تفصيلا، قالت صحيفة "زمان" الاثنين: هذا التراجع دلالة على أن قطاع السياحة الذي يوفر أكثر من 32 مليار دولار سنوياً بحسب آخر إحصائية للعام الماضي بات يواجه أزمة كبيرة. وأضافت: هذا ما توقّعه صندوق النقد في بيان سابق له قائلاً: إن المخاوف الأمنية أضرّت بإيرادات تركيا من السياحة، وهي مصدر رئيس للعملة الأجنبية. وكان إيهاب عبدالعال عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة المصرية قد قال: الأوضاع السياسية في تركيا ونجاح "أردوغان" بنسبة قليلة في البلديات، بالإضافة إلى آرائه عن دول منطقة الخليج من أهم عوامل تراجع السياحة هناك. وأضاف: المحظورات والقيود التي وضعتها مجموعة من الدول على مسافريها لتركيا واشترطت استخراج تصاريح أمنية قبل السفر، أثرت أيضاً عليها بالسلب، كما أن عودة السياحة لمصر أثّر في أخذ شريحة من السياح من تركيا. وأظهرت الإحصاءات الرسمية أن عدد السائحين السعوديين بلغ هذا العام 41 ألفاً، ليحلوا في المرتبة الـ11 بعد أن كانوا في المرتبة الرابعة. معتقلون بلا طعام وعلى الجانب الآخر من المشهد يعاني المعتقلون في السجون التركية من فقدان الوزن ونزيف معوي وحالات مرضية أخرى؛ بسبب قلة الطعام المقدم لهم ورداءته، وفق ما صرح عدد منهم أقاربهم. واتضح أن المعتقلين والمحكوم عليهم يتضورون جوعاً بسبب هذا الوضع المستمر منذ شهرين تقريباً، ولم تهتم إدارة السجن بالطلبات التي قدّمها المعتقلون بشأن عدم تلبية احتياجاتهم الغذائية. ووفقاً لصحيفة "زمان" فإن هذا الوضع لم يكن موجوداً من قبل، وبدأت المشاكل الخاصة بالغذاء في آخر شهرين فقط.، ووفقاً للمعلومات التي صرح بها المعتقلون، فقد تم تقليل كمية الطعام المقدمة لهم، بالإضافة إلى تكرار الطعام نفسه ليومين متتاليين. وتم سلب حق المعتقلين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات في اللحظة الأخيرة، واتضح أن إدارة السجن لم تَردّ على الشكاوى التي قدّموها بشأن حرمانهم من حق التصويت. وفي سياق منفصل، أعدّ المحامون من أعضاء لجنة السجون في جمعية حقوق الإنسان فرع شرناق تقريراً بشأن حالة 20 ناشطاً من بينهم 3 سيدات مضربات عن الطعام؛ احتجاجاً على العزلة المفروضة على عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، والانتهاكات التي تعرضوا لها في سجن شرناق. وجاء في التقرير الخاص بسجن شرناق أن المعتقلين الذين أضربوا عن الطعام يعانون من فقدان الوزن، ونزيف معوي، وجروح بالجسم، وضبابية (سواد) العين. الليرة تنهار وبعد الصعوبات التي واجهها البنك المركزي التركي في تفسير خطواته بشأن الاحتياطي من العملة الصعبة، واصلت الليرة ترنحها وتراجعها. ووفقاً لما ذكره تقرير لوكالة "بلومبيرغ"، أثارت عدم قدرة البنك المركزي التركي على تفسير تحركاته بشأن العملة الصعبة، مخاوف بشأن قدرة البلاد المالية، وسط تصاعد حدة التوتر السياسي الذي تشهده تركيا؛ خصوصاً عقب الانتخابات الأخيرة أواخر مارس الماضي. وفقدت الليرة التركية 1% من قيمتها مؤخراً، وهي أعلى خسارة لأي عملة في العالم هذا العام؛ طبقاً لوكالة "بلومبيرغ". وبحسب "سكاي نيوز عربية"، نقلت الوكالة عن صحيفة "فايننشال تايمز" قولها: إن البنك المركزي التركي لجأ إلى تعزيز احتياطياته من العملة الصعبة عبر الاقتراض قصير الأجل من المقرضين المحليين طوال الشهر الماضي. وبلغت احتياطيات النقد الأجنبي حتى الثاني عشر من أبريل الجاري نحو 28.4 مليار دولار. ووفقاً للبيانات التي حصلت عليها "بلومبيرغ"؛ فإن المبلغ المستحق على هذه المعاملات، ابتداءً من نهاية الأسبوع الماضي، بلغ 12.7 مليار دولار.
مشاركة :