كريستيان هيوجل * لم يكن سوق البث التلفزيوني حسب الطلب رائجاً، في أي وقت كما هو الآن، حيث أعلنت شركة ديزني عن منافستها لشركات مثل نتفليكس وأمازون برايم، عبر خدمتها التي سمتها ديزني بلس، وفي مارس الماضي أعلنت شركة أبل عن خدمتها للبث الرقمي «أبل تي في بلس»، ولكن في سوق يزداد ازدحاماً يوماً بعد يوم، هل يمكنهم جميعاً الاستمرار بنجاح؟لا شك في أن ديزني تتمتع بميزة كبيرة، لأن لديها بالفعل خبرة في صناعة الأفلام منذ عقود، إذ يكلف الأمر كثيراً من المال، كي تصنع عروضاً تحظى بشعبية، وديزني خبيرة في تقديم امتيازات الأفلام والتلفزيون الشهيرة. ومن المرجح أن تقوم ديزني ومع انتهاء مدة العقود مع خدمات البث الأخرى، بسحب أفلامها تدريجياً من شركات مثل نتفليكس، وجعلها حصرية على خدمتها ديزني بلس، كما سيكون هناك عروض خاصة بخدمة البث فقط، بما في ذلك فيلم جديد من سلسلة أفلام حرب النجوم «ستار وورز» وغيرها.أما بالنسبة لأبل، فإن ما يحفزها للدخول بقوة في هذا المجال، هو أمر مختلف، إذ يبدو أن تباطؤ مبيعات هاتفها آيفون هو السبب الرئيسي، ولكنها تدرك بالفعل مدى صعوبة هذه المهمة التي لن تكون سهلة أبداً، وستواجه فيها منافسة حامية.ورغم ذلك فإنه أمرٌ ينم عن طموح أبل ورغبتها في تنويع أنشطتها، بحكم أنها شركة تكنولوجيا غير معروفة بتقديم محتوى بنفسها، ولكنني لست متأكداً من أن الأمر سيسير على ما يرام.كانت هناك فترة ذهبية تسيدت فيها نتفلكس هذا المجال في السوق، والتي لاقت رواجاً كبيراً، لكن الآن، ومع وجود الكثير من الخيارات، سينقسم العملاء بين مزودي الخدمة الذين أصبحوا يقدمون عروضاً مغرية للمستهلكين، والآن فإنه يتوجب على نتفلكس، إعادة النظر في رغبتها رفع أسعارها لكي تستطيع المحافظة على حصتها السوقية، خاصة مع انخراط شركات مثل أمازون وديزني وأبل وحتى «بي بي سي» و«آي تي في»، فسيكون هناك الكثير من الخيارات أمام المستهلكين.أبل وديزني اسمان كبيران، وبعض منافسيهما يشعرون بالفعل بالضغط، وأعتقد أن بعض الشركات ستفشل في المنافسة، فنتفلكس تنفق الكثير من المال لإنتاج محتوى رائع، لكن هل ستتمكن من الاستمرار في ذلك؟ الشركات الأخرى لديها أيضاً العديد من الأنشطة الأخرى التي يمكنها الاعتماد عليها، وليس فقط المحتوى، بينما ستكون شركات أخرى مثل نتفلكس تحت ضغط كبير، والآن ما علينا سوى الانتظار للتعرف على مستقبل هذا القطاع. * «بي بي سي