انضمت الإثنين كتائب عسكرية من الزنتان والرجبان إلى المعركة التي يقودها الجيش الوطني الليبي على آخر معاقل الميليشيات في العاصمة طرابلس، وهو ما وسع نطاق الدعم المحلي لهذه المعركة الحاسمة. ونشرت صفحات مؤيدة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر مقاطع فيديو تبين وصول أرتال عسكرية إلى مدينة غريان لمساندة القوات المسلحة. وأكدت تلك الصفحات انضمام كل من اللواء 217 مجحفل والكتيبة 199 إلى معركة تحرير طرابلس من الميليشيات والجماعات الإرهابية. وانقسمت مدينة الزنتان على نفسها منذ دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس في نهاية مارس 2016 حيث تمسك شق بدعم الجيش الليبي ورفض التحالف مع ميليشيات حكومة الوفاق التي قاتلتها في معركة فجر ليبيا وهي نفسها التي اختارت اليوم دعم الجيش، في حين اختار شق آخر بقيادة آمر الغرفة العسكرية الغربية أسامة الجويلي مساندة حكومة الوفاق. ويقود الجويلي اليوم المعارك ضد قوات حفتر وهو ما وضع الشق المؤيد له في حالة تردد إزاء المشاركة في المعركة خشية قتال سكان المدينة الواحدة لبعضهم البعض. وكانت كتائب عسكرية في مدينة بني وليد معقل قبائل ورفلة ذات الثقل الديمغرافي والاجتماعي، أعلنت السبت مساندتها للجيش في حربه على الميليشيات. وأعلنت كتيبة حماية مطار مدينة بني وليد وكتيبة 52 مشاة وقوة الردع بني وليد الانضمام إلى قوات الجيش الليبي. وقالت القوات في مقطع فيديو مصور، إن القوات العسكرية في بني وليد تؤكد “انصياعها لأوامر القيادة العامة وامتثالها لعملية تحرير العاصمة من الميليشيات والدواعش المرتهنين لقطر وتركيا”. وأكدت مصادر في العاصمة طرابلس لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” انضمام القوات العسكرية في بني وليد إلى الجيش الليبي. وأعلن الإثنين منتسبو مديرية أمن بني وليد والبالغ عددهم 700 فرد تبعيتهم لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة (غير معترف بها شرعيا)، مرجعين هذه الخطوة إلى “إيمانهم بواجبهم الوطني واقتناعهم بما تقوم به القوات المسلحة من تضحيات تجاه الوطن والمواطن ضد العصابات الإجرامية والإرهابية الممولة من قبل الدول الراعية للإرهاب”.وأكد منتسبو مديرية بني وليد على انصياعهم التام وجاهزيتهم لتنفيذ تعليمات وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف. وشدد رجال الأمن على أن موقفهم هذا جاء من أجل بسط الأمن في كافة ربوع الوطن من العصابات الإرهابية المؤدلجة. وكان الجيش بدأ المعركة ضد ميليشيات طرابلس انطلاقا من مدينة ترهونة ما جعلها محل تهديد من قبل الإسلاميين وميليشياتهم. لكن تلك التهديدات قوبلت بتجاهل أعيان المدينة حيث أكد رئيس مجلس أعيان وحكماء ترهونة صالح الفاندي في تصريحات صحافية الأحد استمرار دعمهم للقوات المسلحة لإرساء الأمن، مشددا على أن الحرب في طرابلس ليس لها علاقة بالمناطقية ولا الجهوية ولا القبلية لأن الجيش الوطني يتكون من أبناء جميع مدن ليبيا. وقال الفاندي رداً على سؤال بشأن الهجوم الذي تتعرض له المدينة “لأن لنا موقفا ونقف مع الحق يقطعون علينا كل الاحتياجات الأساسية؛ الوقود والسيولة والغاز منذ سنة، فقط لأننا نساند الجيش الوطني”. وأطلق الجيش الليبي مطلع أبريل الجاري معركة توصف بـ“الحاسمة” ضد ميليشيات مرتبطة بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج في طرابلس. ومنذ شن الهجوم، سيطر الجيش الوطني الليبي على منطقة غريان وقصر بني غشير وعدد من البلدات الأصغر. كما سيطر أيضا على مطار العاصمة المدمر القديم. ويجري القتال الآن للسيطرة على عين زارة والعزيزية -وهما بلدتان قرب العاصمة طرابلس- وعلى منطقة أبوسالم التي تبعد نحو 7 كيلومترات عن مركز طرابلس. وقال عبدالهادي الحويج، وزير خارجية الحكومة المتمركزة في شرق ليبيا والموالية للجيش، لـ”أسوشيتد برس” من تونس إن تقدم الجيش الوطني الليبي تباطأ بسبب مخاوف على المدنيين في منطقة طرابلس الكبرى، والذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين مدني. واعتبر الحويج أنه “لو لم يوضع المدنيون في الحسبان، لكانت المعركة قد انتهت خلال أقل من أسبوع”. وفي حين تؤكد حكومة الوفاق دحر الجيش، أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن الجيش سيثبت أن معركة طرابلس بين الليبيين والإرهاب، ولن يسمح بأن تكون ليبيا نقطة إجرامية تهدد السلم الدولي. وأضاف المسماري أن قوات الجيش تتمركز حاليا على تخوم العاصمة طرابلس، ووصلت إلى عدد من الحارات، ولا تفصل إلا 10 كيلومترات عن دخول مركزها، مشيراً إلى أن الجيش الليبي بات يحارب دولا تقف وراء الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، مشددا على حرص الجيش على سلامة المدنيين في ظل استخدام المسلحين المدنيين دروعا. وخرج ليبيون الاثنين، في مظاهرات مؤيدة للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش، لتخليص العاصمة طرابلس من سطوة الميليشيات المسلحة والمجموعات المتطرفة، وتحريرها من الإرهاب. ورفع المتظاهرون في مدينة بنغازي صور المشير خليفة حفتر، ولافتات داعمة لخطط الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب، ومساندة لمساعيه في تحرير كل البلاد من التنظيمات الإرهابية، وشعارات ضدّ رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ومناهضة للمقاتلين المتشدّدين على غرار قائد كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري، والمفتي المعزول الصادق الغرياني المعروف بمساندته ودعمه المطلق للإرهابيين.
مشاركة :