علقت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، على حادثة الاعتداء بالضرب على زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدارأوغلو، أثناء حضوره جنازة عسكرية رسمية في العاصمة أنقرة، أمس الأحد، لجندي قتل في اشتباكات مع الأكراد قرب حدود العراق. وقالت المجلة الشهيرة إن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان يواصل انتهاج أساليب الغوغاء في مواجهة خصومه...، بعدما تعرض أوغلو للضرب باللكمات والدفع ومحاولة الاشتباك بالأيدي معه، من قبل محتجين غاضبين، خلال مشاركته في جنازة جندي تركي. وبادر حراس السياسي التركي البارز بالتدخل قبل أن يفتك به أنصار أردوغان، اعتراضًا على تواجده في الجنازة، قبل أن يتم نقله إلى منزل مجاور لحمايته، فيما أعلن حزبه بعدها أنه بخير وبصحة جيدة، متوعدًا بملاحقة المتسببين في الحادث قضائيًا. وينتقد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أوغلو بزعم ارتباطه بالأحزاب الكردية التي تعتبرها أنقرة محظورة، وتدعو إلى تقسيم الجمهورية التركية وإعلان دولة كردية مستقلة، وهو الارتباط الذي ينفيه زعيم المعارضة الرئيسي في البلاد جملة وتفصيلًا. وتأتي الحادثة بعد أيام من الانتخابات المحلية التركية التي خسر فيها أردوغان وحزبه مدنًا كبرى كأنقرة وإسطنبول وأزمير وأنطاليا لصالح كوادر حزب المعارضة، الشعب الجمهوري. ووفق شبيجل، لم يستوعب أردوغان بعد هزيمة حزبه المريرة في الانتخابات المحلية، بيد أنه لا يزال يكابر ويغالط الجميع رافضًا الاعتراف بتراجع شعبيته بشدة، مستخدمًا في الوقت ذاته المبرر المعلب «المؤامرة الغربية».. وبعد ساعات قليلة، من تصديق لجنة الانتخابات على فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، المعارض أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول، نهاية الأسبوع الماضي، خرج أردوغان لاتهام الغرب ببث دعاية مغرضة ضد بلاده هدفها ضرب الاقتصاد التركي. أردوغان يدرك تمامًا أن السياسي الشاب، صاحب الشعبية الجارفة، والمنتمي أيضًا لحزب كمال كليجدارأوغلو، قد أصبح منافسًا مستقبليًا محتملًا له على زعامة تركيا، وعلى هذا النحو آثر أن يبعد الأنظار عنه باختلاق قضايا أخرى لشغل الرأي العام على طريقة التعرض لـ«مؤامرات وأكاذيب خارجية»، أو ما شابه، فيما لا يزال أنصاره يحاولون التحرش بقادة المعارضة مثلما جرى مع أوغلو مؤخرًا في أنقرة.
مشاركة :