سمير مندي: السيرة الذاتية لم تعد كافية لاستيعاب تحولات أدب الرواية

  • 4/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب والناقد الأدبي، سمير مندي، إن مصطلح "السيرة الذاتية" لم يعد كافيًا لاستيعاب التحولات والتبدلات التي يضطرب بها هذا النوع الأدبي "الرواية" الملتبس، خصوصًا أن هذه التحولات لم تقتصر على الممارسة النظرية والتطبيقية التي تحولت إجراءاتها تحت طائلة التيارات النقدية لما بعد الحداثة، إنما كانت الممارسة الإبداعية تتحول، بالمثل، نحو سبل مختلفة ومتنوعة لتمثيل الذات، سواء ما يتصل منها بالخروج على الإفضاء السير ذاتي الذي يتصل اتصالًا تتعاقب فيه الحوادث وتتواشج منذ البدء حتى الختام، أو الخروج على أعراف النوع بإسقاط الميثاق السير ذاتي أو تخييل الواقع أو حتى تمثيل الذات من خلال وضعية وجودية لا تتضمن بالضرورة حكاية "حياة" بقدر ما تتضمن حكاية "حالة" شخصية أو اجتماعية أو نفسية. وأضاف مندي، خلال مشاركته في فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للرواية العربية المنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة، أن كل هذه التحولات النصية والنظرية كشفت عن الحدود الحقيقية التي ينطوي عليها مصطلح "السيرة الذاتية"، لكن تمثيل الذات على مواقع التواصل الاجتماعي كان نقلة أخرى في اتجاه اختبار هذه الحدود، فمصطلح السيرة الذاتية، كما نعلم، جاء ليشير إلى تجربة شخص واقعي في الكتابة عن حياته الخاصة بأسلوب نثري.بالإضافة إلى المحددات النظرية التي حمَّلها إياه المنظر الفرنسي فليب لوجان الذي جعل من التعاقد شرطًا لازمًا أو ملازمًا لهذه الممارسة، وليس "التمثيل الذاتي" في الفضاء الإلكتروني كذلك. ليس سردًا ذاتيًّا بالمعنى الذي نعرفه، وليس قصة حياة بالمعنى الذي عرفناه نصيًّا أو نظريًّا، بل هو ممارسة لم تعد مقصورة على ذوي الشأن بين ذويهم، أو الذين تقدم بهم العمر فتجمعت لديهم تجربة جديرة بالبوح.

مشاركة :