تبنّى تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرات التي شهدتها سريلانكا في يوم عيد الفصح لدى المسيحيين وأسفرت عن مقتل أكثر من 310 أشخاص، في وقت أظهر تحقيق أولي أن الاعتداءات جاءت كرد انتقامي على مذبحة المسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية. بينما بدأت سريلانكا، أمس، حداداً وطنياً بلزوم ثلاث دقائق صمت على أرواح 310 قتلى بينهم 45 طفلا سقطوا في الاعتداءات الدامية التي وقعت الأحد في عيد الفصح وكانت الأكثر دموية في جنوب آسيا وأدت إلى إعلان حال الطوارئ في هذا البلد، تبنّى تنظيم داعش الارهابي الاعتداءات، في وقت أظهر تحقيق أولي أن الهجمات الدامية، جاءت «كرد انتقامي على هجوم كرايستشيرش» في نيوزيلندا. «داعش» وأفادت وكالة «أعماق»، التابعة لـ «داعش»، في بيان تناقلته حسابات التطبيق على تطبيق «تليغرام»، أن «منفذي الهجوم الذي استهدف رعايا دول التحالف والنصارى في سريلانكا الأحد، من مقاتلي الدولة الإسلامية» من دون أي تفاصيل أخرى. وجاء تبنّي «داعش» بعد وقت قصير من تأكيد مصدر قريب من التحقيق أن شقيقين مسلمين هما نجلا تاجر توابل ثري من كولومبو، نفذا تفجيرين انتحاريين استهدفا فندقي «شانغري لا» و«سينامون غراند»، كان فيهما نزلاء ينتظرون دورهم لتناول الفطور. وكشف المصدر عن «مخطط تم إحباطه لاستهداف فندق رابع في سلسلة التفجيرات» التي استهدفت كنائس وفنادق فخمة. رد انتقامي وفي وقت سابق، قال وزير الدولة لشؤون الدفاع روان ويجيورديني أمام البرلمان، أمس، إن «التحقيقات الأولية كشفت أن ما حدث في سريلانكا الأحد كان ردا انتقاميا على المجزرة التي استهدفت مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية في 15 مارس الماضي»، حيث قُتل 50 مسلماً. وأضاف ويجيورديني أن «التحقيقات أظهرت كذلك أن «جماعتين إسلاميتين محليتين، هما جماعة التوحيد الوطنية وجمعية ملة إبراهيم، مسؤولتان عن التفجيرات»، موضحا أن سريلانكا تتلقى مساعدة دولية لم يحددها في التحقيق بالاعتداءات. زهران هاشم وفي السياق، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن زهران هاشم، المنتمي إلى «جماعة التوحيد»، هو «العقل المدبر» للاعتداءات. وأضافت الصحيفة أن هاشم، خطط للهجوم على المفوضية العليا الهندية في العاصمة كولومبو، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلا أن العملية أُحبطت. وأوضحت أن «جماعة التوحيد، لها تاريخ أسود في جرائم الكراهية والعنصرية»، لافتة إلى أن «عام 2017 شهد محاكمة عدد من قادتها بتهم السخرية من التماثيل البوذية، وإيذاء مشاعر المجتمع البوذي». وكان هاشم، من بين المنتمين للجماعة، الذين نشروا عدة مقاطع فيديو على «يوتيوب»، يحرّضون فيها على التمييز العنصري على أساس ديني. من جانبها، نقلت صحيفة «ميرور» البريطانية عن الخبير الأمني المقيم في سنغافورة، روهان كوناراتنا، إن «جماعة التوحيد تعتبر فرعا محليا من تنظيم داعش»، مضيفة: «من المعروف أن عددا من السريلانكيين المنضمين للجماعة سافروا إلى سورية والعراق من أجل الالتحاق بداعش». إلى ذلك، أكدت مصادر في الشرطة، أمس، أن «شعبة التحقيقات الإرهابية بالشرطة اعتقلت مواطناً سورياً لاستجوابه»، مضيفة أن «السوري تم اعتقاله بعد استجواب المشتبه بهم في التفجيرات من السكان المحليين». إلا أن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي، أكد أن الأشخاص الذين احتجزوا على خلفية تفجيرات الأحد هم مواطنون سريلانكيون فقط. وأفادت الشرطة بأنها أوقفت 40 شخصا مشتبها فيهم، ضمن عمليات التفتيش الواسعة التي تنفّذها قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، بحثا عن المتورطين، في وقت حذّرت المواطنين من «شاحنات مفخّخة». في غضون ذلك، أعلن الرئيس السريلانكي، ماهيندا راجاباكشا، أمس، أن الحكومة تتحمّل كامل المسؤولية عن هجمات «عيد الفصح» لعدم اتخاذها الإجراءات الاحترازية بعد تلقيها معلومات استخباراتية حول هجوم محتمل. ونقل موقع «نيوز فيرست» الإخباري المحلي، عن راجاباكشا، أن «سريلانكا أصبحت هدفاً سهلاً للإرهابيين، لأن الحكومة كانت مشغولة باضطهاد مسؤولي الاستخبارات». واتهم الرئيس، الحكومة بأنها «تحاول غسل يديها من قضية الهجمات من خلال جعل مسؤول ما كبش فداء». خلافات وبعد يوم من التفجيرات الدامية، جرى تسليط الضوء على خلاف بين رئيس سريلانكا ورئيس وزرائها رانيل ويكرمسينغ كان أسفر عن أزمة العام الماضي. وقال وزير، إن رئيس الوزراء منذ خلافه مع الرئيس لم يتم اطلاعه على إفادات المخابرات. ووفقا لوثيقة سرية، وصل تحذير إلى الشرطة هذا الشهر من احتمال شن هجوم على كنائس من جانب جماعة إسلامية محلية مغمورة. 3 دقائق صمت ولزمت الجزيرة البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة 3 دقائق صمت في تمام الساعة السادسة صباحاً بتوقيت الكويت، الساعة التي وقع فيها أول تفجير انتحاري صباح الأحد في كنيسة القديس أنطونيوس في كولومبو. وأعلنت الحكومة يوم حداد وطني ونكست الأعلام وعمدت الإذاعات والمحطات التلفزيونية إلى تكييف برامجها. وفي كنيسة القديس أنطونيوس صلى عشرات الأشخاص بصمت حاملين شموعا وهم بالكاد يحبسون دموعهم، وبعد انقضاء دقائق الصمت الثلاث، أنشد الجميع صلاة رافعين أصواتهم. وعلى مسافة 30 كيلومترا إلى الشمال، في بلدة نيغومبو، أقيمت صلاة تأبين قبل الظهر في كنيسة سانت سيباستيان التي كانت أيضا من الكنائس المستهدفة، وأدخلت نعوش الواحد تلو الآخر ووضعت على طاولات أمام أقرباء الضحايا الذين سيطر عليهم تأثر شديد. وفي جنيف، أعلن الناطق باسم «صندوق الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسيف) كريستوف بوليراك، أمس، سقوط ما لا يقل عن 45 طفلاً بينهم طفل عمره 18 شهراً في الاعتداءات التي أوقعت ما لا يقل عن 320 قتيلاً. FBI وبينما أعلنت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، اعتزامها إرسال فريق خبراء إلى كولومبو بناء على طلب من السلطات السريلانكية لدعم التحقيقات الجارية، تعهّدت واشنطن بالمساعدة في التحقيقات، وأكدت أنها سترسل عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي FBI لمساعدة الشرطة السريلانكية في التحقيق، وفق صحيفة «واشنطن بوست»، في وقت اتصل الرئيس دونالد ترامب برئيس الوزراء السريلانكي أمس الأول، لعرض مساعدة الولايات المتحدة في تقديم الجناة إلى العدالة. قتلى أجانب وذكرت الولايات المتحدة أن 4 من مواطنيها، بينهم طفل، قتلوا في الاعتداءات، في حين قالت هولندا إن 3 من مواطنيها لقوا مصرعهم. كما قُتل 8 بريطانيين و10 هنود ومواطنون من تركيا وأستراليا واليابان والبرتغال، حسب مسؤولين سريلانكيين وحكومات أجنبية. وبينما أعلنت السفارة السعودية في كولومبو «مقتل السعوديين أحمد زين الجعفري وهاني ماجد عثمان في الهجمات»، حذّرت سفارة الصين في سريلانكا، أمس، الرعايا الصينيين من السفر إلى سريلانكا على المدى القريب. تحذيرات هندية آخرها قبل ساعتين! أفادت ثلاثة مصادر مطلعة، بأن مسؤولي المخابرات السريلانكية وصلتهم إخبارية بأن إسلاميين متشددين يوشكون على شن هجوم وذلك قبل ساعات من التفجيرات الانتحارية. وأوضح مصدر حكومي هندي، أن ضباط مخابرات هنوداً اتصلوا بنظرائهم السريلانكيين قبل ساعتين من أول هجوم للتحذير من تهديد محدد لكنائس. وقال أحد المصادر السريلانكية، إن الهنود أرسلوا تحذيراً أيضاً مساء السبت، وإن رسائل مشابهة أُرسلت لضباط مخابرات سريلانكيين في الرابع من أبريل وفي العشرين من الشهر.
مشاركة :