أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجيرات سريلانكا التي استهدفت كنائس وفنادق وأوقعت 321 قتيلاً، واعتبرتها كولومبو "رداً انتقامياً" على مجزرة المسجدَين في نيوزيلندا. تزامن ذلك مع تساؤلات حول تقصير محتمل من السلطات وأجهزة الأمن في البلاد، بعدما تلقيها تحذيرات متكررة من هجمات وشيكة. وبدأت سريلانكا اليوم الثلثاء بدفن الضحايا، في ظلّ يوم حداد وطني وتنكيس الأعلام. كما لزم مواطنوها 3 دقائق صمت، علماً ان الحكومة التي أمرت متاجر بيع الكحول بإغلاق أبوابها، فرضت حال طوارئ ومنحت الشرطة والجيش سلطات خاصة، بينها اعتقال مشبوهين من دون أمر قضائي. في السياق ذاته، ارتفع عدد المعتقلين إلى 40 شخصاً، معظمهم سريلانكيون وبينهم سوري، لاستجوابهم في ملف التفجيرات التي اسفرت عن 321 قتيلاً واكير من 500 جريح. وبين القتلى 38 أجنبياً، فيما أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) مقتل 45 طفلاً، بينهم سريلانكيون وأجانب. وأضاف أن آخرين "أُصيبوا بجروح ويصارعون الموت". وأفادت وكالة "أعماق" للأنباء التابعة لـ "داعش"، بأن "منفذي الهجوم الذي استهدف رعايا دول التحالف والنصارى في سريلانكا، من مقاتلي" التنظيم. ونشرت صورة يظهر فيها 7 أشخاص يرتدون عباءات رمادية موحّدة، يحمل ثلاثة منهم سكاكين ويتوسّطهم شخص يحمل رشاشاً ويكشف وجهه، عكس الآخرين الملثمين. ويقف وراء المجموعة شخص ثامن يظهر رأسه الملثم فقط، وتظهر وراءهم راية التنظيم. وتناقلت حسابات على تطبيق "تلغرام" بياناً أورد فيه "داعش" أسماء لحربية لسبعة من عناصره، من دون أن يُحدّد جنسياتهم، ورد فيه "انطلق الأخوة الانغماسيون أبو عبيدة وأبو المختار وأبو خليل وأبو حمزة وأبو البراء وأبو محمد وأبو عبدالله نحو كنائس وفنادق يتواجد فيها رعايا من التحالف الصليبي"، مضيفاً أن الاعتداءات على الكنائس استهدفت "المحتفلين بعيدهم الكفري"، في إشارة إلى عيد الفصح. ووصف التنظيم الهجمات بأنها "غزوة مباركة"، مشيراً الى أن أحد عناصره فجّر سيارة مفخخة في كنيسة في كولومبو، فيما فجّر اثنان آخران سترتَيهما الناسفتين في كنيستين أخريين. واستهدف 3 آخرون 3 فنادق، حيث "فجّروا عبوات ناسفة ثم ستراتهم الناسفة على الصليبيين". وجاء تبنّي "داعش" الهجمات، بعد تأكيد مصدر قريب من التحقيق أن شقيقين مسلمين، هما نجلا تاجر توابل ثري من كولومبو، فجّرا نفسيهما في فندقَي شانغري-لا وسينامون غراند. الى ذلك، أعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع روان ويجيورديني أن "التحقيقات الأولية كشفت أن ما حدث في سريلانكا كان رداً انتقامياً على الهجوم ضد المسلمين في كرايست تشيرش"، والذي نفذه استرالي موقعاً 50 قتيلاً خلال صلاة الجمعة في 15 آذار (مارس) الماضي. وأضاف أمام البرلمان أن التحقيقات أظهرت أن جماعتين إسلاميتين سريلانكيتين نفذا التفجيرات، هما "جماعة التوحيد الوطنية" و"جمعية ملة إبراهيم". ورجّح رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينغ أن تكون الهجمات مرتبطة بـ "داعش"، مشيراً الى ان أجهزة الأمن تراقب سريلانكيين انضمّوا الى التنظيم وعادوا الى بلادهم. وتلقى ويكرمسينغ الاثنين اتصالاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعرض مساعدة الولايات المتحدة في تعقّب الجناة. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) أرسل ضباطاً إلى سريلانكا للمساعدة في التحقيق، مشيرة الى انه عرض إرسال خبراء لفحص الأدلة. وأبرزت التفجيرات مخاوف في شأن خلافات داخل الحكومة السريلانكية، واحتمال أن تكون حالت دون اتخاذ إجراء كان يمكن أن يحبط الهجمات. وأبلغت الشرطة السريلانكية السلطات في 11 الشهر الجاري أن "وكالة استخبارات أجنبية" حذرت من أن "جماعة التوحيد الوطنية" تخطط لهجمات انتحارية ضد كنائس. لكن ناطقاً باسم الحكومة ذكر بأن هذا الإنذار لم ينقل إلى ويكريمسينغ أو أبرز الوزراء، مشيراً الى أن رئيس الوزراء مُنع من حضور اجتماعات أمنية بارزة، نتيجة خلافه مع الرئيس مايثريبالا سيريسينا الذي أقال ويكرمسينغ العام الماضي، قبل أن يُضطر الى إعادته، بضغط من المحكمة العليا. وأفادت وكالة "رويترز" بأن أجهزة الاستخبارات الهندية حذرت نظيرتها السريلانكية مرات، من هجمات وشيكة يشنّها إسلاميون متشددون، بينها قبل ساعتين من التفجيرات الانتحارية.
مشاركة :