الكويت تعتبر دولة ريعية، فهي تعتمد على مورد طبيعي واحد فقط وهو النفط، ولا توجد لديها موارد اقتصادية أخرى كالموارد الصناعية أو الزراعية أو السياحية أو الموارد التي تتم عن طريق فرض الضرائب، معظم الدول الريعية لا يطبّق فيها نظام الضرائب، وتكون لديها صعوبات في التحوّل إلى النظام الديموقراطي. دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من الدول الريعية، ولكنها طورت من نظامها الاقتصادي عن طريق تنويع مصادر الدخل، من خلال الاستثمار في السياحة وتطبيق نظام الرسوم على بعض الخدمات، كما أنها طورت من النظام التجاري عن طريق الاستثمار في الموانئ، فأصبحت لديها ثلاثة مصادر للدخل مختلفة غير النفط، وهذا يعتبر تطوّرا كبيرا جدا في النظام الاقتصادي والإداري للدولة. الكويت ما زالت لديها مشاكل في الإدارة وفي تنويع مصادر الدخل، وهناك فئة قليلة تتحكّم في موارد الدولة، ولا يزال الاعتماد على مصدر واحد من الدخل، وعدم وجود صناعات للدولة، يعرّضان الدول الريعية للكثير من المخاطر، منها التهديد بتخفيض الرواتب في حال انخفاض سعر برميل النفط، وهذا يؤدي إلى ازدياد نسبة البطالة وعدم توافر فرص عمل، وازدياد نسبة الجرائم، حيث تؤدي إلى حدوث أزمات اجتماعية واقتصادية وأمنية. التطور التكنولوجي السريع عاجلا أم آجلا سوف يتفوق على النفط، من خلال الابتكار والتطوير في استخدام الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة بأنواعها والنفط الصخري والطاقة النووية النظيفة، وبالتالي على الدولة الابتكار والتطوير لإيجاد مصادر بديلة للدخل في أسرع وقت ممكن، حيث إننا مقبلون على أزمات مالية كبيرة وانخفاض لسعر البترول وعدم توافر وظائف للكويتيين، فعلى الحكومة التحرك وإيجاد حلول لهذه المشاكل المقبلة، وعليها العمل على تطوير النظام الديموقراطي بتقبّل الرأي والرأي الآخر، وتغيير القوانين المقيّدة للحريات قبل فوات الأوان. فواز أحمد الحمدFw.alhamad@gmail.com