أكد رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح، أمس، أن هناك أطرافاً تدفع بالجزائر للفراغ الدستوري، من خلال رفض كل الحلول، في وقت خرج آلاف الطلاب في تظاهرة جديدة وسط العاصمة الجزائرية، كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ 22 فبراير/شباط، للمطالبة برحيل «النظام» ومحاسبة «العصابة»، غداة حبس رجال أعمال مهمين، بينهم أسعد ربراب رئيس أكبر مجموعة اقتصادية وأغني رجل في البلاد، في حين سحبت اللجنة المركزية لحزب «جبهة التحرير الوطني» الجزائري، الثقة من الأمين العام جمال ولد عباس وجمدت عضويته في الحزب.وأصبح شعار «ارحل» الأكثر ترداداً في مسيرة الطلاب الذين تجمعوا في ساحة البريد المركزي، ثم احتلوا كل الشوارع المحيطة بها وخصوصاً شارع ديدوش مراد حيث تقع جامعة الجزائر. وابتعدت شاحنات الشرطة عن مكان التظاهرة وتمركزت خصوصاً على الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان على بعد 500 متر، بدون أن تتدخل. من جهة أخرى، كشف رئيس أركان الجيش، في تصريحات أدلى بها أمس، عن تلقي الجيش معلومات مؤكدة «حول التخطيط الخبيث للوصول بالبلاد إلى حالة الانسداد، الذي تعود بوادره إلى سنة 2015، حيث تم كشف خيوط هذه المؤامرة وخلفياتها، ونحن نعمل بكل هدوء وصبر، على تفكيك الألغام التي زرعها أولئك الفاسدون المفسدون في مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة». وأضاف أن موقف المؤسسة العسكرية لن يحيد عن مرافقة الشعب بنفس العزيمة والإصرار، وفقاً لاستراتيجية مدروسة، حتى تحقيق تطلعاته المشروعة، والتي بدأت، حسب قوله، تؤتي ثمارها تدريجياً، حتى تحقيقها كاملة. وقال: «سجلنا ظهور بعض الأصوات التي لا تبغي الخير للجزائر تدعو إلى التعنت والتمسك بنفس المواقف المسبقة، دون الأخذ بعين الاعتبار كل ما تحقق، ورفض كل المبادرات ومقاطعة كل الخطوات، بما في ذلك مبادرة الحوار الذي يعتبر من الآليات الراقية التي يجب تثمينها لاسيما في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها بلادنا». في غضون ذلك، ذكرت قناة «النهار» الجزائرية أن جمال ولد عباس، لم يحضر اجتماع اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني وقدم استقالته خطياً. وشهدت الدورة الاستثنائية لحزب جبهة التحرير الوطني التي عقدت أمس من أجل انتخاب أمين عام جديد تلبية لمطالب الحراك الشعبي، مناوشات بين أعضاء اللجنة المركزية للأفلان. هذا وأعلن السعيد بوحجة عضو اللجنة المركزية بالحزب أنه سيترشح كأمين عام للأفلان، وصرح بأنه في حال فوز شخص آخر بالأمانة العامة سيدعمه. وأكد بوحجة أنه سيتم تطهير الحزب العتيد من سلطة العصابة والمال الفاسد، مجدداً دعمه موقف ومطالب الحراك الشعبي، في تغيير الفاسدين من الجبهة.إلى ذلك، أعلن التلفزيون الرسمي في الجزائر إقالة رئيس مجلس ادارة «الشركة الوطنية للبحث عن المحروقات وانتاجها ونقلها وتسويقها-سوناطراك» العملاقة، عبد المؤمن ولد قدور. وتم تعيين رشيد حشيشي خلفا لولد قدور الذي ترأس «سوناطراك» منذ عام 2017.ولم يقدم أي تفسير لأسباب هذه الاقالة التي قام بها رئيس الدولة بالإنابة عبد القادر بن صالح لرئيس مجموعة بالغة الاهمية بالنسبة للاقتصاد الجزائري. (وكالات)
مشاركة :