تنتهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة صارمة في مواجهة أنشطة حزب الله اللبناني التخريبية في المنطقة، وترتكز توجهات واشنطن على شن حملة واسعة لتجفيف مصادر تمويل الحزب من أجل شل حركته. ووعدت الولايات المتحدة بتقديم مكافآت جديدة يمكن أن تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات يمكن أن "تعرقل" عمل الشبكات المالية لحزب الله اللبناني في العالم. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تتقصى أي معلومات حول مصادر تمويل حزب الله المدرج على لائحة الإرهاب الأميركية والمتحالف مع إيران. كما أوضحت أيضا أنها تسعى لكشف "الآليات الأساسية التي يعتمدها الحزب لتسهيل حركة أمواله"، ولمعرفة "أبرز المانحين له" و"المؤسسات المالية" التي تساهم في حركة أمواله. من جانبه أكد مارشال بيلن غسليا مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب أن المهم هو قطع الصلة بين حزب الله والنظام المالي العالمي.وتأتي الخطوة الأميركية في إطار حملة شرسة يقودها ترامب وتستهدف النظام في إيران وأذرعه المسلحة في المنطقة. وجاء أيضا في بيان الخارجية الأميركية أن "مداخيل حزب الله تصل إلى نحو مليار دولار سنويا تتأمن عبر الدعم المالي المباشر الذي تقدمه إيران، والمبادلات والاستثمارات الدولية، وعبر شبكة من المانحين ونشاطات تبييض أموال". ومن بين الممولين المفترضين لحزب الله الذين تريد واشنطن معلومات عنهم، أوردت وزارة الخارجية أسماء أدهم طباجة ومحمد إبراهيم بزي وعلي يوسف شرارة، والثلاثة حاليا على اللائحة السوداء الأميركية "للإرهابيين الدوليين". وتأتي المكافآت في إطار برنامج "مكافآت العدالة" الذي يقدم أموالًا في العادة مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مواقع إرهابيين مطلوبين، وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البرنامج لاستهداف شبكة مالية. وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد اعتبر أن دعوة حزب الله أنصاره مؤخرا للتبرع تعد علامة على نجاح حملة تجفيف المصادر المالية للحزب.وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تسعى لقطع تدفق المال الإيراني على حزب الله اللبناني، من خلال تفعيل العقوبات على صادرات النفط التي من شأنها أن تؤثر سلبا على المداخيل المالية للنظام في طهران ويكرس جزاء هاما منها لدعم حزب الله. وفي هذا السياق، قال الممثل الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأميركية براين هوك إن طهران كانت تموّل ميليشيا حزب الله بما يقارب 70% من ميزانيتها سنوياً، أي بما يقارب 700 مليون دولار سنوياً. كما أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستستخدم كل الأدوات اللازمة لتفكيك ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، الممولة من إيران وأبرز الداعمين لنظام أسد. وتعكس الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية تباعا ضد إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة مدى التزام الرئيس الأميركي بتعهداته لوضع حد لتجاوزات الجمهورية الإسلامية وأنشطتها التخريبية التي لم يعد من الممكن السكوت عنها لما باتت تشكله من تهديد أمني لاستقرار المنطقة. وتعمل واشنطن من خلال تضييق الخناق على إيران لحماية حلفائها الخليجيين في الشرق الأوسط الذين أبدوا دعما كبيرا لتحركات ترامب. وتعهدت واشنطن لعقود بمواجهة حزب الله بعد تفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في بيروت عام 1983 والذي قتل فيه 142 جنديا أمريكيا.
مشاركة :