«الأدب» يغرس قيم التعاطف والإحساس بالآخر

  • 4/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عقد مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يستمر حتى 27 أبريل الجاري، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار«اكتساب المعرفة» في مركز إكسبو الشارقة، جلسة حوارية ضمن فعالياته الثقافية بعنوان «تعلم التعاطف واللطف». تطرقت الجلسة التي شارك فيها كل من رسامة كتب الأطفال الفلسطينية أماني البابا، والناشط العراقي في مجال حقوق الأطفال هشام الذهبي، ومؤلفة كتب الأطفال الأميركية سالينا يون وأدارتها لمياء توفيق، إلى تعريف مفهوم التعاطف باعتباره شعوراً يسهم في جعل الناس مجموعات متماسكة، نظراً لقدرته على تغييب الأنا، ودفع الناس على تجاوز الهوس بالذات كأفراد. وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على دور المؤلف في غرس قيم التعاطف واللطف لدى الأطفال، عبر الأعمال الأدبية التي يقدمونها لهم، لا سيما في الكتب المصورة التي تستهوي الأطفال واليافعين، إلى جانب مختلف الأعمال الفنية الأخرى، مؤكدين أن الأدب قادر على غرس قيم التعاطف والإحساس بالآخر في نفوس القراء الصغار. قيم نبيلة وأكدت أماني البابا أن التعاطف سمة مشتركة بين البشر، تُكتسب نتيجة تجارب عديدة ومستمرة طيلة حياة الإنسان منذ الطفولة وحتى الكهولة من خلال البيئة التي تحيط بهم، ولكنها ضرورة في سنوات الطفولة الأولى كونها تظل راسخة في عقول وقلوب الأطفال، مشيرة إلى أن لدى رسامي كتب الأطفال إشارات غير منطوقة، تقدم لهم حزمة من القيم النبيلة التي ترتكز على التعاطف واللطف، كونهما ركيزة المشاعر الإنسانية النبيلة الأخرى. وأضافت أنها تسعى من خلال رسوماتها إلى تجسيد مشاعر الأطفال وترجمتها، داعية إلى عدم التركيز على السلوك، والسعي إلى إشراك الأطفال في مشاعر الآخرين، وإتاحة الفرصة لهم للإحساس بآلامهم وأفراحهم، وتشجيعهم على التعبير عن الذات. معجزات بدوره، بين هشام الذهبي أن أدب الأطفال قادر على إحداث المعجزات، عندما يتم توجيهه بطريقة صحيحة، لافتاً إلى أنه يخصص كل يوم خميس لقراءة قصة ملهمة للأطفال، تحتوي على العديد من المضامين الهادفة، فضلاً عن إتاحة الفرصة لواحد من الأطفال في كل مرة تحضير القصة وقراءتها، ثم مناقشتها مع زملائه وفق فهمهم لأحداثها وشخصياتها، وأهدافها. وأضاف أنه من الضروري توفير بيئة صالحة للأطفال، تتيح لهم فرصة التفاعل وتطبيق الجانب النظري من الروايات لا سيما الفلكلورية منها، من خلال أخذهم في رحلات إلى حدائق الحيوان ومزارعه، لتعزيز قيم التعاطف تجاه الحيوانات، ما يجعلها سمة في مختلف تصرفاتهم اليومية مع الناس. شخصيات محبوبة من جانبها، أوضحت سالينا يون أنها تعمل على نقل مشاعرها من التعاطف عبر شخصياتها، التي تجسدها الحيوانات في معظم الأعمال التي تؤلفها، ثم تترك هذه الشخصيات تنقل تلك الصفات إلى الأطفال، من دون أن يكون في تلك الكتابات ما يملي عليهم تلك المشاعر. وأشارت إلى أنها تسعى دوماً إلى اختيار الشخصيات الحيوانية المحبوبة لدى الأطفال، بغية إحداث التأثير المطلوب، وذلك لأن الأطفال يجنحون إلى رؤية حيواناتهم المفضلة تلعب أدواراً رئيسة، لا سيما في صراعات الخير والشر. اختراعات حديثة في عرض «عوامل سحرية» احتضن مسرح الطفل، ضمن الفعاليات الثقافية الترفيهية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، العرض المسرحي «عوامل سحرية» بمشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم، تناوبوا أداء أدوار محبي التقنية الحديثة، ومحبي التواصل المباشر قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. تضمن العرض أربع فقرات منوعة، هي الباحث الصغير: حيث قام الأطفال بمحاكاة تجارب علمية حية نفذها علماء سابقون أثروا في مسيرة العالم، وأسهموا في حل مشاكل البشرية لا سيما في الطب، والكهرباء وقدموا اختراعات حديثة سهلت حياة الناس، وفتحت أمامهم آفاق العمل والتواصل والتعاون. وكانت الفقرة الثانية مخصصة لما وراء البحار، حيث تعرف الأطفال بأسلوب الرسوم المتحركة إلى الحياة في الأعماق والمحيطات، والعديد من أنواع الحيوانات البحرية والنباتات المرجانية، فيما خصصت الفقرة الثالثة للعروض السحرية في علم الفيزياء. ولم يخل عرض «عوامل سحرية» من الفقرة المفتوحة «رياضة وموسيقى»، حيث تجمع الأطفال في أرضية المسرح وقدموا حركات راقصة، وتعلموا أهمية ممارسة الرياضة باعتبارها تدعم الصحة النفسية والجسمية. «الشارقة صديقة للطفل».. برنامج تعليمي ترفيهي للصغار عاش أطفال «الشارقة القرائي للطفل» أوقاتاً ممتعة ومفيدة في جناح مكتبة الشارقة صديقة للطفل، الذي نظم باقة من الأنشطة والفعاليات وورش العمل، تضمنت قراءة القصص، وورشة تصميم بطاقات تحمل عبارة «أحب الشارقة»، وورشة عمل «هيا نصنع قطاراً طويلاً»، وغيرها من الفعاليات الفنيّة والتعليميّة الممتعة، التي تسهم في تنمية مهارات الأطفال في القراءة، والإلقاء، وتعليمهم كيفية الاستفادة من المواد المتوافرة في محيطهم وتوظيفها في صنع الأشياء. تستمر فعاليات «الشارقة صديقة للطفل» طوال أيام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة من 17-27 أبريل الجاري في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «اكتسب المعرفة». «أصوات المرح».. إبداعات أوكرانية تدهش الأطفال تجارب علمية مذهلة، وبراكين ثلجية، أنارت مسرح مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ11، ضمن مسرحية تفاعلية أقيمت بعنوان «أصوات المرح»، قدمها فريق برنامج العلوم المسلية من أوكرانيا. تعالت ضحكات وصرخات الأطفال الذين تزاحموا على خشبة المسرح لمشاهدة التفاعلات الكيميائية التي يحدثها ثاني أكسيد الكربون، وبعض التفاعلات العلمية التي تنتج من مزج بعض المواد الكيميائية، والتي تخرج أصوات انفجارات، نفذها البروفيسور وفريقه بطريقة احترافية، لا تخلو من المواقف المضحكة التي ملأت المسرح فرحاً وبهجة. وقدمت المسرحية تجارب سحرية مذهلة، حيث تحول الماء إلى ثلج حقيقي، سارع الأطفال إلى التقاطه، وارتسمت على وجوههم علامات التعجب والدهشة، فما يحدث من تجارب تخاطب الخيال، كما تطايرت قطع الحلوى الكبيرة بين الحضور، الذين شاركوا الفريق في معظم التجارب العلمية، والتي نصحوا بعدم تجربتها في البيت بكونها مصنوعة من مواد خطيرة لا يسهل التعامل معها.

مشاركة :